Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اللورد فروست يحدد مكمن مشكلة أساسية في "بريكست"

يكتب جون رينتول أن وزير "بريكست" يريد أن تكون بريطانيا مركزاً تجارياً خارجياً قيمة الضرائب فيه منخفضة لكن الذين صوتوا لمغادرة الاتحاد الأوروبي يرغبون في إنفاق عام مرتفع على غرار مستويات الاتحاد الأوروبي

صوت معظم مؤيدو بريكست لصالح مزيد من الإنفاق على هيئة الخدمات الصحية الوطنية ودولة رعاية اجتماعية على الطراز الأوروبي (أ ف ب)

قال ديفيد فروست، وزير "بريكست"، في خطاب، الإثنين، إن الهدف الرئيس من وراء مغادرة الاتحاد الأوروبي يتمثل في قيام بريطانيا بما تقوم به بطريقة مختلفة. ولذلك، أضاف، فاوض على ما يسمى في الأغلب "بريكست" "من دون اتفاق" فهو و(رئيس الوزراء) بوريس جونسون رغبا في إعطاء بريطانيا الحرية القصوى في الابتعاد عن قواعد الاتحاد الأوروبي. وقال إن بريطانيا لن تتمكن من إنجاح "بريكست" إلا إذا انتقلت إلى اقتصاد منخفض الضرائب يركز على التحرير [من القيود الناظمة] والابتكار.

وثمة مشكلة واحدة في هذه الرؤية إلى مقر [تصدير واستيراد] للتجارة الحرة فوضوي ومبدع أمام ساحل الإمبراطورية الأوروبية المتحجرة: ليس هذا ما صوت لأجله معظم من الذين صوتوا لمغادرة الاتحاد الأوروبي. ويتضمن الحديث عن دوافع الـ17 مليون شخص الذين صوتوا للمغادرة بعض التعميمات الكاسحة، لكن لو عممنا على نحو عام، فقد صوت معظمهم لصالح مزيد من الإنفاق على هيئة الخدمات الصحية الوطنية ودولة رعاية اجتماعية على الطراز القاري [البر الأوروبي].

"إذا لم نقم بعد بريكست سوى باستيراد النموذج الاجتماعي الأوروبي، فلن ننجح". هذا ما قاله اللورد فروست أمام جمهوره في مؤتمر مارغريت ثاتشر للتجارة الذي نظمه مركز دراسات السياسات، وهو مؤسسة بحثية تأسست للترويج للمعتقدات الخاصة بالسوق الحرة. "لم ننجح في إبعاد حدود الاتحاد الأوروبي عن بريطانيا من خلال بريكست لمجرد أن نستورد ذلك النموذج الأوروبي بعد هذا الوقت كله".

ولاحظ جمهوره الإشارة إلى خطاب ثاتشر في بروج (مدينة بلجيكية) عام 1988 الذي مثل لحظة مهمة في التحول المشكك في الاتحاد الأوروبي لدى حزب المحافظين: "لم ننجح في إبعاد حدود الدولة في بريطانيا لمجرد أن نراها مجدداً تُفرض من جديد على مستوى أوروبي مع دولة أوروبية عملاقة تمارس هيمنة جديدة من بروكسل".

وقال اللورد فروست، إن "معادلة النجاح كبلد معروفة جيداً". وعلى رأس قائمته هناك "الضرائب المنخفضة– فأنا أتفق مع وزير المالية: كما قال في خطابه حول الميزانية، يجب أن يكون هدفنا خفض الضرائب". وجاء ذلك بمثابة هبة للصحافة المحافظة المؤيدة للدولة الصغيرة. فقد احتل العنوان الرئيس التالي الصفحة الأولى من "الدايلي تلغراف" صباح الثلاثاء: "فروست يحض على خفض الضرائب لئلا يفشل بريكست".

لكن الأمر مضلِل تماماً أيضاً إن لم يكن مضلَلاً. كان ما قاله وزير المالية في خطابه حول الميزانية مختلفاً إلى حد كبير عما قاله في الواقع وزير المالية– ورئيس الوزراء– في الميزانية الحقيقية قبل شهر، ومفاده رفع الضرائب لتسديد تكاليف هيئة الخدمات الصحية الوطنية. ولا يقتصر الأمر على الهيئة، بل يشمل أيضاً "دوراً جديداً دائماً للحكومة"، وفق (وزير المالية) ريتشي سوناك، وهو تحديداً توفير تمويل جديد للرعاية الاجتماعية.

لقد دخل اللورد فروست في الحرب الأهلية الدائرة وراء الكواليس في حزب المحافظين، حيث تضع ليز تروس، وزيرة الخارجية، نفسها على رأس الفصيل المؤيد للضرائب المنخفضة وهي غير سعيدة بالضريبة الجديدة المخصصة لتمويل الرعاية الصحية والاجتماعية. لكنه كان يلفت النظر أيضاً إلى حرب مستعرة بين الشخصيات المتعددة لرئيس الوزراء نفسه.

يريد جونسون تعزيز المساواة لصالح أجزاء من البلاد متخلفة عن النجاح الاقتصادي الذي تشهده لندن والجنوب الشرقي، والمستند إلى عضوية الاتحاد الأوروبي والحركة الحرة للعاملين. لكن هذا يتطلب حكومة نشطة ومتدخلة بقيادة "هيزا ميال إلى بريكست"– أي مؤيد للتدخل على غرار مايكل هسلتين (سياسي محافظ ملقب بهيزا) لكن مع موقف مختلف عن موقفه في شأن الاتحاد الأوروبي. ولذلك اقترح البيان الحكومي في حكومة جونسون عام 2019 إنفاقاً إضافياً ضخماً على هيئة الخدمات الصحية الوطنية والمدارس والشرطة. كان برنامجه في الأساس برنامجاً مشككاً في الاتحاد الأوروبي من برامج "حزب العمال الجديد"، واتضح التوازي مع حكومات (رئيسي الوزراء السابقين توني بلير) و(غوردون) براون بفعل زيادة مساهمات الضمان الوطني لتسديد هذه التكاليف على غرار ما فعله حزب العمال عام 2002.

هذا يختلف كثيراً عن "معادلة النجاح" التي حددها اللورد فروست، ليل الإثنين. وبعيداً عن الضرائب المنخفضة، ناصر [فروست] "تنظيماً سهلاً ومتناسباً" و"تجارة حرة" و"تنافساً" و"حرية ومسؤولية شخصيين". وقد تبدو هذه الشعارات ثاتشرية بامتياز، لكنها تشير في الاتجاه المقابل إلى زيادات ضريبية وإنفاق كبير على الخدمات العامة هي في الواقع سياسات حكومية.

وبد اللورد فروست زعيماً للمعارضة الثاتشرية الداخلية حين قال: "نحتاج إلى الإصلاح بسرعة، وستشمل هذه الإصلاحات القيام بما نقوم به بطريقة مختلفة عن الاتحاد الأوروبي". وسيتفق بعض من صوتوا لصالح مغادرة الاتحاد الأوروبي معه، لكنهم يعتقدون أن المقصود هو إنفاق المال، في حين أنه يعني نموذجاً اقتصادياً للدولة الصغيرة يستهدف مزايا اقتصادية نسبية متفوقة على الاتحاد الأوروبي والسعي إلى تحقيقه من غير هوادة. قال: "هذا السبب وراء كلامي في الأغلب حول الاختلاف (عن أوروبا)، ليس من أجل الاختلاف بل لأنه ضرورة وطنية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وليس هذا ما يفكر به معظم من صوتوا لمغادرة الاتحاد الأوروبي، وهو بالتأكيد ليس ما يريده من صوتوا للبقاء. فالسبب الذي جعل جونسون وسوناك يرفعان الضرائب هو أن الأغلبية العظمى من البلاد تريد هذه الخطوة. والجميع نظرياً يرغبون في ضرائب أدنى، لكن في الواقع، مع وصول عدد المدرجين في قوائم الانتظار الخاصة بهيئة الخدمات الصحية الوطنية الآن إلى عُشر السكان، نريد حكومة كبيرة تعتني بنا ونحن مستعدون (مترددين بالطبع) لدفع تكلفتها.

ما نريده هو ديمقراطية اجتماعية أوروبية تحمل العلم البريطاني [ترفع اللواء البريطاني]. ويعتقد اللورد فروست أن هذا الشكل من "بريكست" "لن ينجح". ويبدو أن شريك جونسون في هندسة [صوغ] "بريكست" يقول إن "بريكست" على النحو الحالي لا يستحق العناء. من كان ليتوقع ذلك؟

© The Independent

المزيد من آراء