Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ما هي رسائل زيارة المجلس العسكري السوداني إلى السعودية؟

غيّر الإعلان عن لقاء الفريق محمد حمدان دقلو بولي العهد السعودي وجهة النقاشات في البلاد

ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ونائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان محمد حمدان دقلو خلال لقائهما في الرياض في 23 مايو (واس)

على نحو مفاجئ أعلن المجلس العسكري في السودان، الذي يواجه ضغوطاً شعبية تقودها المعارضة في البلاد لدفعه إلى تسليم السلطة للمدنيين، عن زيارة نائب رئيسه الفريق محمد حمدان دقلو، المعروف محلياً بـ "حميدتي"، إلى السعودية.

الزيارة التي لم تكن معلنة، غيرت وجهة النقاشات المحلية، من السجال القائم بين المعارضة والعسكري حول هياكل الدولة ومجلسها السيادي، إلى التساؤل عن أسباب زيارة حميدتي إلى السعودية.

ويعتبر حميدتي حالياً أحد أهم أفراد المجلس العسكري وأكثرهم تحركاً داخل مؤسسات الدولة، وأكثرهم تأثيراً على المستوى القبلي، كونه قائد قوات الدعم السريع، التي تتبع للجيش السوداني، وتعتبر القوة الضاربة بسبب انتشارها داخل العاصمة الخرطوم، وباقي الولايات، خصوصاً ولايات إقليم دارفور الخمس التي تشهد نزاعاً مسلحاً منذ العام 2003.

دعم الحلفاء

عقب عودة حميدتي من السعودية، الجمعة، قال المجلس العسكري إن زيارته جاءت لتأكيد بقاء القوات السودانية في اليمن. وأضاف المجلس، في بيان، أن "زيارة حميدتي، ولقائه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، تهدف إلى تقديم الشكر للسعودية على موقفها الداعم للشعب السوداني والمجلس العسكري في هذه المرحلة الدقيقة والحرجة التي تمر بها البلاد".

وأوضح المجلس أن حميدتي أبدى استعداد السودان للوقوف مع السعودية ضد "التهديدات والاعتداءات الإيرانية". وأشار إلى أن القوات السودانية على "كامل الاستعداد للدفاع عن أرض الحرمين، وأنها باقية في السعودية واليمن وستقاتل لهذا الهدف، وستظل حتى تتحقق جميع الأهداف".

الموقف من اليمن

عقب نجاح الاحتجاجات الشعبية في السودان، برحيل الرئيس السابق عمر البشير، طالبت العديد من الجهات بضرورة سحب الحكومة الانتقالية القوات السودانية من اليمن، بحجة أن الأوضاع الأمنية في البلاد غير مستقرة، وهي بحاجة إلى أن تكون قواتها المسلحة على كامل الاستعداد لتلبية متطلبات المرحلة المقبلة. وكان هذا الرأي الغالب لدى بعض المحايدين تجاه مشاركة السودان في معارك إعادة الشرعية في اليمن.

وكان هنالك رأي آخر، يدعو إلى سحب القوات من اليمن، لكنه مبنى على رؤية مختلفة، مفادها أن البشير كان يتاجر بمواقف البلاد مقحماً الجيش في معارك لا تملك البلاد القدرة عليها.

دخول السودان في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، كان يلقى بعض القبول الشعبي المؤيد للخطاب الذي كانت تقدمه الحكومة آنذاك، بأن قواتها لا تشارك في معارك سياسية، إنما تقوم بدورها الذي تستقيه من عقيدتها العسكرية القائمة على الدفاع عن الشريعة، وحماية المقدسات الإسلامية. وكانت تلك الرؤية تستند إلى أحداث واقعية، تمثلت في حملات العدوان التي كانت تنفذها جماعة الحوثي، التي شكلت تهديداً أمنياً على أرواح المواطنين.

المعارضة تغض الطرف

في تفاوضها مع المجلس العسكري، دخلت المعارضة في نقاش قضايا أساسية متعلقة بطبيعة الحكم وهياكل الدولة وضرورة تسليمها إلى المدنيين. وكانت وفود التفاوض تغض الطرف عن موضوع مشاركة القوات السودانية في اليمن.

وقال أحد أعضاء المعارضة، لـ "اندبندنت عربية"، مفضلاً عدم ذكر اسمه، إن "الحديث الآن عن مصير تلك القوات يحيد بنا عن القضية الأساسية، كما أنه قد يؤثر سلباً على تحالفات إقليمية للسودان ليست من مصلحة الحكومة الانتقالية. عليه، بُني الخط التفاوضي بين الطرفين، أو تم التوافق عليه بصورة غير معلنة، على أن يحال موضوع تلك القوات في اليمن ومصير مشاركتها في ذلك التحالف إلى الحكومة المقبلة، التي سيتم انتخابها بصورة ديمقراطية، بعد ثلاثة أعوام، أي بعد انتهاء مدة الفترة الانتقالية، إذا توصل المجلس العسكري وقوى إعلان الحرية والتغيير إلى اتفاق كامل".

ثلاث رؤى للزيارة

زيارة حميدتي إلى السعودية هي الأولى له خارجياً، منذ توليه منصب نائب رئيس المجلس العسكري.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويرى المحلل السياسي حسن قسم السيد أنه "توجه إلى السعودية حاملاً عدداً من الرسائل. أولها أن المجلس العسكري ممتن من موقف السعودية تجاه السودان وشعبه منذ الاطاحة بالرئيس البشير، وذلك بعد تقديم الدعم الاقتصادي والسياسي خلال الفترة القصيرة التي تولى فيها حميدتي ورفاقه المسؤولية".

ويضيف "كذلك تأتي للتأكيد أن موقف السودان الخارجي تجاه السعودية وحلفائها في المنطقة لم يتغير، خصوصاً أن القوات السودانية تشارك في حرب الحلفاء ضد الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، ولإعادة الشرعية فيها".

أما الرسالة الثالثة التي ربما حملتها الزيارة إلى السعودية، فهي أن "المصير ما يزال مشتركاً بين السودان والسعودية في ما يخص القضايا الإقليمية، بالإضافة إلى الترحيب بأي تعاون مستقبلي".

الأوضاع الاقتصادية

لكن هنالك رؤية مختلفة لدى الرأي العام في البلاد، تتزامن مع الأوضاع الاقتصادية المعقدة التي يشهدها السودان، من تدهور في قيمة الجنيه والشح في المحروقات والوقود، إلى جانب خطر متوقع قد تشهده البلاد في الأشهر المقبلة، مرتبط بالموسم الزراعي الذي يشهد تعقيدات مرتبطة بتوفير وقود الري. كل تلك العوامل، ربما كانت واحدة من عوامل الزيارة، وإن لم يتم الحديث عنها حالياً من قبل الطرفين.

وتعتبر السعودية والإمارات من أوائل الدول التي أعلنت تأييدها لخطوة المجلس العسكري الذي أقدم على عزل البشير استجابة لرغبة الشعب، وترجم ذلك التأييد في تقديم الطرفين دعماً مالياً وعينياً بلغت قيمته 3 مليارات دولار، ولم تتوقف الرياض عند تلك الخطوة، بل قدمت الأسبوع الماضي دعماً مالياً للخرطوم بلغت قيمته 250 مليون دولار.

إضراب عام

دعا تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير، الجمعة، إلى إضراب لمدة يومين في الشركات والمؤسسات العامة والخاصة الأسبوع المقبل، ابتداءً من الثلثاء، في إطار الضغط على الحكام العسكريين لتسليم السلطة إلى المدنيين.

جاء الإعلان، الذي نشر على وسائل التواصل الاجتماعي بعد محادثات بين المجلس العسكري الانتقالي وتحالف الجماعات الاحتجاجية بشأن تشكيل مجلس سيادي يقود البلاد إلى الديمقراطية خلال فترة انتقالية من ثلاث سنوات.

وتأجلت المحادثات في الساعات الأولى من صباح يوم الثلثاء من دون تحديد موعد لاستئنافها، لكن مصادر قالت إن الاتصالات مستمرة على مستوى منخفض في محاولة للتوصل إلى حل وسط.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي