Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تواطؤ شركات الأدوية يكلف "خدمة الصحة الوطنية" ملايين الجنيهات الاسترلينية

ارتفع ثمن دواء مضاد للغثيان ثمانية أضعاف خلال أربعة أعوام فيما كانت شركات الأدوية تتقاسم الأرباح بعد اتفاقها على عدم التنافس مع بعضها البعض، كما أفادت "هيئة المنافسة والأسواق" البريطانية

اتفقت بعض الشركات ألا تتنافس فيما بينها على توريد دواء معيّن بغية زيادة ثمنه (بي إكس هير)

كشفت "هيئة المنافسة والاسواق" البريطانية، وهي جهة رقابية، أن أربع شركات تواطأت مع بعضها البعض على الحدّ من إمدادات أقراص مضادة للغثيان ممّا أدى إلى رفع أسعارها بشكلٍ كبير وتكبّد "خدمة الصحة الوطنية" NHS ملايين الجنيهات الاسترلينية.

وذكرت الهيئة أنّ سعر علبة من أقراص "بروكلوربيرازين" Prochlorperazine المضاد للغثيان ارتفع ثمانية أضعاف من 6,49 جنيه استرليني عام 2013 إلى 51,68 جنيه استرليني عام 2017. وبلغ إنفاق "خدمة الصحة الوطنية" على هذا الدواء في الفترة المذكورة 7,5 مليون جنيه استرليني، وهو يعادل ثلاثة أضعاف ما أنفقه سابقاً للحصول على الإمدادات ذاتها، وذلك على الرغم من التراجع الملحوظ في وصف الأقراص للمرضى من جانب الأطباء.

وأفادت الهيئة أنّ شركات "أليانس" Alliance و"فوكوس" Focus و"ليكسون" Lexon و"ميدريش" Medreich اتفقت ألا التنافس فيما بينها على توريد دواء "بروكلوربيرازين"، وذلك بغية زيادة ثمنه. واعتبرت الهيئة أنّ تواطؤ الشركات المذكورة يمثل خرقا لقانون المنافسة.

وكانت شركتا "ليكسون" و"ميدريش" تستعدان لإطلاق الدواء الذي عملتا على تطويره معاً. وعلى الرغم من أنّ "ميدريش" حصلت على ترخيص لتوفير إمدادات "بروكلوربيرازين" في يناير (كانون الثاني) 2014، فهي لم توزع الدواء حتّى نوفمبر (تشرين الثاني) 2017. وفي تلك الأثناء وفرت شركة "فوكوس" الإمدادات من ذلك الدواء وتقاسمت الأرباح مع "ليكسون" و"ميدريش"، حسبما أوضحت هيئة المنافسة والأسواق.

وقبل أن تتخذ الهيئة قرارها النهائي بشأن المخالفات، أكدت منحها الفرصة للشركات المذكورة كي تدافع عن نفسها الشركات.  

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومن جهتها، قالت شركة "أليانس" في بيان أصدرته للرد على الاتهامات التي استهدفتها "تؤكّد أليانس أنّ لا علاقة لها بوضع تسعيرة دواء بروكلوربيرازين أو بتوزيعه منذ العام 2013 عندما قامت بإعطاء ترخيصه لشركة "فوكوس فارماسوتيكالز ليمتد" Focus Pharmaceuticals Limited بشكلٍ حصري كما يحصل في ممارسات السوق العادية. ولم تكن أليانس تتحكم بأيّ إرتفاعٍ للأسعار أو تؤثر فيه أو تستفيد منه."

يُشار إلى أن هذه واحدة من ثماني قضايا تتصل بتعاون مفترض بين شركات منتجة للأدوية لرفع أسعار عقارات معينة وبالتالي تقاضي مبالغ أكبر مما ينبغي من "خدمة الصحة الوطنية".

وكانت هيئة المنافسة والأسواق قد توصلت في فبراير (شباط) الماضي إلى نتيجة أولية مفادها أنّ شركتي "أودن ماكنزي" Auden Mckenzie و"وايمايد" Waymade، المتنافستين على إمداد أقراص "هيدروكورتيزون" المنقذة للحياة، قد أبرمتا اتفاقياتٍ مخالفة لقانون المنافسة بين يوليو (تموز) 2011 وأبريل (نيسان) 2015.

وخلال تلك الفترة، تضاعفت التكلفة التي تدفعها خدمة الصحة الوطنية لقاء علبة تحتوي 30 قرص هيدروكورتيزون من 46 إلى 90 جنيهاً استرلينياً، ممّا رفع الإنفاق السنوي لخدمة الصحة على هذا العقار من 1,7 إلى 3,7 مليون جنيه استرليني.

وقالت آن بوب، مديرة دائرة خيانة الثقة التابعة لهيئة المنافسة والاسواق إنه "يمكن للاتفاقات، التي تدفع في إطارها شركة ما المال لأحد منافسيها كي لايدخل السوق، أن تؤدي في رفع الأسعار وتحرم خدمة الصحة الوطنية من مبالغ ضخمة توفرها غالباً جرّاء المنافسة بين موردي الأدوية. ولا ينبغي أن تُحرم خدمة الصحة الوطنية من فرصة الاستفادة من وجود عدد أكبر من المورّدين أو من انخفاض الأسعار، بالنسبة للأدوية المهمّة."

وحذّر أخصائيو الرعاية الصحية بأنّ موازنة خدمة الصحة الوطنية تواجه ضغطاً غير مسبوق ولاسيّما لأن الحاجة للخدمات التي تقدمها تتزايد بوتيرة أكبر من تزايد الانفاق.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات