Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تقدم عسكري على جبهات الحديدة رغم قيود "استوكهولم"

الحوثيون يعترفون بتكبدهم خسائر بالآلاف في معارك مأرب

فيما تشتد المعارك العنيفة في كل من جنوب مأرب منذ أسابيع والحديدة (غرب)، أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن اليوم مساندته لعمليات القوات اليمنية على سواحل البحر الأحمر خارج مناطق نصوص اتفاق استوكهولم.

وأكد تنفيذ 19 استهدافاً للميليشيات لدعم قوات الساحل وحماية المدنيين، مشيراً إلى أن عمليات الساحل الغربي استهدفت مركز قيادة وسيطرة، كما موقعاً لتخزين وتوجيه الطائرات المسيّرة. 

فيما أعلن أمس تنفيذ 29 عملية للميليشيات في مأرب والبيضاء خلال الساعات الـ24 الماضية.

القوس الذهبي يستعيد حيس

وللمرة الأولى منذ عام 2018، عاودت المعارك اشتعالها على الشريط الساحلي الغربي لليمن عقب تفاهمات اتفاق استوكهولم، وحققت القوات المشتركة في جنوب الحديدة، تقدماً نوعياً بسيطرتها على كامل مديرية حيس بقراها وأريافها وأجزاء من مديرية الجراحي، إضافة إلى مناطق تابعة لمديرية مقبنة التابعة لمحافظة تعز والمحاذية لمديرية حيس عقب ساعات من بدء عملية عسكرية أطلقت عليها "القوس الذهبي" لاستكمال تحرير المناطق غير المشمولة في اتفاق استوكهولم.

وترمي القوات المشتركة إلى التقدم نحو محافظتي إب وتعز (وسط البلاد) والسيطرة على الطريق الرئيس الرابط بين البرح وحيس الذي كان يقع في ظهر الجبهة ويشكل خطراً، يحاول الحوثي من خلاله تنفيذ عمليات تسلل وتلغيم وتفخيخ، تستهدف المدنيين.

مناطق محررة

واظهرت مقاطع فيديو متداولة، التقدم الميداني النوعي الذي أحرزته القوات المشتركة في عدد من المناطق على الحدود الإدارية لمحافظتي تعز وإب ومنها جبال الغازية ومفرق سقم والمحجر والجبلين ومثلث العدين وظمي، وهي مناطق ظلت الميليشيا تتمركز فيها طيلة الأعوام السبعة الماضية.

لا للتكبيل

من جانبه، قال المتحدث باسم المقاومة الوطنية العميد صادق على صفحته في "تويتر" إن حالة اللاسلم واللاحرب التي خلّفتها اتفاقية السويد أدت الى تكبيل القوات المشتركة التي لقّنت ميليشيا الحوثي هزائم قاسية وكانت قاب قوسين من تحرير مدينة الحديدة.

وأضاف أن "اتفاقية استوكهولم وضعت القوات المشتركة في موقف دفاعي، وأعاقتها عن أداء دورها الوطني في معركة التصدي للمشروع التوسعي الإيراني وأدواته الحوثية". وأكد أن استمرار مثل هذا الوضع لم يكُن مجدياً في وقت صعّدت ميليشيا الإرهاب عدوانها على اليمنيين في محافظات شبوة والبيضاء ومأرب.

وفي 13 ديسمبر (كانون الأول) 2018، اجتمع في استوكهولم وفد عن الحكومة اليمنية والحوثيين في حضور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وعقدت محادثات تمخّضت عن اتفاق لوقف كامل لإطلاق النار وانسحاب عسكري للأطراف كافة من محافظة الحديدة. تضمّن الاتفاق إشراف قوى محلية على النظام في المدينة، لتبقى الحديدة ممراً آمناً للمساعدات الإنسانية. يقضي الاتفاق بانسحاب ميليشيات الحوثي من المدينة والميناء خلال 14 يوماً، وإزالة أي عوائق أو عقبات تحول دون قيام المؤسسات المحلية بأداء وظائفها.

صحراء مأرب تشتعل

وعلى التخوم الجنوبية والجنوبية الشرقية لمحافظة مأرب الاستراتيجية، شهدت الساعات الماضية اشتداد المعارك على امتداد مناطق جبال البلق وذنة والروضة والجوبة والعمود (نحو 20 كم جنوب مأرب المركز الإداري للمحافظة) بعد أن أفشل الجيش الوطني والمقاومة الشعبية هجوماً حوثياً واستعادا في عملية عكسية عدداً من المواقع شرق منطقة الجوبة وكبّدا الميليشيا خسائر فادحة بالأرواح والعتاد، وفقاً للناطق الرسمي للجيش اليمني العميد عبده مجلي.

وكشف مجلي في إيجاز صحافي أن الجيش والمقاومة الشعبية ورجال القبائل أحرزوا تقدمات مهمة في الجبهات الجنوبية من محافظة مأرب في عمليات هجومية ناجحة ضد الميليشيا الحوثية الإيرانية. 

وأضاف أن "العمليات شملت جبهات عدة منها "ملعا، وأم ريش والعمود وذنة" انتهت باستعادة مواقع مهمة واستنزفت الميليشيا على نحو كبير في قدراتها القتالية".

وأردف، "المعارك الهجومية والأعمال التعرضية أسفرت أيضاً عن مقتل العشرات من تلك العناصر الإرهابية، والقبض على أعداد منها، كما تمت استعادة أطقم قتالية وكميات من الأسلحة المتوسطة والخفيفة والذخائر".

خسائر

وأوضح العميد مجلي أن خسائر المعارك الأخيرة في أوساط الميليشيا بلغت 9 عربات مدرعة، و7 أطقم قتالية ومدفع 23م/ ط، وعربة BMB مؤكداً أن ذلك دمرته مدفعية الجيش التي نفذت سلسلة من الضربات الموجعة للعدو، ودمرت تحصيناته. 

وتابع "دمر الطيران المقاتل لدول تحالف دعم الشرعية بعشرات الغارات والاستهدافات الجوية مدفعين 23 م/ ط وعربتين BMB ومخزن أسلحة و10عربات مدرعة و12 طقماً قتالياً، كانت تحمل أسلحة ومعدات وتعزيزات للميليشيات الحوثية.

إلى ذلك، أكد ناطق الجيش ضمن إيجازه الصحافي أن الجيش والمقاومة في جبهات بيحان وعسيلان بشبوة، نفذا هجوماً مضاداً على المواقع التي كانت تتمركز فيها الميليشيات الحوثية الإيرانية.

وأضاف "حققت قواتنا التقدمات على الأرض وتم خلالها القضاء على العشرات من عناصر الميليشيات الحوثية في جبال بيحان وعسيلان"...، مؤكداً أن طيران التحالف ومدفعية الجيش تمكّنا من تدمير 5 عربات مدرعة و6 أطقم قتالية ومعدات وأسلحة تابعة للميليشيات الحوثية، في هذه الجبهات".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

فيما أفادت مصادر محلية في مدينة حريب التابعة لمأرب بأن من أبرز القيادات التي قتلت في معارك أمس القائد الميداني للميليشيا في مديرية حريب، أبو حرب السفياني وعدد من مرافقيه، مشيدة بالتغطية الجوية لتحالف دعم الشرعية التي نفذت سلسلة غارات دقيقة وناجحة أسفرت عن مقتل عدد كبير من الميليشيا وتدمير عتادهم.

ومنذ فبراير( شباط) الماضي، تشهد جبهات مأرب معارك متواصلة، مع استمرار ميليشيات الحوثي حشد غالبية قواتها في محاولة للسيطرة على كامل المحافظة الغنية بالنفط.

اعتراف حوثي بالخسائر

في غضون ذلك، اعترفت ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران بمقتل 14700 من عناصرها في معاركها الجارية مع القوات الموالية للحكومة اليمنية على تخوم مدينة مأرب النفطية (شرق) منذ يونيو (حزيران) الماضي فقط، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

الإقرار الحوثي جاء عقب ساعات من إعلان التحالف العربي مصرع 27 ألفاً من عناصر الحوثي في المعارك الدائرة في محافظة مأرب، ما اعتبره مراقبون محاولة من الميليشيا لتقليل خسائرها البشرية أمام مناصريها وكذا الأهالي والمغرر بهم الذين يدفعون أبناءهم إلى التجنيد في صفوف الميليشيا الطائفية.

وعادة لا يكشف الحوثيون عن عدد ضحاياهم ويمارسون تجاه هذا الملف تعتيماً صارماً في ظل تزايد السخط الشعبي في المناطق الخاضعة لسيطرتهم واتهام الجماعة بدفع الأطفال والمغرر بهم في محارق موت لا ترحم.

في المقابل، ذكرت الوكالة أن 1250 مقاتلاً في القوات الموالية للحكومة، قُتلوا في الفترة ذاتها من المعارك الضارية حول المدينة الاستراتيجية وفقاً لما أعلنه مسؤولان في القوات الحكومية.

عشرات الغارات

وفي وقت سابق، أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن، تنفيذه 35 عملية استهداف لآليات وعناصر ميليشيا الحوثيين في مأرب والجوف خلال 24 ساعة.

وأضاف أن عمليات الاستهداف شملت تدمير 24 آلية عسكرية، بينما الخسائر البشرية في صفوف الحوثيين تجاوزت مقتل 200 إرهابي.

وأكد التحالف وقوع 27 ألف قتيل من الميليشيا الإرهابية في معركة مأرب، مضيفاً "وعليهم تحمّل المزيد من الخسائر".

ويؤدي التحالف العسكري الذي تقوده السعودية الداعم للحكومة الشرعية منذ 2015، دوراً محورياً حاسماً في منع سيطرة الحوثيين على مدينة مأرب وبقية المحافظات اليمنية الواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية، وأعلن خلال الأسابيع الماضية مقتل حوالى 4000 من الحوثيين بالقرب من المدينة.

المزيد من تقارير