Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عملية إرهابية فاشلة تقض مضاجع الأمن في تونس 

تأتي في سياق إحراج سياسي للرئيس قيس سعيد وملف العائدين من ليبيا وسوريا أخطر ما يهدد البلاد

جرت عملية إرهابية فاشلة استهدفت وزارة الداخلية التونسية وسط العاصمة، أمس، حيث حاول شاب مهاجمة عناصر الأمن أمام مقر الوزارة، شاهراً سلاحاً أبيض أمام تجمع مواطنين، وتم إطلاق النار عليه وإصابته في ساقه، نُقل على إثرها إلى المستشفى.

جاءت الحادثة وسط حالة من الاسترخاء الأمني بعد تطويق عناصر إرهابية في عدد من البؤر خلال الفترة الأخيرة من خلال العمليات الاستباقية التي تقوم بها السلطات المعنية.

وقالت وزارة الداخلية، في بيان، إن "النيابة سمحت بتعهيد الوحدة الوطنية للبحث في جرائم الإرهاب والجريمة المنظمة، وأثبتت التحريات الأولية أن المجرم يبلغ من العمر 31 سنة، ودرس في الخارج، ومصنف من قبل الوزارة على أنه تكفيري".

وأضافت أن "تفاصيل الحادثة تتمثل في الاشتباه في شخص ملتحٍ يحمل حقيبة على كتفه، أثار ريبة رجال الأمن، وطالبوه بوثائق هويته، ففتح حقيبته واستلّ منها سلاحاً أبيض كبير الحجم، وحاول الاعتداء على كل من يقترب  منه مشهراً (الساطور) مردداً "يا طاغوت الله أكبر"، وتوجه نحو مبنى الوزارة وأشهر سلاحه مرة أخرى، محاولاً الاعتداء على رجل أمن كان في مواجهته، فأطلق النار عليه وسقط أرضاً وتمت السيطرة عليه ونقله إلى المستشفى للعلاج".

تحريض مفتوح

فتحت الحادثة ملف التهديدات الإرهابية التي عانت منها تونس أعوام ما بعد الثورة، إلا أن البعض يعتقد أنها قد تكون بداية لسلسة من العمليات أخرى، خصوصاً أن ملف العائدين من بؤر التوتر ما زال يهدد أمن البلاد".

من جانبه، يقول الصحافي محمد صالح العبيدي في تصريح خاص إن "العملية الإرهابية تأتي في سياق تحريض مفتوح يومياً على الرئيس التونسي قيس سعيد، وتعكس مدى جرأة الذئاب المنفردة على استهداف مقار السيادة من أجل إحراج مزاعم سعيد حول نجاعة سياسته". وبشأن توقيت العملية، يرى أنها "جاءت بعد أربعة أشهر من الإجراءات الاستثنائية في محاولة لضرب شعبية قيس سعيد ووضعه في الزاوية، لكن في المقابل تعكس هذه العملية تخبّط الجماعات الإرهابية بحيث لم تكُن بالنوعية الكافية كما كانت في السابق (عملية استهداف متحف باردو ونزل الساحل وحافلة الأمن الرئاسي عام 2015)".

ووفق مصادر إعلامية محلية لم تؤكدها وزارة الداخلية ولم تكذبها، فإن "منفذ الهجوم على أمنيين في شارع الحبيب بورقيبة شاب يحمل صفة طالب في بطاقة تعريفه، ووفقاً للمعطيات الأولية، فقد عاد من سوريا عبر ليبيا منذ حوالى ثلاثة أعوام وعمره 30 سنة ومعروف لدى وزارة الداخلية بأنه تكفيري خطير ومتطرف".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في هذا الصدد، يعلق الصحافي عبد الجليل بوقرة أن "الدولة التونسية تساهلت مع الإرهابيين العائدين من سوريا وليبيا، وعملية أمس أمام وزارة الداخلية من إرث الغنوشي في البلاد"، وتساءل، "لكن ماذا تنتظر الدولة التونسية لمعالجة هذا الملف بحسب قانون الإرهاب؟ هل تنتظر عمليات إرهابية أخرى وسقوط ضحايا بأعداد كبيرة حتى تتحرك؟".

وتختلف كثيراً الأرقام التي تقدمت بها السلطة التونسية عن عدد المقاتلين الذين ذهبوا إلى سوريا وليبيا، وهم حوالى ثلاثة آلاف مقاتل، مقابل أرقام قدّمتها الأمم المتحدة قدّرتهم بنحو ستة آلاف عام 2014.

وبعد الهجمات التي استهدفت متحف باردو وفنادق سوسة عام 2015، وصفت العمليتان بالأخطر منذ الثورة، تعززت مكافحة الإرهاب بالبلاد، في وقت عاد 800 شخص من مناطق القتال، بحسب إحصاءات قدّمتها السلطة المتخصصة في 2016.

وتعرف تونس تخبطاً في معالجة ملف العائدين من بؤر التوتر، علماً أنها تعيد بعض الأيتام ممن توفي آباؤهم الإرهابيون بحذر إلى المجتمع. وغالبية الذين يرجعون يُسجنون ويُحكمون على أساس قانون مكافحة الإرهاب.

أيادٍ مرتعشة

يرى العقيد المتقاعد من الحرس الوطني علي زرمدين في تصريح لـ"اندبندنت عربية" أن "الإرهاب الذي أصبح حقيقة في بلادنا لم يعُد له توقيت معين ليتحرك، فهو يهاجم متى توافرت له الإمكانية. قبل ذلك ونظراً إلى الحصار، كانت هجماته في المناسبات، ولديها معانٍ ورسائل لكن اليوم الرسالة هي أنه قادر على الضرب في أي وقت يختاره وفي أي مكان". وأضاف، "الإرهاب يستغل الفجوات والاسترخاء الأمني"، وأشار إلى أن "منسوب التهديدات ما زال مرتفعاً على الرغم من كل النجاحات الأمنية اليومية".

وبشأن العائدين من سوريا، يرى زرمدين أنه "لا يوجد قرار صارم بشأنهم، وكل الأيادي ترتعش أمام هذا الملف"، وانتقد "دور المنظمات الحقوقية حيال ملف الإرهابيين العائدين من بؤر التوتر، داعياً السلطات التونسية إلى التعامل معها بقوة" ومبرراً ذلك "بأننا في فترة استثنائية يجب أن تكون كل القرارات استثنائية، تحديداً إذا كانت تخص أمن البلاد".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي