Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عشرات الأمهات البريطانيات أصبن بكورونا ووضعن قبل اكتمال حملهن

تعتبر تلك الولادات المبكرة الخطر الأكبر على المصابات بالفيروس لكنه أمر محاط بالصمت

يحتاج الطفل المولود قبل أسابيع من اكتمال الحمل إلى رعاية مركزة ومعقدة (نيوزساينس.أورغ)

علمت "اندبندنت" أن ما يفوق 600 طفل ولدوا في بريطانيا قبل أوانهم، وبالتالي احتاجوا إلى رعاية مركزة، من أمهات أدخلن إلى المستشفيات بسبب إصابتهن بعدوى كورونا، فيما حذرت اللاتي يحملن الفيروس بأنهن أكثر عرضة للولادة المبكرة بنسبة تصل إلى ثلاثة أضعاف غير المصابات.

وقد حركت الأرقام المسجلة التي تغطي فترة 17 شهراً من الوباء، نداءات وجهت إلى الحكومة البريطانية، تطالبها بجعل النساء الحوامل من جميع الأعمار مؤهلات لتلقي الجرعة الثالثة المعززة من لقاح "كوفيد- 19".  

كذلك دفع القلق من مسألة تجنب النساء الحوامل التطعيم باللقاح، بكبير المسؤولين الطبيين في البلاد كريس ويتي، إلى تشجيع الأمهات الحوامل على تلقي جرعتي اللقاح، في وقت سجلت فيه معدلات تطعيم منخفضة ضمن هذه الفئة، قدرت الشهر الماضي بحوالى 15 في المئة.

وتكشف بيانات حصلت عليها "اندبندنت" من مؤتمر وطني للولادات، أنه من بين 3,306 أطفال ولدوا لأمهات جرى إدخالهن إلى المستشفيات بسبب إصابتهن بفيروس كورونا بين بداية الوباء في مارس (آذار) 2020 ويوليو (تموز) 2021، أبصر 694 منهم النور قبل الأوان. وكذلك تبين أن 604 أطفال ممن ولدوا مبكراً كانوا مرضى إلى درجة استدعت إدخالهم إلى وحدة العناية المركزة.

في ذلك الصدد، أكد الدكتور باتريك أوبراين من "الكلية الملكية لأطباء النساء والتوليد" وجود حالات جرى فيها إدخال نساء إلى وحدات العناية المركزة، لكن تفاديها كان ممكناً، إضافة إلى حدوث عدد من الوفيات.

وبحسب أوبراين، "أنها وجهة نظر عالمية يتشاركها الأطباء والمجموعات الاستشارية للقابلات والمجموعات الاستشارية العلمية. لذا يمكنني أن أشجع جميع النساء الحوامل أو الراغبات في الحمل، على تلقي التطعيم".

وكذلك نشرت البروفيسورة ماريان نايت، الخبيرة البارزة في الوفيات الناجمة عن الولادات، بيانات مصدرها "نظام مراقبة التوليد في المملكة المتحدة" UK Obstetric Surveillance System، تظهر أنه بين فبراير (شباط) وسبتمبر (أيلول) 2021، أدخل أكثر من ألف امرأة حامل إلى المستشفيات، نتيجة إصابتهن بفيروس "كوفيد- 19"، وحوالى 98 في المئة منهن لم يتلقين اللقاح.

وأشارت نايت أيضاً إلى أن خطر الولادات المبكرة تفوق على مفاعيل عدوى كورونا بالنسبة إلى النساء الحوامل، لكنه أيضاً شكل الخطر "الذي لم يجر الحديث عنه أو الاعتراف به".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضافت نايت، "إننا نعلم أنه إذا أدخلت امرأة حامل إلى المستشفى بأعراض ’كوفيد’، فسيكون احتمال نقلها إلى وحدة العناية المركزة واحداً من 10. لكن ستكون احتمالات ولادتها طفلها قبل أوانه، واحداً من خمسة. ويفوق الرقم الأخير بنحو مرتين وثلاث مرات، خطر إنجابها طفلاً قبل أوانه إن لم تكن مصابة بكورونا".

واستطراداً، رأت البروفيسورة نايت، أن المسألة "صعبة حقاً" على النساء الحوامل، لأن الرسائل المتعلقة بالتلقيح قد تغيرت على مدار السنة الماضية.

وعلى الرغم من ذلك، فقد طالبت نايت والدكتور أوبراين، بجعل جميع النساء الحوامل مؤهلات للحصول على لقاحات معززة، في أعقاب خطوة مماثلة نهض بها الأسبوع الماضي نظراء لهما في الولايات المتحدة.

تجدر الإشارة إلى أن التعليمات الراهنة من "اللجنة المشتركة للتحصين واللقاحات في المملكة المتحدة" UK Joint Committee for Immunisations and Vaccinations (JCVI) تفيد بأن النساء الحوامل المؤهلات لتلقي اللقاح، ينحصرن في اللاتي تزيد أعمارهن على 40 عاماً، أو من هن ضمن مجموعة معرضة للخطر من الناحية السريرية.

واتصالاً بذلك، تبين أرقام البروفيسور نايت أن 13 امرأة حاملاً قد فارقن الحياة خلال موجة "كوفيد" في فبراير (شباط) 2021، بعد دخولهن المستشفى بسبب المرض، مقارنة مع 11 وفاة و9 وفيات على التوالي، في الموجتين السابقتين.

وكذلك يلفت الدكتور أوبراين إلى أن "النساء الحوامل أكثر عرضة لخطر معاناة إصابة حادة بكورونا، إضافة إلى أن العدوى الخطيرة يمكن أن تعرض أطفالهن للخطر نتيجة الولادة المبكرة. إننا نحض الحكومة على ضمان وجود خطة يجري من خلالها تطعيم النساء الحوامل بالجرعة المعززة، مع دخولنا في فصل الشتاء".

ولفت أيضاً إلى أن "عدداً من النساء الحوامل سيبلغن مرحلة يتجاوزن فيها فترة الـ6 أشهر على تلقيهن الجرعة الثانية من لقاح كورونا. وبالتالي، فمن الأهمية بمكان أن يبقين محميات من العدوى هن وأطفالهن". وأوضح أن "الفيروس لا يؤثر بشكل مباشر على الأطفال، بل إنه مسؤول عن حدوث الولادة المبكرة للطفل".

وبصورة عامة، تزيد الولادات التي تحدث قبل إتمام 28 أسبوعاً من الحمل، من خطر التعرض لضرر شديد طويل الأمد، في حين أن الأطفال الذين يولدون بعد 34 أسبوعاً من الحمل، يكونون عادة في صحة جيدة.

وفي سياق متصل، تناولت البروفيسورة أسمى خليل من "الكلية الملكية لأطباء النساء والتوليد" ذلك الأمر مشيرة إلى "أننا نعلم أن الولادات المبكرة مرتبطة بخطر الإعاقة، كذلك تزيد إمكانية أن يحتاج الأطفال الخدج إلى دخول وحدة رعاية الأطفال حديثي الولادة. وأعتقد أنه إذا جمعت هذه العوامل كلها، يمكن القول إن ’كوفيد’ يمكن أن يؤذي الوالدة والطفل. ونحن نعلم أن أفضل طريقة لحماية الأم وطفلها تتمثل في الحصول على التطعيم".

 

"نقلوا طفلنا من غير أن يسمحوا لنا برؤيته"

تحدثت آسيا، وهي امرأة من جنوب شرقي لندن، إلى "اندبندنت" عن التجربة "المروعة" لولادة ابنها دانييل في الأسبوع الثامن والعشرين من الحمل، حينما أصيبت بمرض "كوفيد- 19" في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، حينما لم تكن اللقاحات متوفرة. وقبل الولادة أصيبت تلك المرأة البالغة من العمر 35 عاماً، حين كانت حاملاً في شهرها السابع، بفيروس كورونا، هي وزوجها.

ووفق كلماتها، "فجأة، وبعد نحو خمسة أيام، شعرت بأن حركة الطفل قد أصبحت أقل. جرى نقلي إلى قسم "الحوادث والطوارئ"، ثم أخدوني إلى جناح المخاض. في اليوم التالي، أخبروني أن الطفل يعاني ضيقاً في التنفس، ويتوجب إخراجه [من الرحم] وأنني سأضطر إلى إجراء ولادة قيصرية طارئة".

وعلى الرغم من وجود زوجها خارج العزل، فإن قواعد مكافحة العدوى قضت بألا يسمح له بحضور الولادة، ولم يكن قادراً أيضاً منذ البداية على أن يكون مع زوجته.

وتضيف آسيا، "أحضروا طفلي إليّ برهة كي أراه، ومن ثم عرضوه أمام زوجي ثم أرسلوه إلى وحدة حديثي الولادة. وقد ولد دانييل صغير الحجم للغاية، وجاء اختباره إيجابياً لجهة إصابته بعدوى ’كوفيد- 19’. كان لا بد من وضع أنابيب في رئتيه، فيما كان يعاني من نزيف في دماغه، وقد نقل بسبب نزيف في رئته إلى مستشفى آخر، حيث توجد وحدة لحديثي الولادة من مستوى أعلى. أخذوه من دون أن يسمحوا لنا برؤيته، كما لم نتمكن أساساً من زيارته".

لكن في نهاية المطاف، تمكنت آسيا وزوجها من رؤية ابنهما، لكن بشكل منفصل، ومرة ​​واحدة في اليوم، من خلال "طبقات متعددة من معدات الوقاية الشخصية".

ظل الطفل دانييل في وحدة حديثي الولادة ثمانية أسابيع. وتقول الوالدة آسيا في وصف تجربتها خلال تلك المرحلة، "كان الأمر صعباً للغاية. وكان ضخ حليب الثدي من أصعب الأمور بالنسبة لي. لم يكن لدي المقدار اللازم من الحليب، ربما بسبب الصدمة التي واجهتها ونتيجة انفصالي عنه. في المقابل بدا من المهم حقاً بالنسبة لي أن أحافظ على إمدادي له من الحليب، كي أتمكن، أخيراً، من إعطائه رضاعة طبيعية".

وروت الأم كم كان الوضع مروعاً بالنسبة إليها وإلى زوجها، حينما عادا من المستشفى واضطرا إلى ترك دانييل فيه. وحتى الآن ما زال الأطباء لا يعرفون بشكل قاطع، إذا كان السبب في الولادة المبكرة لابنهما هو فيروس "كوفيد" أو التهاب المسالك البولية.

ووفق رأي آسيا، "لو كانت لدي إمكانية الحصول على اللقاح، لكنت قد تطعمت. لقد أخذت جرعتين حتى الآن وسأحصل على الجرعة الثالثة المعززة. أوصي بشدة بأن تحصل النساء الحوامل على اللقاح. إنه لمن المحزن حقاً أن أتساءل عما كان سيحدث لو كنت قد تمكنت حينها من الحصول على تطعيم".

ثمة خبر مفرح يتمثل في أن الطفل دانييل الذي بلغ الآن من العمر 10 أشهر، في حالة جيدة ويتمتع بالصحة. وقد حاز الزوجان طوال التجربة التي مرا فيها، دعماً من مؤسسة "كامب سيمحا" Camp Simcha وهي جمعية خيرية وطنية تدعم الأطفال المصابين بأمراض خطيرة في المجتمع اليهودي. ويشير رئيسها التنفيذي ورئيس الخدمات فيها دانييل غيليس، إلى أن مؤسسته شهدت هذه السنة زيادةً بـ150 في المئة في عدد الأطفال الخدج [المولودين قبل اكتمال الحمل ببضعة أسابيع] المرضى الذين يحتاجون للدعم، مقارنة مع سنة 2020.

© The Independent

المزيد من صحة