Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رئيس أركان الجيش البريطاني يحذر من نشوب حرب بين الغرب وروسيا

قال إن الحكام السلطويين مستعدون لاستخدام أي وسيلة لديهم مثل المهاجرين أو زيادة أسعار الغاز لتحقيق أغراضهم

رئيس أركان الجيش البريطاني نيكولاس كارتر (رويترز) 

في تعليقات تتزامن مع توتر في البحر الأسود، حذر رئيس أركان الجيش البريطاني، نيكولاس كارتر، من خطر نشوب حرب بين روسيا والقوى الغربية، قائلاً إن مخاطر اندلاع حرب عرضية تزيد على ما كان عليه ذلك الاحتمال خلال الحرب الباردة.

يأتي ذلك في الوقت الذي أعربت فيه الولايات المتحدة ودول أوروبية عن قلقها من تحركات عسكرية روسية قرب حدود أوكرانيا، وحذرت موسكو من القيام بـ"أي غزو" للأراضي الأوكرانية. 

وفي مقابلة مع "راديو تايمز" نشرت شبكة "سي أن أن" مقتطفات منها، قال كارتر، "أعتقد أننا في عالم أكثر تنافسية بكثير مما كنا عليه قبل 10 أو 15 عاماً، وأن طبيعة المنافسة بين الدول والقوى العظمى، تؤدي إلى توترات أكبر، كما أعتقد أن التوتر هو ما نحتاج إلى مراقبته". 

وقارن المسؤول العسكري البريطاني بين الوضع الحالي وأوقات سابقة خلال مسيرته المهنية في الجيش البريطاني منذ عام 1978، مشيراً إلى أن عالم اليوم "متعدد الأقطاب". وأضاف، "في عالم متعدد الأقطاب عندما يتنافس الناس حول أهداف متباينة وأجندات مختلفة، يكون هناك خطر أكبر للتوتر الذي يؤدي إلى بعض من الأمور التي نتحدث عنها (اشتعال حرب)". 

وقال كارتر، إن عديداً من الأدوات الدبلوماسية التقليدية والآليات التي كانت قائمة خلال الحرب الباردة، لم تعد موجودة، محذراً من أنه "من دون هذه الأدوات والآليات، ثمة خطر أكبر بأن يؤدي هذا التصعيد أو ذاك إلى حسابات خاطئة... لذلك أعتقد أن هذا هو التحدي الحقيقي الذي علينا مواجهته".

مناورات البحر الأسود

وتشهد منطقة البحر الأسود وشرق أوروبا توترات عدة تتعلق بأوكرانيا والمهاجرين. وتقوم الولايات المتحدة وقوات تابعة لحلف شمال الأطلسي بمناورات عسكرية "لضمان أمن واستقرار وأمان البحر الأسود وبناء قدرات الشركاء" وفقاً لبيان صدر مطلع الشهر الحالي عن مكتب وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، الذي زار رومانيا وجورجيا وأوكرانيا في أواخر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لطمأنة حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة بشأن الأنشطة العسكرية الروسية. 

مناورات الناتو أثارت تنديد موسكو، حيث أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أنها تمثل "تحدياً خطيراً". وقال في مقابلة مع شبكة "فيستي" الرسمية، السبت، إن "الولايات المتحدة وحلفاءها في حلف شمال الأطلسي يجرون تدريبات لم تكن مقررة مسبقاً في البحر الأسود. لا تشارك مجموعة بحرية ضخمة فحسب في هذه التدريبات، بل كذلك الطيران، بما يشمل الطيران الاستراتيجي... يشكل ذلك تحدياً خطيراً لنا".

وقبل أسبوعين، أجرى الجيش الروسي تدريبات عسكرية على تدمير أهداف معادية في البحر الأسود، وتزامنت تلك التدريبات مع وجود سفينتين تابعتين للبحرية الأميركية في المنطقة. ووفقاً لوكالة "إنترفاكس" الروسية، فإن سفن أسطول البحر الأسود تدربت على تدمير أهداف مُعادية، وأن نظم الدفاع الجوي كانت على أهبة الاستعداد في قواعدها في نوفوروسيسك، وفي شبه جزيرة القرم، التي تحتلها روسيا منذ عام 2014، بينما يعترف بها المجتمع الدولي كجزء من أوكرانيا. 

وتاريخياً، يمثل البحر الأسود منطقة نفوذ خاص لروسيا، وفي الوقت نفسه فإن الموقع الاستراتيجي لتلك الكتلة المائية يضعها في مكانة مهمة لأمن الجناح الجنوبي الشرقي لحلف "الناتو" والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط الأوسع، ومن ثم فإن احتلال روسيا للقرم والوجود العسكري لها في جورجيا وتعزيز قدراتها العسكرية في المنطقة يقوّض الأمن بالنسبة للدول الغربية. 

القرم 

وكان لاحتلال روسيا لشبه جزيرة القرم أثر بالغ على التوترات بين موسكو والعواصم الغربية، التي فرضت بدورها عقوبات ضد الكرملين. ومنذ أبريل (نيسان) الماضي، تقوم روسيا بحشد آلاف العسكريين عند حدودها الشمالية والشرقية وفي شبه جزيرة القرم، حيث وقعت اشتباكات بين القوات الأوكرانية وموالين لروسيا في منطقة دونباس الناطقة بالروسية، ما يثير مخاوف جادة بشأن احتمال تصعيد النزاع الذي بدأ عام 2014. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي وقت سابق من العام الحالي، دعا الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، حلف شمال الأطلسي إلى "تسريع عملية انضمام بلاده إلى الحلف"، معتبراً أن هذه هي "الطريقة الوحيدة" لإنهاء النزاع مع الانفصاليين الموالين لروسيا.

وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، آنذاك، لم ينفِ الكرملين تحركات القوات الروسية، لكنه شدد على أن موسكو "لا تهدد أحداً". وحذر من أنه سيتخذ "الإجراءات" اللازمة في حالة انتشار عسكري غربي في أوكرانيا. واعتبر أن انضمام أوكرانيا إلى الحلف العسكري الغربي "سيؤدي إلى تفاقم النزاع بين الانفصاليين الموالين لروسيا والقوات الأوكرانية". وقال الناطق باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أمام الصحافيين، "نشك كثيراً في أن ذلك يمكن أن يساعد أوكرانيا على حل مشكلتها الداخلية. من وجهة نظرنا هذا الأمر سيفاقم الوضع".

وحذر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الأربعاء الماضي، موسكو، من ارتكاب "خطأ فادح" آخر بشأن أوكرانيا، وطلبت واشنطن توضيحات بشأن تحرك الجنود الروس قرب الحدود، كما لفت ناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية إلى أن التحركات الروسية "غير عادية في حجمها". وبالمثل، أعرب الاتحاد الأوروبي، الجمعة، عن قلقه حيال الأنشطة العسكرية الروسية قرب الحدود الأوكرانية، مؤكداً أنه يراقب الوضع مع شركائه بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا.

أزمة "مُفتعلة"

التوترات بين روسيا والقوى الغربية شملت جهة أخرى مع تصاعد أزمة لاجئين جديدة، حيث يحاول مئات المهاجرين القادمين من الشرق الأوسط عبور حدود بيلاروس إلى بولندا، العضو في الاتحاد الأوروبي، ما أثار اتهامات غربية لرئيس بيلاروس، ألكسندر لوكاشينكو، الحليف المقرب من بوتين، بتدبير التدفق المستمر للمهاجرين كسلاح في "حرب هجينة" ضد الاتحاد الأوروبي رداً على العقوبات التي فرضتها بروكسل على مينسك في يونيو (حزيران) الماضي. 

وفي أكتوبر الماضي وحده، سجلت بولندا 15000 محاولة عبور غير قانوني للحدود من بيلاروس. ويقول الاتحاد الأوروبي إن مينسك مسؤولة عن نقل آلاف المهاجرين، معظمهم من الشرق الأوسط، بالطائرات، من خلال منحهم تأشيرات الدخول، بغرض افتعال أزمة للكتلة، وذلك رداً على العقوبات التي تم فرضها على النظام في بيلاروس بعد إجبار مسار طائرة ركاب مدنية على الهبوط اضطرارياً لاعتقال الصحافي المعارض رامان براتاسيفيتش، بالإضافة إلى "القمع المستمر" للحقوق والحريات الأساسية. 

وبعد جلسة طارئة مغلقة عقدها مجلس الأمن الدولي بطلب من فرنسا وإستونيا وإيرلندا لبحث أزمة المهاجرين، الخميس الماضي، أصدرت الدول الست الأعضاء في مجلس الأمن (الولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، والنرويج، وإستونيا، وإيرلندا) بياناً مشتركاً اتهمت فيه بيلاروس بممارسة "استغلال منظم للبشر" على حدودها مع بولندا بهدف "زعزعة استقرار الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي".

لكن قبيل بدء جلسة مجلس الأمن، نفى نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة ديمتري بوليانسكي، في تعليقات للصحافيين في الأمم المتحدة، أن تكون موسكو أو حليفتها مينسك تعملان على الوصول إلى الحدود بين بيلاروس وبولندا لإغراق الاتحاد الأوروبي بالمهاجرين.

وبينما دعت المستشارة الألمانية المنتهية ولايتها، أنغيلا ميركل، بوتين إلى "ممارسة نفوذه" لدى مينسك من أجل وضع حد لما اعتبرته استغلالاً "غير إنساني" للمهاجرين، ردت مينسك وموسكو على الاتهامات بتحميل الغرب مسؤولية تدفق المهاجرين، بسبب تدخلاته العسكرية في الشرق الأوسط. والأحد، أفادت وكالات أنباء دولية بأن الرئيس الروسي عرض المساعدة في حل أزمة المهاجرين. 

وفي لقائه مع "راديو تايمز"، قال المسؤول العسكري البريطاني، إن "الحكام السلطويين مستعدون لاستخدام أي وسيلة لديهم، مثل المهاجرين أو زيادة أسعار الغاز أو القوى التي تعمل بالوكالة أو عمليات التسلل الإلكتروني لتحقيق أغراضهم". وأضاف أن "طبيعة الحرب تغيرت". ورداً على سؤال عما إذا كان يعتقد أن روسيا متواطئة في أزمة المهاجرين، قال كارتر إنه لا شيء يمكن أن يفاجئه، مضيفاً، "لأنني أعتقد أن البيئة الحديثة، وهذا الطابع المتغير للصراع والحرب الذي وصفته، يفتحان الاحتمالات لاستخدام جميع أنواع الأدوات والتكتيكات والتقنيات المختلفة للمساس بتماسكنا".

وبينما من المقرر أن يجتمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، الاثنين، بهدف توسيع العقوبات المفروضة على بيلاروس، لوح لوكاشينكو بتعليق إمدادات الغاز لأوروبا، قائلاً، "نقوم بتدفئة أوروبا، ويقومون بتهديدنا"، وتساءل، "ماذا لو أوقفنا إمدادات الغاز الطبيعي؟". ويشير الرئيس البيلاروسي بذلك إلى إمكانية تعليق تشغيل خط أنابيب الغاز الذي يعبر بيلاروس، وينقل كميات حيوية من الغاز الروسي للأوروبيين.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات