Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

انتخابات إقليم كردستان... نيجرفان بارزاني الأوفر حظا

الأحزاب الثلاثة الأقوى تتفق

2006 المحطة الرئيسة في المسيرة السياسية لنيجيرفان بارزاني (الموقع الرسمي لرئاسة إقليم كُردستان العراق)

من المُتوقع أن يعقد البرلمان المحلي لإقليم كُردستان العراق جلسة استثنائية الثلثاء 28 مايو (أيار)، لانتخاب رئيس جديد للإقليم، هذا المنصب الشاغر منذ أواخر العام 2017، حينما استقال رئيس الإقليم مسعود بارزاني، من دون أن يُنتخب خلف له.

مُرشح الحزب الديمقراطي الكُردستاني ورئيس الوزراء الحالي نيجيرفان بارزاني هو أبرز المتوقع فوزهم بهذا المنصب، من بين خمسة مواطنين تقدموا بأوراق طلبات ترشح. وتتوقع مصادر مطلعة حصول بارزاني على قُرابة 90 صوتاً من أصل 111 صوتاً في البرلمان، هي مجموع أصوات برلمانيي الأحزاب السياسية الثلاثة الأكبر، مع أصوات أحزاب الأقليات في البرلمان، القريبة تقليدياً من الحزب الديمقراطي الكُردستاني.

وقد تأجلت الانتخابات البرلمانية المحلية في إقليم كُردستان العراق، بسبب الأزمات السياسية الداخلية في الإقليم، وبسبب الانشغال في مُحاربة تنظيم داعش. إلا أن آخر انتخابات برلمانية أجريت في 30 سبتمبر (أيلول) 2018، أفضت إلى فوز الحزب الديمقراطي الكُردستاني بـ 45 مقعداً برلمانياً من أصل 111 مقعداً، فيما حصل الاتحاد الوطني الكُردستاني على 21 مقعداً، وحركة التغيير الكُردية على 12 مقعداً، وأحزاب المُعارضة مُجتمعة على نحو 20 مقعداً.

توافقات

كانت الأحزاب الكُردية الرئيسة بُعيد تلك الانتخابات قريبة من تحقيق توافقات في ما بينها، إلا أن الخلافات السياسية بين الحزبين الكُرديين الرئيسين بشأن توزيع المناصب والمواقع الكُردية في السُلطة الاتحادية المركزية، وخصوصاً منصب رئيس الجمهورية، أدت إلى كثير من سوء التفاهم والثقة في ما بينهما، وبهذا تأجلت التوافقات الكُردية لأكثر من ستة أشهر.

طوال تلك الفترة، كانت مُداولات حميمة تدور بين الأحزاب السياسية الرئيسة الثلاثة في الإقليم، إلى أن توصلت إلى توافق شامل، في أواخر أبريل (نيسان) 2019. واتفقت على تشكيلة الحكومة الإقليمية الجديدة، بحيث تكون رئاستها للحزب الديمقراطي الكُردستاني ومنصب نائب الرئيس من حصة الاتحاد الوطني الكُردستاني، مُقابل أن تكون رئاسة البرلمان للاتحاد الوطني. وتتقاسم الأحزاب الثلاثة وزارات الحكومة، كُل بحسب نسبة تمثيله البرلماني.

ويقوم الاتفاق الإستراتيجي بين الحزبين الرئيسين على إعادة تفعيل منصب رئاسة إقليم كُردستان، ليُعاد انتخاب الرئيس من جانب البرلمان الإقليمي، بعدما كان القانون ينص على أن يكون الانتخاب مباشرة من المواطنين. كذلك حصل الاتفاق على انتخاب مُرشح الديمقراطي الكُردستاني.

ونفذت الأحزاب الثلاثة كامل الخطوات التي توافقت عليها، ومن المتوقع أن تتابع تنفيذ اتفاقها، من خلال انتخاب نيجيرفان بارزاني لرئاسة الإقليم.

سيرة السياسي والمشروع

ولد نيجيرفان بارزاني في بلدة بارزان الجبلية في العام 1966، وهو ينتمي إلى عائلة تُعتبر الأكثر شُهرة وتأثيراً في تاريخ الأكراد المُعاصر، منذ أوائل القرن العشرين.

وكان جده المُلا مُصطفى بارزاني يقود كفاح الكُرد العراقيين المُسلح ضد السُلطة المركزية العراقية، وفي العام الذي ولد نيجيرفان حصل اتفاق مع حكومة الرئيس العراقي وقتئذ عبد الرحمن عارف.

بعد أقل من عشر سنوات، هُجّر بارزاني مع ذويه إلى إيران، بعدما فشلت الثورة الكُردية في تحقيق أهدافها، عقب الاتفاق الشهير بين الرئيس العراقي السابق صدام حُسين والشاه الإيراني.

أكمل بارزاني دراسة العلوم السياسية في جامعة طهران، وانخرط في العمل السياسي ضمن الحزب الديمقراطي الكُردستاني، حيث انتخب عضواً في المكتب السياسي في المؤتمر العاشر للحزب في العام 1989، بعد وفاة والده إدريس بارزاني بعامين، الذي شغل منصب رئيس الحزب الديمقراطي الكُردستاني بين الأعوام 1978-1987.

يعُتبر العام 2006 مفصلياً في المسيرة السياسية والإدارية لبارزاني، فقد أصبح رئيساً لوزراء إقليم كُردستان. واستمر في ذلك الموقع طوال تلك السنوات، خلا الفترة بين العامين 2009- 2012، إذ تولى فيها القيادي في الاتحاد الوطني ورئيس الجمهورية العراقية الحالي برهم صالح ذلك المنصب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

مؤيدون ومعارضون

يُشيد مُناصرو بارزاني بما حققه خلال سنوات رئاسته حكومة الإقليم من تنمية اقتصادية وعُمرانية. ويقولون إن العشرات من مُدن كُردستان الرئيسة شهدت نهضة عُمرانية خلال هذه الفترة، بعدما كانت مُدناً مُترهلة. ويفخرون بالتنمية التي حققها في قطاعات التعليم والصحة والبُنى التحتية في الإقليم. ويستعين مناصروه بأرقام تُشير إلى أن مستويات الدخول العامة لمواطني الإقليم صارت عشرة أضعاف ما كانت عليه. ولا ينسى المؤيدون القول إن بارزاني وفّر فضاء عاماً من الحُريات العامة والمدنية والسياسية إضافة إلى الأمن.

مُقابل ذلك، يقول معارضو بارزاني إنه قاد سياسية اقتصادية شديدة الليبرالية، فتحت أسواق إقليم كُردستان أمام البضائع التُركية والإيرانية والعالمية. ما أدى إلى تدهور الطبقات الفلاحية والصناعية الكُردية ونزوح ملايين القرويين الكُرد من الأرياف نحو المُدن الرئيسة، التي تضخمت بشكل استثنائي خلال عشر سنوات.

ويشير المعارضون إلى تضخم الجهاز الحكومي في الإقليم، بفعل سياسة بارزاني، بمئات الآلاف من الموظفين العموميين غير الفاعلين. فالسياسة الرعائية التي قادها أدت إلى إضعاف القطاع الخاص في الإقليم، وبالذات في مجالَي الصناعة والزراعة.   

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي