Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

واشنطن تحذر من انفجار داخلي وشيك في إثيوبيا

عقوبات أميركية جديدة و"العفو الدولية" تتهم جبهة "تيغراي" بارتكاب انتهاكات في إقليم "أمهرة"

دبابة تضررت خلال القتال الدائر بين قوات الدفاع الوطني الإثيوبية وجبهة تحرير "تيغراي" (رويترز)

حذرت الولايات المتحدة من انفجار داخلي وشيك في إثيوبيا، ودعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تصريحات صحافية إلى حل سياسي دائم للنزاع في البلاد، مشيراً إلى أن تحقيق هذا الهدف "لا يزال ممكناً بل وضرورياً".

وتأتي تصريحات بلينكن في وقت تحتدم فيه المعارك بين جبهة تحرير "تيغراي"، والقوات الحكومية الإثيوبية في إقليمي "أمهرة" و"عفر".

وكانت جبهة تحرير "تيغراي" وجبهة تحرير "أورومو" المتحالفتان قد أعلنتا، أخيراً، عن تقدمهما نحو العاصمة أديس أبابا، بعد احتلالهما مدينتي "ديسي"، و"كومبولشا" الاستراتيجيتين، وعدداً من مدن شمال "أمهرة"، قبل انسحابهما منها، ما دفع الحكومة الإثيوبية إلى فرض حال طوارئ في البلاد لمدة ستة أشهر.

"ليست بالرصاص الحي"

وفي الوقت الذي تتحدث فيه جهات غربية عن تقدم جبهة تحرير "تيغراي"، في أماكن متعددة، وعن تدهور وخطورة الأوضاع الأمنية، تنفي الحكومة الإثيوبية الأمر وتعتبره دعاية لا تمت للواقع بصلة، وفي هذا السياق، قال رئيس الوزراء آبي أحمد، "الحرب التي نخوضها ليست بالرصاص الحي، وإنما هي بالإشاعات الكاذبة التي يقوم بها العدو من الداخل والخارج"، وأضاف خلال منتدى تشاوري عقده مكتبه، "أنه ليس من المناسب من جانبنا استخدام المعلومات الكاذبة ضد العدو، لأن الحكومة عليها مسؤولية، لكن العدو (لم يحدده) لا يتمتع بالمسؤولية الأخلاقية، لذا ينشر الأكاذيب والدعاية الكاذبة"، وأكد أن "تاريخ إثيوبيا لا يعرف الهزيمة، وتسعى الحكومة حالياً لإعادة السلام الذي كانت تتمتع به البلاد".

وتابع آبي أحمد، "نحن نقدم تضحيات كثيرة حتى تتمكن إثيوبيا من اجتياز مختلف الاختبارات، وموقفنا وانتصارنا سيكونان قصة لتعليم الآخرين"، وأشار إلى "أن إثيوبيا دولة قديمة، لكن تم القيام بأعمال كثيرة خلال الأعوام الـ 30 الماضية لتفكيك الأخوّة بين الإثيوبيين"، وأضاف، "ما نقوم به حالياً هو مشروع عظيم لبناء أمة إثيوبية على صخرة متينة".

نازحون

وسط هذه الأجواء، كشف مسؤول حكومي عن تزايد أعداد النازحين في إقليم "أمهرة"، وقال مدير الإنذار المبكر والاستجابة في الإقليم جمبيرو ديسي إن "وضع المواطنين في المناطق التي تسيطر عليها جبهة تحرير تيغراي (التي صنفها البرلمان إرهابية) غير معروف"، مؤكداً أن عدد النازحين آخذ في التزايد، وأضاف أنه "نتيجة للحرب التي تشنها الجبهة على مناطق إقليم أمهرة، نزح حتى الآن نحو 1.14 مليون شخص من الإقليم وحده، و918 ألف شخص نزحوا بسبب الاشتباكات في إقليمي أوروميا وبني شنقول غومز"، وقال أيضاً إن النزوح المتزايد أدى إلى نقص المواد الغذائية محذراً من خطورة الوضع.

أكثر من ستة ملايين شخص

وفي سياق متصل، قال رئيس مكتب التخطيط والتنمية في إقليم "أمهرة" أنموت بيلطي إن "أكثر من ستة ملايين شخص تضرروا في الإقليم جراء الحرب"، وأوضح أن نحو مليون شخص نزحوا من مناطقهم على إثر تسلل عناصر جبهة تحرير "تيغراي" إلى بعض مناطق الإقليم قبل انسحابها منه أخيراً، وقال إن "الحكومة وضعت استراتيجية لإعادة تأهيل النازحين والمشردين جراء الحرب"، داعياً المؤسسات الدولية والحكومة الفيدرالية والمغتربين والمجتمع بأسره والمستثمرين إلى دعم أعمال إعادة الإعمار الجارية في إقليم "أمهرة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأكدت مصادر تعرض عديد من المنازل، والأسواق في المدن التي دخلتها عناصر جبهة تحرير "تيغراي" في الإقليم لعمليات نهب وسرقة، ما دفع كثيرين للهروب الى أماكن أخرى، ولا سيما العاصمة أديس أبابا خوفاً على حياتهم.

ارتكاب انتهاكات

وكانت منظمة العفو الدولية اتهمت الجبهة بارتكاب انتهاكات في إقليم "أمهرة"، وقالت المنظمة في تقرير لها، إن الجبهة ارتكبت انتهاكات من عمليات نهب واغتصاب جماعي، في منطقة "نفاس موشا" معتبرة أن الجرائم المرتكبة في المنطقة ترقى لـ "جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية"، وفق شهود استطلعتهم المنظمة.

حرب أهلية... ومجاعة

وكانت الأمم المتحدة قد حذرت من خطر انزلاق إثيوبيا في حرب أهلية واسعة النطاق، في حين أشار مبعوث الاتحاد الأفريقي للقرن الأفريقي، الرئيس النيجيري السابق أولوسيجون أوباسانجو، الأسبوع الماضي، إلي ضيق الفرصة في إقناع الأطراف المتحاربة بالتوصل إلى حل يؤدي لإحلال السلام.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن 400 ألف شخص في منطقة "تيغراي"، يعيشون في ظروف شبيهة بالمجاعة بعد عام من الحرب.

وسط هذه الأجواء، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات جديدة تخص إثيوبيا "على فردين اثنين لم تحدد هويتيهما، وأربعة كيانات منها الجيش الإريتري".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات