Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

وفرة المرشحين تهدد بتشتت أصوات الناخبين في السباق الرئاسي الليبي

من شأن ذلك أن يؤجل حسم هوية أول رئيس منتخب للبلاد إلى جولة الاقتراع الثانية

اندفعت غالبية الشخصيات السياسية البارزة في ليبيا نحو المنافسة على منصب أول رئيس دولة منتخب من الشعب، في حين لا تزال قليلة نسبة الناخبين المسجلين لدى المفوضية العليا للانتخابات، ولم تتجاوز ثلث تعداد السكان، ونصف هؤلاء على الأقل لم يستلم بعد بطاقته الانتخابية، لتأكيد مشاركته في يوم الاقتراع.

وتطرح هذه الأرقام سيناريوهات عدة محتملة للانتخابات الليبية، المفترض إجراؤها في نهاية العام، أبرزها أن الوصول إلى مرحلة ثانية فاصلة لتحديد اسم الرئيس الجديد، يبدو أمراً مرجحاً جداً، مع كثرة المرشحين وقلة الناخبين وقوة المنافسة. كما أن فوز أي مرشح، سيكون بنسبة أصوات قليلة، مع تشتت أصوات الناخبين حتى من الموالين للمعسكر السياسي الواحد، إلى جانب وجود خيارات كثيرة من القياديين في السباق الانتخابي.

ومع أن الترتيبات النهائية لإجراء الانتخابات تمضي على قدم وساق، فإن المعسكر الرافض لها في طرابلس لا يزال يواصل جهوده لتأجيلها وتعديل التشريعات الخاصة بها. وآخر هذه المساعي، كان مقترحاً لرئيس مجلس الدولة خالد المشري بتقديم موعدها حتى فبراير (شباط) المقبل. وتزامن ذلك مع خروج تظاهرة في العاصمة، معارضة لترشح بعض الأسماء للرئاسة.

وفرة مرشحين

وفي جديد الترشيحات، تسجلت مجموعة جديدة من الأسماء المعروفة على الساحة السياسية الليبية رسمياً ضمن قائمة المرشحين للرئاسة، كان آخرها أحمد معيتيق من مدينة مصراتة الذي انتُخب من قبل المؤتمر الوطني العام في 2014 رئيساً للوزراء، ومدير مكتب الرئيس السابق معمر القذافي بشير صالح.

وفي آخر تحديث للأرقام الخاصة بالعملية الانتخابية، أعلنت المفوضية العليا تقديم ثمانية مرشحين جدد لطلباتهم، وهم: عثمان عبد الجليل وعبد السلام يونس رحيل وفتحي باشاغا ومحمد خالد الغويل ومروان عميش وعبد الحكيم اكشيم وإسماعيل الشتيوي وأسامة البرعصي.
وبذلك يصبح عدد المرشحين للانتخابات الرئاسية 23 مرشحاً، 19 منهم في فرع الإدارة الانتخابية بطرابلس، و3 في بنغازي وواحد في فرع سبها.

تشتت أصوات الناخبين

في السياق، أثار تقدم أكثر من مرشح عن كل معسكر سياسي في ليبيا تساؤلات حول الأسباب وحول انعكاس تعدد الخيارات داخل كل تكتل تشتيتاً لأصوات الناخبين، ما يصعّب حسم النتائج أو توقعها.
في الشرق، توجد ثلاثة أسماء قوية على قائمة المرشحين للرئاسة وهم، رئيس البرلمان عقيلة صالح وقائد "الجيش الوطني" المشير خليفة حفتر ورئيس تكتل "إحياء ليبيا" عارف النايض.
وتحظى الأسماء الثلاثة بفرص متفاوتة للمنافسة، إلا أن ترشحهم في وقت واحد قد يؤثر في حظوظهم جميعاً، نظراً إلى أن القوة الانتخابية تتركز في غرب البلاد، حيث الكثافة السكانية أعلى. كما أن توزع أصوات الناخبين في الشرق يمنح فرصة لمرشحي الغرب للفوز بسباق الرئاسة.
وعلّق الصحافي الليبي فرج حمزة على حظوظ الأسماء الثلاثة المسجلة في الشرق، قائلاً "لا خلاف على أن أقوى الأسماء الثلاثة وأوفرها حظاً في المنافسة هو المشير خليفة حفتر، الرجل الذي يحظى بدعم واسع في الشرق، ثم رئيس البرلمان عقيلة صالح الذي يعتمد على الثقل القبلي شرق بنغازي لتدعيم حظوظه، بينما يُرجح أن تكون حظوظ عارف النايض في المنافسة أقل". وأضاف "أعتقد أن انقسام الأصوات بين حفتر وصالح سيكون له تأثير سلبي بالنسبة إليهما، خصوصاً الأول الذي يواجه منافسة قوية من عبد الحميد الدبيبة وسيف الإسلام القذافي، إذا أُقرّ ترشحه. كما أن الثقل القبلي لعقيلة صالح في القبة ودرنة وطبرق لا يُستهان به، وحرمان حفتر من أصوات هؤلاء، مؤشر سيّء بالنسبة إلى حظوظه، بينما لا يُعتقد أن يكون هذا الثقل قادراً على ترجيح كفة صالح في مواجهة المنافسين الآخرين الأقوياء، بخاصة نجل القذافي، الذي يعتمد على ثقل قبلي أكبر في الغرب والجنوب".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


أسماء كثيرة في الغرب

وإذا كانت أصوات الناخبين في الشرق ستُقسّم على ثلاثة، فإنها ستتفرق على أكثر من ذلك بكثير في الغرب، مع وجود أسماء مثل فتحي باشاغا وأحمد معيتيق ورئيس المؤتمر الوطني السابق (البرلمان) نوري بو سهمين ووزير التعليم السابق عثمان عبد الجليل والتاجر الثري إسماعيل الشتيوي، مع قائمة طويلة أخرى من الأسماء بلغت حتى الآن 19 اسماً.
وتشير الاستطلاعات إلى فرص أكبر لفتحي باشاغا ونوري بو سهمين في الانتخابات الرئاسية من بقية مرشحي الغرب، فيُرجح أن يحكتر الأول أصوات الناخبين في مصراتة على حساب منافسه الثاني من المدينة أحمد معيتيق، الذي قلّت شعبيته كثيراً، وكثُر الساخطون عليه داخلها، بسبب تقاربه طيلة العام الأخير مع حفتر، في حين أن العلاقات الخارجية المميزة لباشاغا، بخاصة مع الولايات المتحدة وتركيا، تشكل عاملاً إضافياً يدعم فرصه في المنافسة.
من جهة أخرى، يرجح أن يكون نوري بو سهمين مرشح تيار الإسلام السياسي في ليبيا، إذ بدأت شخصيات معروفة بولائها أو انتمائها لذلك التيار بدعمه منذ الآن، على الرغم من تدني شعبيته في الشارع، بسبب الأحداث الكثيرة التي وقعت في فترة رئاسته للبرلمان بين عامي 2012 و2014، ويرى كثر أنها قادت البلاد إلى مرحلة الانقسام والحرب لاحقاً.
واعتبر الباحث الأكاديمي الليبي مرعي الهرام أن "الغرب الليبي، عدا عن تشتت محتمل لأصوات ناخبيه بين المرشحين الكثر المسجلين في قائمة المفوضية، فإنه حقيقة لا يملك مرشحاً ثقيلاً قادراً على مواجهة خليفة حفتر أو سيف الإسلام القذافي، الذي يُرجّح أن يحصل على أصوات في المنطقة الغربية أكثر من مرشحيها مجتمعين".

تكتل النظام السابق

أما في معسكر الموالين للنظام السابق، فكان تسجيل أكثر من اسم في قائمة المرشحين للرئاسة، غير سيف الإسلام القذافي، مفاجأة غير متوقعة، بعدما رجّح الجميع أن يقف هذا المعسكر صفاً واحداً خلف نجل الرئيس السابق.
وبرز من الأسماء التي تُحسب على النظام السابق وقدمت ترشيحها أو يُتوقع أن تقدمه قريباً، اسمان، الأول هو مدير مكتب معمر القذافي السابق بشير صالح، إضافة إلى رئيس جمعية الدعوة الإسلامية لأكثر من ثلاثة عقود محمد أحمد الشريف، الذي لو ترشح، قد يكون الحصان الأسود للعملية الانتخابية، بحسب مراقبين.
وذهبت آراء كثيرين إلى القول إن معسكر النظام السابق سيدفع باسم الشريف كبديل محتمل لسيف الإسلام، إذا استُبعد من المنافسة لأسباب قانونية، بخاصة ما يتعلق بمطالبة المحكمة الجنائية الدولية بتسليمه إليها، وهي المسألة التي ستناقش على طاولة مجلس الأمن الدولي هذا الأسبوع. وإذا نجا سيف الإسلام من الملاحقة القانونية، عندها يُتوقع انسحاب الشريف لصالحه.
وتوقع وزير الإعلام الليبي السابق محمود شمام أن يكون الشريف "مفاجأة الشوط الأول من الانتخابات، إذا صحّت التقديرات باستبعاد اسمَي خليفة حفتر وسيف الإسلام القذافي لأسباب قانونية". وأضاف "لا أستغرب أن تكون معركة الجولة الثانية بينه وبين باشاغا".

المزيد من العالم العربي