تترقب الأسواق العالمية قرارات حاسمة حول رفع الفائدة من بنوك مركزية، في وقت ما زالت مؤشرات الأسهم تعيش على مخاوف متنامية بشأن زيادة التضخم، حيث أظهرت بيانات ارتفاعاً هائلاً في المؤشرات، أمس، حيث سجلت ذروة عشر سنوات الشهر الماضي. وفي الأسهم ارتفعت الأسواق الأوروبية، بعد موسم أرباح قوي أثار سلسلة من الارتفاعات غير المسبوقة، فيما ألحق تراجع شهدته أسعار النفط والمعادن الضرر بالأسهم المرتبطة بالسلع الأولية. وصعد المؤشر "ستوكس 600" الأوروبي 0.1 في المئة، وقادت أسهم السفر والترفيه المكاسب. ومع أن المكاسب في الأيام القليلة الماضية كانت محدودة، فقد ارتفع المؤشر القياسي 17 مرة خلال 19 جلسة الماضية. وكانت أسهم قطاع النفط من أكبر الخاسرين على المؤشر، ونزلت 1.2 في المئة بعد تراجع أسعار الخام بفعل مخاوف حيال فائض في المعروض، واحتمال تحرك الصين نحو الإفراج عن احتياطيات وقود استراتيجية. ونزلت أسهم شركات التعدين 0.8 في المئة، مع هبوط أسعار النحاس في لندن إلى أدنى مستوى في أكثر من شهر.
وقفز سهم مجموعة "تيسن كروب" للصناعات المتعددة التي تشمل الغواصات والصلب 3.6 في المئة، بعدما قالت، إن ربحها قد يزيد إلى أكثر من مثليه العام المقبل، وإنها قد تطرح وحدتها للهيدروجين للاكتتاب العام. ونزلت أسهم "كونتننتال" الألمانية لتوريد مكونات السيارات 2.7 في المئة.
الدولار يتراجع
تراجع الدولار عن أعلى مستوياته في 16 شهراً، وفقد بعض مكاسبه أمام اليورو والدولارين الأسترالي والنيوزيلندي مع تقييم المستثمرين لأحدث صعود للعملة الأميركية، وما إن كان بدأ يتبدد. وارتفع الدولار في الأسابيع الماضية مع مراهنة المتعاملين على تشديد السياسة النقدية الأميركية. وعززت بيانات تضخم أقوى من المتوقع في الولايات المتحدة في الشهر الماضي وتفاوت بيانات مبيعات التجزئة هذا الأسبوع هذه المراهنات. وسجل مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من ست عملات منافسة، أعلى مستوى منذ منتصف يوليو (تموز) 2020، أمس الأربعاء، عند 96.226، وبلغ في أحدث معاملات 95.694 بانخفاض 0.1 في المئة خلال اليوم. وصعد اليورو الذي كان يحوم قرب أدنى مستوى في 16 شهراً، 0.1 في المئة إلى 1.1334 دولار. وارتفع الدولار النيوزيلندي 0.6 في المئة إلى 0.7041 دولار بعد مسح أجراه البنك المركزي كشف أنه من المتوقع زيادة التضخم قريب المدى في الربع الأخير من العام. وزاد الإسترليني، أمس، 0.5 في المئة إلى أعلى مستوى في أسبوع مقابل الدولار بعد ارتفاع التضخم في بريطانيا في أكتوبر (تشرين الأول)، الأمر الذي يفرض ضغوطاً على بنك إنجلترا لرفع سعر الفائدة في اجتماعه الشهر المقبل. وسجل الإسترليني في أحدث تداول له 1.3503 دولار، بزيادة طفيفة خلال اليوم.وتراجع الدولار الكندي إلى أدنى مستوياته في ستة أسابيع. وتتوقع الأسواق رفع بنك كندا أسعار الفائدة في مطلع العام المقبل، وسجلت الكرونة النرويجية انخفاضاً أيضاً.
الذهب يهبط بعد مخاوف أسعار الفائدة
وتراجعت أسعار الذهب، إذ ضغطت ضبابية بشأن الوتيرة التي قد ترفع بها البنوك المركزية أسعار الفائدة لكبح نمو التضخم على الإقبال على المعدن الأصفر، وفاقت أثر تراجع الدولار.وهبط الذهب في المعاملات الفورية 0.1 في المئة إلى 1864.40 دولار للأوقية "الأونصة" ونزلت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.2 في المئة إلى1866.00 دولاراً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وصعدت أسعار الذهب إلى أعلى مستوى في أكثر من خمسة أشهر، الثلاثاء، وسط مخاوف متنامية بشأن ارتفاع التضخم. وأظهرت البيانات أن التضخم البريطاني سجل ذروة عشر سنوات الشهر الماضي، وأن أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة تزايدت في أكتوبر.لكن ارتفاع التضخم عزز أيضاً رهانات على أن بنك إنجلترا سيرفع أسعار الفائدة في ديسمبر (كانون الأول) كما سيرفعها بنك الاحتياطي الاتحادي الأميركي العام المقبل. ومما كبح خسائر الذهب تراجع الدولار الذي يخفض تكلفة المعدن الأصفر لحائزي العملات الأخرى. واستقرت الفضة في المعاملات الفورية عند 25.05 دولار للأوقية. وقال معهد الفضة في تقرير، إن الطلب العالمي عليها قد يتجاوز مليار أوقية للمرة الأولى منذ 2015 هذا العام.
ولم يشهد البلاتين تغيراً يذكر مسجلاً 1057.20 دولار، بينما هبط البلاديوم واحداً في المئة إلى 2166.95 دولار.
أسهم اليابان تتراجع
وتراجعت الأسهم اليابانية، وقادت الشركات المرتبطة بالدورة الاقتصادية وشركات النفط الهبوط، لكنها قلصت الخسائر بعد تقرير إعلامي عن أن حزمة رئيس الوزراء فوميو كيشيدا للتحفيز ستكون أكبر من المتوقع.وأغلق المؤشر "نيكي" منخفضاً 0.3 في المئة إلى 29598.66 نقطة، لكنه قلص خسائره كثيراً بعدما ذكرت صحيفة "نيكي" اليابانية أن حزمة التحفيز الاقتصادي في البلاد ستتضمن على الأرجح إنفاقاً مالياً بنحو 55.7 تريليون ين (488 مليار دولار). وهبط المؤشر "توبكس" الأوسع نطاقاً 0.14 في المئة إلى 2035.52 نقطة. وقالت نيكي، إن حزمة التحفيز ستتم الموافقة عليها رسمياً، غداً الجمعة. وكانت أسهم الشركات المرتبطة بالدورة الاقتصادية مثل شركات الشحن ومصنعي الصلب من بين أكبر الخاسرين. وهبطت الأسهم المرتبطة بالنفط أيضاً مع تراجع أسعار الخام بعد تقرير لوكالة "رويترز"، أفاد بأن الولايات المتحدة طلبت من كبار مستهلكي النفط مثل الصين واليابان التفكير في سحب منسق من الاحتياطيات. وتراجع سهم "إنبكس" 7.1 في المئة، بينما خسر سهم إيديميتسو كوسان 3.6 في المئة.