Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بريطانيا تحذر روسيا من ارتكاب "خطأ" الهجوم على أوكرانيا

موسكو وبكين مستاءتان من استثنائهما من قمة بايدن بشأن الديمقراطية

تنفي روسيا مراراً عزمها مهاجمة أوكرانيا (رويترز)

تتكاثر عناصر التوتر بين روسيا، ومعها الصين، والغرب. ففي حين أشعلت تحركات القوات الروسية قرب الحدود الأوكرانية مخاوف في الغرب من أن موسكو ربما تستعد لغزو جارتها الجنوبية، أثار الرئيس الأميركي جو بايدن استياء موسكو وبكين غير المدعوتين إلى قمة افتراضية حول الديمقراطية يعقدها في ديسمبر (كانون الأول) المقبل بمشاركة نحو 110 دولة ومنطقة.

وفي الأثناء، وجّهت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس تحذيراً إلى روسيا، قائلة إن موسكو سترتكب "خطأ جسيماً" إذا ما شنت هجوماً على أوكرانيا. وأكدت أن لندن تتعاون بشكل وثيق مع شركائها في حلف الأطلسي لدعم أوكرانيا.

وفي السياق ذاته، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إن القدرات النووية لبلاده وقواتها المسلحة بحاجة إلى الحفاظ على جاهزيتها القتالية في ضوء زيادة أنشطة دول حلف شمال الأطلسي بالقرب من حدود روسيا.

وترسل الولايات المتحدة وحلف الأطلسي إشارات إلى دعمهما لأوكرانيا بطرق تعتبرها موسكو استفزازاً لها، بما في ذلك المناورات بالسفن الحربية في البحر الأسود في نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي وتسليم زوارق دوريات أميركية إلى البحرية الأوكرانية.

وتنفي روسيا مراراً عزمها مهاجمة أوكرانيا، وتقول إن من حقها نشر قواتها في أي مكان من أراضيها. وتتهم أوكرانيا والأطلسي بتأجيج التوترات.

مناورات في البحر الأسود

وذكرت وكالة "إنترفاكس" الأربعاء أن طائرات وسفناً روسية حربية أجرت تدريبات على صد الهجمات الجوية على القواعد البحرية والرد بضربات جوية خلال مناورات عسكرية في البحر الأسود، وأجرت أوكرانيا المجاورة أيضاً مناورات قتالية.

ونقلت الوكالة عن أسطول البحر الأسود الروسي قوله "قرابة عشرة من أطقم طائرات وسفن من قاعدة نوفوروسيسك البحرية التابعة لأسطول البحر الأسود... شاركت في هذه المناورات القتالية".

وأضافت أن مقاتلات "سوخوي" كانت من بين الطائرات التي تدربت على كيفية الرد على الهجمات الجوية المعادية وقامت بطلعات تدريبية فوق مياه البحر الأسود بالتعاون مع أسطول البحر الأسود.

ويتمركز أسطول البحر الأسود الروسي في شبه جزيرة القرم، التي ضمتها موسكو من أوكرانيا عام 2014. وتريد كييف من روسيا أن تعيدها إليها.

والأربعاء، بدأت أوكرانيا عملية لتعزيز حدودها بما في ذلك مناورات عسكرية للوحدات المضادة للدبابات والمحمولة جواً. وتتهم كييف موسكو بحشد القوات بالقرب منها وتقول إن بيلاروس ربما ترسل مهاجرين عبر حدودها.

وفي سياق متصل، شكا شويغو الثلاثاء من أن القاذفات الأميركية تدربت على توجيه ضربة نووية لروسيا من اتجاهين مختلفين في وقت سابق هذا الشهر وكذلك من اقتراب الطائرات الأميركية بشدة أثناء هذه التدريبات من الحدود الروسية، وهي مناورات قالت عنها وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إنها التزمت البروتوكولات الدولية.

استياء موسكو وبكين من واشنطن

استياء الكرملين من استثناء بايدن روسيا من الدعوة إلى القمة حول الديمقراطية عبّر عنه المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف خلال مؤتمر صحافي، إذ قال إن "الولايات المتحدة تفضّل خلق خطوط تقسيم جديدة، تفريق الدول بين تلك الجيّدة بحسب رأيها، وأخرى سيئة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أما "معارضة" بكين لدعوة تايوان إلى القمة الافتراضية، فصرّح عنها المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان، إذ قال إن "ليس لتايوان مكانة أخرى في القانون الدولي غير مكانتها كجزء لا يتجزأ من الصين".

