Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أوستن: التزام واشنطن بالأمن في الشرق الأوسط "قوي ومؤكد"

وزير الدفاع الأميركي يؤكد من البحرين أن بلاده ملتزمة بمواجهة إيران حتى في الوقت الذي تعمل فيه على إحياء الاتفاق النووي

وزع وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن من البحرين رسائل التهديد والطمأنة بين إيران وحلفاء واشنطن في الإقليم، مؤكداً التزام بلاده القوي بأمن المنطقة ومواجهة سلوك إيران فيها.

يأتي تجديد إدارة الرئيس جو بايدن تلك التعهدات، في سياق ضغوط أميركا الآخذة في التصاعد ضد طهران، أملاً في عودتها إلى مفاوضات البرنامج النووي في فيينا وهي أكثر جدية، وسط توجه واشنطن بتحويل اهتمامها بشكل متزايد نحو الصين، على الرغم من تهديدات إيران التي بلغت حداً بعيداً حين استهدفت ميليشيات مدعومة منها، أخيراً، رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، في محاولة اغتيال فاشلة، نددت بها الأطراف الإقليمية والدولية.

من جانبها، أبدت دول الخليج العربية، التي تعتمد على المظلة العسكرية الأميركية، عدم ثقتها بشأن تركيز بايدن على المنطقة، خصوصاً بعد انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان. وتتابع هذه الدول عن كثب جهود إحياء الاتفاق النووي بين القوى العالمية وإيران.

وأقر أوستن في كلمة ألقاها في البحرين خلال رحلة إلى الخليج بالمخاوف الموجودة في المنطقة والعالم من أن تكون الولايات المتحدة تركز على التحدي الذي تشكله الصين فحسب.

وقال "لنكن واضحين: التزام أميركا بالأمن في الشرق الأوسط قوي ومؤكد".

إذا لم تكن إيران مستعدة

وقال، إن الولايات المتحدة ملتزمة بمواجهة إيران، حتى في الوقت الذي تعمل فيه واشنطن على إحياء الاتفاق النووي لعام 2015.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال أوستن "ما زلنا ملتزمين بالتوصل لنتيجة دبلوماسية للمسألة النووية. لكن إذا لم تكن إيران مستعدة للمشاركة بجدية فسننظر في جميع الخيارات الضرورية للحفاظ على أمن الولايات المتحدة".

وأضاف أن الولايات المتحدة ستشارك في المفاوضات غير المباشرة لإحياء الاتفاق النووي، التي تبدأ في 29 نوفمبر (تشرين الثاني) في فيينا، بنية طيبة.

وتابع "لكن أفعال إيران في الشهور الماضية لم تكن مشجعة، خصوصاً بسبب التوسع في برنامجها النووي".

وكان مبعوث أميركا إلى إيران روبرت مالي أكد، أمس، في تصريحات صحافية أيضاً، أن الوقت ينفد أمام استئناف مفاوضات مع إيران، إلا أن الأخيرة بدأت تتجاوب مع الطلب الأميركي، خصوصاً مع تردد أنباء عن إبداء واشنطن مرونة بشأن تخفيف بعض العقوبات على طهران.
وطالبت دول الخليج العربية بضمها إلى المفاوضات وبأن تعالج أي اتفاقية ما وصفته ببرنامج الصواريخ الباليستية الإيراني وسلوك إيران المزعزع للاستقرار في المنطقة، وهو ما ترفضه إيران.
وبينما حاول عدد من الإدارات الأميركية نقل التركيز من الشرق الأوسط إلى المحيط الهادي أنهى بايدن في أغسطس (آب) أطول حرب أميركية في أفغانستان.

هل هي جولة بلا ثمرة؟

ونقلت "رويترز" عن مسؤول دفاعي أميركي كبير، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، أنه ليس من المتوقع أن يقدم أوستن أي التزامات جديدة في المنطقة خلال جولته.

وأصاب نهج بايدن حلفاء واشنطن في المنطقة بخيبة أمل، خصوصاً السعودية أحد أقرب حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، التي بدأت بحث خيارات وتحالفات أخرى، لتعزيز أمنها الوطني والإقليمي من دون الارتهان إلى واشنطن. لكن الأخيرة على الرغم من ذلك خففت من حدة ضغوطها، أخيراً، وبدت أكثر تفهماً لمخاوف الرياض ووجاهة رؤيتها للتهديدات المحيطة، خصوصاً في اليمن.

الأفعال هي المحك

ورحب الأمير تركي الفيصل مدير المخابرات السعودية السابق، والذي يحضر المنتدى الأمني في المنامة بالتطمينات اللفظية الأميركية، لكنه قال، إن "الأفعال على نفس الدرجة من الأهمية".

وأشار إلى ضرورة منع الحوثيين من امتلاك أسلحة. وتضغط واشنطن على الرياض لرفع حصار يفرضه التحالف على المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون وهو أحد شروط الجماعة لإجراء محادثات بهدف وقف إطلاق النار.

وكان من المقرر أن يزور أوستن السعودية في سبتمبر (أيلول)، ولكن الرحلة تأجلت في آخر دقيقة، ولن يزور الرياض في هذه الجولة.

القوة الساحقة

إلى ذلك حذّر وزير الدفاع الأميركي من أن الولايات المتحدة قادرة على نشر "قوة ساحقة" في الشرق الأوسط، مؤكدا أن واشنطن "ستنظر في كل الخيارات الضرورية" في حال فشل الدبلوماسية في وقف البرنامج النووي الإيراني.
وجاءت تصريحات أوستن ردا على أسئلة خلال مؤتمر "حوار المنامة" في البحرين حول استعداد واشنطن للجوء إلى خيار عسكري في المنطقة إذا لزم الامر.
ونفى أوستن في الوقت نفسه معلومات تفيد بأن الولايات المتحدة أصبحت مترددة في استخدام القوة.
وردا على سؤال عن سبب عدم رد واشنطن على هجوم الطائرات المسيرة والمدفعية الشهر الماضي على قاعدة يستخدمها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لقتال تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، قال أوستن إن "الولايات المتحدة تحتفظ بحقها في الدفاع عن نفسها".
وأكد الوزير الأميركي "سندافع عن أنفسنا وعن مصالحنا أيا تكن، في الزمان والمكان اللذين نختارهما".
وتابع محذرا "لا ينبغي لأي بلد أو أي شخص أن يخطئ في ذلك. نحن ملتزمون الدفاع عن أنفسنا ومصالحنا وهذا يشمل شركاءنا أيضا. كما أننا ملتزمون عدم السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي".
ومن المقرر أن تجري إيران والقوى الكبرى محادثات في 29 نوفمبر (تشرين الثاني)  الجاري بهدف إحياء اتفاق فرضت بموجبه قيود على برنامج طهران النووي مقابل تخفيف العقوبات. ولطالما نفت إيران سعيها لامتلاك أسلحة نووية.
وأوضح أوستن أن الهدف الرئيسي لواشنطن هو تعزيز تحالفاتها التي "لا مثيل لها" في الشرق الأوسط. لكنه أشار إلى أن التدخل العسكري يبقى خيارا مع انتشار عشرات الآلاف من جنودها في المنطقة.
وبعد خروجها من أفغانستان حيث بقيت 20 عاما في أغسطس (آب)، تستعد الولايات المتحدة لسحب قواتها من العراق بحلول نهاية العام.
ومنذ فبراير (شباط)، تخوض إيران وإسرائيل "حربا خفية" إذ تعرضت سفن تابعة لكل من الجانبين لهجوم في المياه حول الخليج، بينما تتهم الولايات المتحدة وإسرائيل طهران باستخدام طائرات مسيرة وصواريخ لزعزعة الاستقرار في المنطقة.

سلوك "حزب الله" لم يتغير

من جهته قال وزير خارجية البحرين عبد اللطيف الزياني، اليوم السبت، إن على لبنان إثبات أن جماعة "حزب الله" القوية المتحالفة مع إيران يمكنها "تغيير سلوكها" لرأب الصدع مع دول الخليج العربية.

ويواجه لبنان أسوأ أزمة دبلوماسية مع دول الخليج جراء تصريحات أدلى بها وزير الإعلام اللبناني انتقد فيها التدخل الذي تقوده السعودية في اليمن، دفعت السعودية والبحرين والكويت إلى طرد سفراء لبنان لديها واستدعاء سفرائها لديه.

وترى الرياض وحلفاؤها الخليجيون أن الأزمة في لبنان أكبر مما يتردد، فهي تعود إلى استسلام قوى سياسية في لبنان لـ"حزب الله"، مما دفع البلد العربي العريق إلى مزيد من التبعية لإيران، مما جعله يشكل تهديداً مباشراً لأمن الخليج الذي فككت دول فيه شبكات إرهاب وتمويل وتهريب منظمة تابعة للحزب الذي غدا جزءاً مهيمناً في الحكومة اللبنانية.

المزيد من متابعات