Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أبوظبي تصافح تركيا باستثمارات قوامها 10 مليارات

سبقت الزيارة مذكرات تفاهم ودعوة أردوغان الإماراتيين إلى الاستثمار في أنقرة

وصل الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي اليوم العاصمة التركية أنقرة في زيارة رسمية إلى تركيا، التي استقبله لدى وصولها الرئيس رجب طيب أردوغان، وذلك في وقت أعلنت فيه أبوظبي تأسيس صندوق بقيمة 10 مليارات دولار لدعم الاستثمارات في تركيا، ويركز على الاستثمارات الاستراتيجية، خصوصاً في قطاعي الطاقة والصحة.

وذكرت وكالة الأنباء الإماراتية (وام) أن المسؤول الإماراتي "جرت له مراسم استقبال رسمية لدى وصول موكبه إلى مجمع القصر الرئاسي ترافقه مجموعة من الخيالة ترفع أعلام البلدين، ثم توجه والرئيس التركي إلى منصة الشرف حيث عزف السلام الوطني لكل من دولة الإمارات والجمهورية التركية وأطلقت المدفعية 21 طلقة واصطفت ثلة من حرس الشرف تحية وترحيبا بزيارته"، في إشارة إلى حفاوة الأتراك بضيفهم بعد قطيعة طويلة.

ولفتت إلى أن ولي العهد الإماراتي قدم إلى أنقرة على رأس وفد عريض من المسؤولين، مثل الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني، والشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء، والشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان رئيس مجلس إدارة مطارات أبوظبي، وعدد كبير من الوزراء والمستشارين ذكرتهم الوكالة بأسمائهم.

وكان مسؤول تركي قال اليوم الأربعاء، قبيل محادثات رفيعة المستوى في أنقرة، إن تركيا والإمارات ستبرمان اتفاقات في مجالات الطاقة واستثمارات التكنولوجيا والموانئ البحرية واللوجيستيات، في إطار سعي البلدين إلى تحسين العلاقات.

نقاط اختلاف متجذرة

وبعد سنوات من القطيعة والتوتر، أعلنت وكالة الأنباء الإماراتية أمس أن ولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، سيزور أنقرة اليوم الأربعاء، تلبية لدعوة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وذلك في مؤشر على ذوبان الخلاف والتقارب الوشيك بين البلدين.

وستمثل الزيارة اللقاء الأعلى مستوى منذ سنوات بين البلدين، اللذين دعما أطرافاً متناحرة في النزاع الليبي واختلفا أيضاً على قضايا إقليمية أخرى.

وأوضحت وكالة أنباء الإمارات (وام) أن ولي عهد أبوظبي والرئيس التركي سيبحثان، خلال الزيارة، "العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون والعمل المشترك بين البلدين في مختلف المجالات بما يحقق مصالحهما المتبادلة، إضافة إلى مجمل القضايا والمستجدات الإقليمية والدولية التي تهم البلدين".

فيما قالت الرئاسة التركية إن اللقاء بين الدولتين سيكون مناسبة للنظر "في العلاقات الثنائية في جميع أبعادها كما ستتم مناقشة خطوات تحسين العلاقات"، مؤكدة أن المحادثات ستشمل قضايا إقليمية ودولية.

وسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للتقارب مع خصومه الإقليميين، بما في ذلك مصر، في مسعى للخروج من العزلة الدبلوماسية التي فاقمت الضغط على اقتصاد تركيا والاستثمارات الأجنبية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وساءت العلاقة بين البلد الخليجي وأنقرة بسبب تبادل الاتهامات وتعارض في المواقف، ففي حين اتهمت تركيا الإمارات بدعم محاولة الانقلاب التركية 2016، ساندت الإمارات الرئيس عبد الفتاح السيسي والنظام المصري، عكس اتجاه أنقرة التي استماتت في تأييد حكم جماعة الإخوان المسلمين، المصنفة إرهابية في دول خليجية منها السعودية والإمارات فضلاً عن مصر.

وشهدت العلاقات أوج توترها قبل نحو عام، حين هددت أنقرة بسحب سفيرها من أبوظبي أو تعليق علاقاتها الدبلوماسية مع الإمارات، رداً على اتفاق السلام الذي وقعته الإمارات مع إسرائيل.

وسبق إعلان الزيارة بنحو ثلاثة أشهر اتصال هاتفي بين الرئيس التركي وولي عهد أبوظبي، إذ أعلن مكتب الرئيس التركي في أغسطس (آب) الماضي عن اتصال أردوغان بالشيخ محمد بن زايد، ونقاشهما "العلاقات بين الدولتين والقضايا الإقليمية".

في حينه صرح وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، بأن "أجواء إيجابية تخيم على العلاقات التركية الإماراتية في الآونة الأخيرة"، ليزور بعد ذلك الشيخ طحنون بن زايد مستشار الأمن القومي الإماراتي تركيا في أغسطس الماضي والتقى بالرئيس التركي. وقال  أردوغان إن اللقاء ناقش الاستثمارات الإماراتية في تركيا، متوقعاً أنه في حال سارت المفاوضات بشكل جيد سيكون لأبوظبي استثمارات ضخمة في بلاده، وأكد أردوغان أن التواصل مع أبوظبي في الآونة الأخيرة أحرز بعض التقدم.

وتتطلع تركيا التي تواجه تحديات اقتصادية متزايدة أكثر ما ترجمها انهيار العملة المحلية، إلى علاقات قوية مع البلد الخليجي الغني عبر تعميق التجارة وحركة الاستثمارات بينهما.

وفي الأثناء وقبل الزيارة بيوم، أعلن وزير التجارة التركي توقيع مذكرة تفاهم من شأنها رفع وتعزيز التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين إلى مستويات أعلى.

 وأكد وزير التجارة التركي، محمد موش، اليوم الثلاثاء، أن التعاون بين بلاده والإمارات، "محفز للاستقرار الإقليمي ونموذج لباقي دول المنطقة".

وفي كلمته التي ألقاها خلال منتدى الأعمال التركي الإماراتي، المنعقد في دبي، بدأ الوزير التركي مشيداً، "بإمكانات تركيا والإمارات على الصعيدين التجاري والاقتصادي". وقال إن هذا أمر سيكون لصالح البلدين، وإن "تطوير التعاون القائم بين تركيا والإمارات مهم جداً من حيث تشكيله نموذجاً لباقي دول المنطقة، ومحفزاً للاستقرار الإقليمي".

كما دعا موش المستثمرين ورجال الأعمال الإماراتيين، إلى الاستثمار في أنقرة، التي وصفها بأنها "تتميز بمكانة إقليمية ودولية مميزة من حيث فرص الاستثمار".

المزيد من الأخبار