في المقابل، وبالتزامن تقريباً، شكرت سلطات تايوان الرئيس الأميركي على قراره دعوة الجزيرة.

وقال المتحدث باسم مكتب الرئاسة التايوانية كزافييه تشانغ في تصريح للصحافيين "من خلال هذه القمة، يمكن لتايوان أن تتشارك قصة نجاحها في الديمقراطية".

ويغيب عن قائمة الدول المدعوة التي نُشرت الثلاثاء، كلّ من روسيا والصين، وهما العدوّتان الجيوسياسيتان الأساسيتان لواشنطن.

ولا تعترف الولايات المتحدة بتايوان دولة مستقلة بل تعتبرها نموذجاً ديمقراطياً يُحتذى في مواجهة العملاق الآسيوي الذي يعتبر الجزيرة جزءاً لا يتجزّأ من أراضيه ويتعهّد بإعادة ضمها يوماً ما وبالقوة إذا لزم الأمر.

وفي الأسابيع الماضية، تكثف تبادل الانتقادات بين بكين وواشنطن في شأن مصير تايوان التي تحظى بنظام ديمقراطي ولديها حكومة وعملة وجيش.

ومنذ وصول بايدن إلى البيت الأبيض، في يناير (كانون الثاني)، لم يخفِ أن سياسته الخارجية تقوم على صراع بين ديمقراطيات تتزعّمها بلاده و"أنظمة استبدادية" خير من يمثّلها في نظره الصين وروسيا.

بل إن "قمة الديمقراطية" هذه هي أحد وعود حملته الانتخابية وقد قرّر عقد هذه النسخة الأولى منها افتراضياً يومي 9 و10 ديسمبر المقبل بسبب جائحة "كوفيد-19" على أن تعقد النسخة الثانية في نهاية العام المقبل حضورياً.

المشاركون في القمة

وستشارك في القمة الهند التي وإن كانت تلقّب بـ"أضخم ديمقراطية في العالم"، فإن رئيس وزرائها الهندوسي القومي ناريندرا مودي موضع انتقادات شديدة من جانب منظمات تدافع عن حقوق الإنسان. كذلك ستكون باكستان موجودة على الرغم من العلاقة المتقلبّة التي تربطها بالولايات المتحدة.

وتركيا، حليفة واشنطن في حلف شمال الأطلسي لم تُدعَ إلى القمة، وهو أمر غير مفاجئ، نظراً إلى أن بايدن سبق له وأن وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بـ"المستبدّ".

ومن الشرق الأوسط، ضمّت اللائحة فقط إسرائيل والعراق. ولم تُدعَ إلى هذه القمة أي من الدول العربية الحليفة تقليدياً للولايات المتحدة مثل مصر والسعودية والأردن وقطر والإمارات.

في المقابل، دعا بايدن إلى القمة البرازيل، على الرغم من أن الدولة الأميركية اللاتينية العملاقة يقودها رئيس يميني متشدّد مثير للجدل هو جايير بولسونارو.

ومن أوروبا، ضمّت قائمة الدول المدعوة للمشاركة في القمة بولندا التي يتّهمها الاتحاد الأوروبي بعدم احترام دولة القانون، لكنها خلت من المجر التي يقودها رئيس وزراء مثير للجدل كثيراً هو فيكتور أوربان.

أما من أفريقيا، فضمّت قائمة الدول المدعوة كلاً من جنوب أفريقيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية ونيجيريا والنيجر.

وقالت لاله أصفهاني من مؤسسة "أوبن سوسايتي" قبل نشر اللائحة، لوكالة الصحافة الفرنسية "لقمة أولى، هناك أسباب جيدة لكي تكون هناك مجموعة كبرى من الأطراف حاضرة وهذا يتيح تبادلاً أفضل للأفكار".

أضافت، بدلاً من جعلها لقاء ضد الصين - "ما كان سيشكل فرصة ضائعة" - سيستفيد بايدن من هذه اللقاءات التي ستضم القادة والمجتمع المدني على حد سواء "لمعالجة الأزمة التي يشكلها التراجع الخطير للديمقراطية في مختلف أنحاء العالم، بما يشمل نماذج متينة نسبياً مثل الولايات المتحدة".

المزيد من دوليات