Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"داعش" يحرق المحاصيل في موسم حصادها في شمال وشرق سوريا

المزارعون السوريون يرفضون قرار الإدارة الذاتية رفع أسعار القمح والشعير

الأهالي والسلطات يستعدون لإخماد نيران شبّت في إحدى المزارع (اندبندنت عربية)

لم تكتمل فرحة المزارعين في شمال وشرق سوريا بموسم الأمطار الوفير، فبينما كانوا يستعدون لموسم الحصاد، صدر قرار تحديد سعرين مختلفين عن كل من الإدارة الذاتية وحكومة النظام، ما تسبب بردود فعل غاضبة في أوساط المجتمع الزراعي. وسرعان ما صدرت مواقف منتقدة عن الأحزاب الكردية لقرار الإدارة الذاتية التي حددت سعر شراء القمح بـ 150 ليرة سورية أي 0.263 دولار أميركي للكيلو الواحد و 100 ليرة سورية أي0.175 دولار لكيلو الشعير.
ومع جفاف الحقول وبدء الحصادات بالعمل لجني المحصول، بات خطر احتراقه هاجساً كبيراً يؤرق الفلاح، إذ شهدت المنطقة احتراق مئات الهكتارات من القمح والشعير في بلدات مختلفة في شمال وشرق البلاد، فيما كان أصحابها ينتظرون جنيها وتسويقها وسداد الديون المتراكمة عليهم نتيجة العملية الزراعية.

"ثأر داعش"

يبدو أن مهام الخلايا النائمة لتنظيم "داعش" لا تقتصر على العمليات الأمنية والعسكرية فحسب، بل عمدت في الأيام القليلة الماضية إلى إضرام النار في المزروعات في مناطق عدة من شمال وشرق سوريا التابعة للإدارة الذاتية وأخرى داخل الأراضي العراقية، بذريعة أنها "مزارع تعود للمرتدين والروافض" وفق بيان نشره التنظيم المتشدد في صحيفة "النبأ" التابعة له.


تدابير الإدارة

في مواجهة عمليات الحرق المنظم التي تبناها "داعش"، أصدرت "الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا – مجلس الطبقة" بياناً طلبت فيه التعاون مع الأهالي لمساعدتهم بغية "الوصول إلى تلك الأيدي المخربة وأصحاب النفوس الضعيفة لتتم محاسبتها على ما فعلت". كما عمدت الإدارة إلى تشكيل لجان الطوارئ لإطفاء الحرائق وجهزت عشرات سيارات الإطفاء ونشرت أرقام هواتف خاصة لهذا الغرض.
ويواجه الفلاحون سنوياً احتراق مزروعاتهم لأسباب مختلفة، منها إلقاء أعقاب السجائر أو أخطاء وأعطال تقنية تسبب احتراق الحصادات أثناء عملها، إلا أن هذا العام زاد عليها خطر خلايا "داعش" النائمة التي تستخدم إحراق المحاصيل كجزء من الحرب الدائرة في البلاد.
 


دوريات الأهالي

في غضون ذلك، عمد أصحاب الحقول والمزارع في ريفَيْ الرقة والحسكة إلى تنظيم مناوبات ليلية وأخرى نهارية لمراقبة أراضيهم وحمايتها من أي عبث أو للتدخل سريعاً فور نشوب أي حريق من شأنه أن يحصد تعب وسهر عام كامل.

أسعار جديدة

من جهة أخرى، وصلت موجة الانتقادات وردود الأفعال تجاه قرار الإدارة الذاتية تحديد سعر القمح والشعير، إلى حدّ تبني أطراف سياسية مشاركة في الإدارة الذاتية مواقف احتجاجية واصفةً القرار بـ"المجحف بحق الفلاحين"، إضافة إلى احتجاج المواطنين على هذا القرار، ما حدا بالإدارة إلى عقد اجتماع يوم السبت 25 مايو (أيار) الحالي لرفع تسعيرة شراء القمح إلى 160 ليرة سورية (0.280 دولار) للكيلو الواحد، فيما بقي الشعير على سعره السابق. كما تراجعت الإدارة عن قرار احتكار شراء المحاصيل من المزارعين وأقرّت بالسماح لهم بحرية البيع لمراكز الحكومة أو الإدارة، وفق تصريحات صدرت عن هيئة الاقتصاد التابعة لشمال وشرق سوريا.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي