Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مريض نفسي يفترش الأرض طوال الليل في مستشفى بريطاني

اعتبر أن المعاملة التي تلقاها لا تليق حتى بالحيوانات

هل تصدق أن هذا ما آوى إليه مريض مصاب بمرض نفسي، داخل مستشفى بريطاني؟ (تويتر)

في المملكة المتحدة، أُجبر مريض يعاني أزمة في صحته النفسية والعقلية على افتراش أرضية إحدى الغرف في مستشفى تابع لهيئة "الخدمة الصحية الوطنية" (أن أتش أس NHS)، ونام عليها طوال الليل بسبب عدم توافر أسرة احتياطية، بحسب ما علمت "اندبندنت".

ويدعى المريض بن أشكروفت، وحصل الأحد الماضي على فراش للنوم على الأرض في "مستشفى بارنسلي"Barnsley Hospital  الذي أُحيل إليه بعدما أمضى 36 ساعة منتظراً في مستشفى آخر متخصص بالصحة العقلية والنفسية.

وفق توصيفه، عومل أشكروفت "كأنه سجين" وليس مريضاً. إذ أوضح أن "الحيوان يلقى معاملة أفضل مما مررت به. أنا ضعيف، وتعتقد أن تركي في غرفة على هذه الشاكلة سلوكاً مقبولاً؟ (الفراش) كل ما لدي في الغرفة. أفضل أن أكون في السجن" على المكوث فيها.

في وقت سابق من الأسبوع الحالي، احتُجز أشكروفت بموجب قانون الصحة العقلية والنفسية في "مستشفى كالديرديل الملكي" Calderdale Royal Hospital في غرب "يوركشاير" بإنجلترا [ما يؤشر على شدة الأزمة التي العقلية- النفسية التي يعانيها].

في المقابل، لم يتضمن المستشفى المذكور أي أسرة شاغرة، فأحال أشكروفت إلى مستشفى آخر في "بارنسلي"، حيث نقل إلى غرفة كل ما تحتوي عليه فرشة صغيرة من دون سرير أو أي شيء آخر.

للأسف، بدا أشكروفت متوعكاً جداً إلى حد أنه عجز عن تقديم مزيد من التعليقات، لكنه أعطى "اندبندنت" الإذن باستخدام تصريحاته وصور وضعها على "تويتر". وحينها، أدخل إلى مستشفى "كالديرديل" حيث حظي بسرير عادي.

في الواقع، تبرز تجربة أشكروفت مشكلات أوسع تشوب "الخدمة الصحية الوطنية"، بدءاً من أوقات الانتظار القياسية التي يكابدها المرضى قبل وصول سيارات الإسعاف وحجز مواعيدهم الطبية، وصولاً إلى النقص في الأسرة.

في تصريح أدلى به إلى "اندبندنت"، ذكر المستشفى أن استخدام الأسرة من أجل المرضى الذين استقبلهم خلال عطلة نهاية الأسبوع، سجل مستوى "مرتفعاً بشكل استثنائي"، مضيفاً أنه "في ظل هذا المستوى من الطلب، اتخذنا إجراءات قصيرة الأجل حرصاً على سلامة جميع من يلجؤون إلى خدمتنا".

وذكر المستشفى أن أعباء استقبال أعداد كبيرة من المرضى أدت إلى نقل أحد المرضى "مؤقتاً" إلى غرفة استراحة إلى أن تدبّر الموظفون غرفة ملائمة له.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضافت المديرة الطبية للمستشفى الدكتورة صبحة ثياغيش، أن "سلامة مستخدمي خدمتنا تعتبر الأولوية القصوى بالنسبة إلينا، كذلك توفير الرعاية في أقرب مكان ممكن من المنزل".

في سياق متصل، حذرت "لجنة مراقبة جودة الرعاية الصحية" في بريطانيا أخيراً من أن أعداداً من المرضى في مختلف أنحاء البلاد لم يصار إلى إحالتهم لتلقي رعاية متخصصة في صحتهم النفسية والعقلية من قِبَلْ الخبراء المعنيين، وذلك بسبب النقص في السعة.

وكشفت "اندبندنت" الشهر الماضي أن طفلاً يعاني مشكلات عقلية ونفسية خطيرة تُرك في قسم الحوادث والطوارئ لمدة 48 ساعة في أحد المستشفيات، قبل أن يحصل على سرير مخصص لمرضى الصحة العقلية والنفسية.

كذلك أظهرت منظمة "أن أتش أس بروفايدرز" NHS Providers، التي تمثل جميع مؤسسات الاستشفاء والإسعاف التابعة لـ"الخدمة الصحية الوطنية" في إنجلترا، أن السجل التراكمي لحالات الإصابة باضطرابات عقلية ونفسية، تصل إلى 1.6 مليون مريض متروكين في انتظار الحصول على الرعاية الطبية التي تلزمهم.

بالعودة إلى أشكروفت، تبين أنه بعدما نشر تعليقات بشأن حالته على وسائل التواصل الاجتماعي، أُعيد إلى "مستشفى كالديرديل" حيث أُعطي غرفة تحتوي على سرير.

وتوجه أشكروفت بالشكر إلى الجميع، "أشكركم على اهتمامكم ودعمكم لي في هذا الوقت العصيب الذي أمر به. بطريقة سحرية، توفر لي سرير في المستشفى الذي نقلوني إليه في بداية الأمر. سأعود إلى "كالديرديل" بعد ظهر اليوم".

في مارس (آذار) من العام الحالي، أخفقت هيئة "الخدمة الصحية الوطنية" في الوفاء بوعودها بشأن عدم إرسال المرضى الذين يعانون مشكلات في صحتهم العقلية والنفسية إلى منشآت بعيدة جداً من منازلهم، وغالباً على بعد مئات الأميال منها.

وفق أحدث البيانات الوطنية التي نُشرت الأسبوع الماضي، بقيت نسبة تلك "الإحالات إلى خارج مناطق" سكن المرضى، مرتفعة بصورة حادة طوال فترة جائحة كورونا، مع إرسال المئات منهم بعيداً من مناطقهم الأصلية شهرياً.

تعقيباً على حالة أشكروفت، ذكر الدكتور أدريان جيمس، رئيس "الكلية الملكية للأطباء النفسيين" Royal College of Psychiatrists "إن العلاج بعيداً من المنزل، على بعد مئات الأميال أحياناً، لأن السرير المناسب غير متوافر محلياً، يجلب عواقب وخيمة للمرضى وأحبائهم".

وأضاف، "نتيجة الجائحة، دخل مزيد من الأشخاص في أزمات نفسية وعقلية، فيما تراجعت السعة في كثير من أجنحة الرعاية. لا بد من أن تستثمر الحكومة البريطانية عاجلاً في أسرة إضافية في المناطق حيث تمس الحاجة إليها، وتوفر التمويل اللازم لدعم المرضى في مرحلة ما بعد الخروج من المستشفى".

© The Independent

المزيد من صحة