Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إمبراطورية "جيمي أوليفر" للمطاعم... قصة ازدهار وانهيار

لا وجود لسلسلة المطاعم  المتوسطة بعد الآن، ولكن أما كان ينبغي على أوليفر أن يتوقع حدوث هذا الأمر؟

جيمي أوليفر ذاع صيته في تسعينات القرن الماضي في بريطانيا بسبب ترويجه لاطباق لذيذة ومغذية واقتصادية وسهلة الاعداد ( رويترز)  

يقولون إن ما يجري الآن هو حملة ثأر شنتها’أصابع الديك الرومي’.

 فلقد أججت أنباء إفلاس مجموعة المطاعم التابعة للشيف جيمي أوليفر فضاء التويتر بنكات تمنح نشوة الثأر لوجبات الأطعمة المصنعة – الممنوعة عن الوجبات المدرسية في بعض منه بفضل السلسلة التلفزيونية التي قدمها أوليفر عام 2005: ’وجبات جيمي المدرسية’. لكن مع تعرض ألف وظيفة للخطر، قد تكون تلك الوجبات المنتشيةَ الوحيدة، بما أن موظفي هيئة الإفلاس ينكبون على ترتيب الفوضى ما سيؤثر على العمال في جميع أنحاء البلاد.

أما كان ينبغي لأوليفر أن يتوقع ما يحدث الآن؟

وُجه اللوم إلى أوليفر لِما كان ينبغي له من أن ينفق وقتا أطول في تجارته وأقل في تعهد مقامه بصفته طاهيا شهيرا. ويبدو من الواضح أنه أفرط في التوسع - إذ تضم مجموعة مطاعمه سلسلة جيمي الإيطالية التي تحمل اسم ’باربيكوا’ وعشرات من مطاعم ’فيفتين - Fifteen’ (فرع فيفتين في منطقة كورنوول لن يُمس). كانت إمبراطوريته تحت الضغط منذ عدة أعوام بسلسلة منتظمة من التسكيرات. بالإضافة إلى ذلك، أوقف إصدار مجلته ’جيمي’ في عام 2017.

لا شك في أن غلاء الإيجار في الشوارع الرئيسة يتحمل جزءًا من اللوم، ناهيك عن أجور العمال وقيَم الأعمال التجارية. زد على ذلك تغير عاداتنا في الطعام. لقد صرنا أقل ارتيادا للمطاعم ونعتمد أكثر على دليفيرو لتسليم الطعام. وتقول فصلية رقيب نمو السوق التي تصدرها ’ CGA and AlixPartner’ إن عدد المطاعم في بريطانيا انخفض بنسبة 2.8 في المئة  منذ بدْ هذا العامعام حتى مارس (آذار) 2019. يُترجم هذا إلى إغلاق 768 مطعماً على مدى 12 شهراً أي بمعدل 15 مطعماً في الأسبوع - وهذه خامس مرة على التوالي تسجل فيها النتائج الفصلية انخفاضاً.  قارنوا هذا مع أيام المجد لـ2013- 2018 عندما كان قطاع المطاعم يتوسّع بأكثر من 15 في المئة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أوليفر ليس الوحيد الذي أحس لسعة قطاع المطاعم المتقلب -  سلاسل أخرى مثل ’غورميه برغر كيتشن’ و’براين برغر’ و’كارلوتشوز’ و’بريزو’ و’سترادا’ أغلقت فروعا في السنوات الأخيرة. بالتأكيد، ينبغي توجيه بعض أصابع الاتهام إلى المستثمرين الذين افترضوا أن صفقتهم مع أوليفر متينة.

ولكن في الأساس، لطالما كان قطاع المطاعم متذبذباً وليس لأصحاب القلوب الضعيفة. من المعروف أن هوامش ارتفاع القيمة ضئيلة و الربح المؤكد في مثل هذا الاستثمار هو ضرب من الخيال. أولئك الذين يحققون نجاحاً، يفعلون ذلك إما عن طريق التطور المستمر - استشراف المستقبل بدلاً من ركوب الموجة السائدة -  أو تقديم مأكولات كلاسيكية بخدمة متفوقة وطعام رائع. لكن أوليفر لم يفعل أياً من هذين الأمرين.

بطبيعة الحال، يكمن القلق الحقيقي في خسارة نحو ألف شخص وظائفهم، ناهيك عن الضرر الذي سيلحق بالموردين والشركات الأخرى التي كانت توفّر السلع والخدمات لمجموعة المطاعم. سيبحث العاملون عن وظائف في قطاع يعاني من ركود هائل - وقد يكون هذا الركود دائماً. لو كان التغير  حقيقيا في طريقة تناولنا الطعام، وأين نأكله ومتى، فإن قطاع المطاعم الشعبية الذي كنا نعرفه، سيصبح بالفعل في خبر كان.

في خضم وابل التعليقات السلبية التي انهالت على أوليفر، قد ننجرف بسهولة إلى نسيان إيجابياته، بما في ذلك خبرته التي تفوق العشرين عاماً في التقديم التلفزيوني وتأليف كتب الطبخ التي شجعت الطهاة المترددين وجعلت تجربة الطبخ تبدو سهلة لهم. أو قد ننكر حملاته بصفتها خدمة أسداها لنفسه وترويجا. نعم ربما كان معجبا بصدى صوته، لكن إذا لم يعد أطفالنا يأكلون أصابع الديك الرومي في المدرسة، وكان له بعض الفضل في ذلك، فإن الأمر لا يدعو إلى السخرية.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد