Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سوق إلكترونية فلسطينية تدعم منتجات المهمشين عالمياً

25 مجموعة تضم سيدات وحرفيين وذوي احتياجات خاصة من مختلف المناطق

معظم السيدات جئن من مناطق مهمشة في مختلف محافظات الضفة (Handmade Palestine)

"أصبحت مستقلة أكثر بذاتي، ولديّ شخصية في المنزل، ومصدر دخل، بالتالي وفّرت فرص التعليم لأبنائي"، تقول دلال مرار من قرية بيت دقو شمال غربي القدس عن مشروعها هي ومجموعة من السيدات في صبّ النحاس والفضة ونحتها يدوياً لعمل حُلي بأشكال تجسد التراث الفلسطيني، مثل شجرة الزيتون وخريطة فلسطين، وأبرز النباتات التي تشتهر بها.

وأوضحت مرار أن المشكلة التي تواجههن دائماً تتعلق بالتسويق، وهو ما دفعهن إلى التعاون مع مبادرة  Handmade Palestine  التي أعطتهن فرصة لتسويق أعمالهن إلكترونياً خارج فلسطين، مقابل أن تذهب الأرباح لدعم التشجير وزراعة الأشجار وبعض النباتات المهددة بالانقراض، وحماية البيئة والعناية بالنباتات وتطوير برامج التعليم البيئي في مشجر يُسمّى بـ"جذور".

التسويق خارج فلسطين

وأضافت أنهن بدأن المشروع في محاولة للبحث عن أفكار مختلفة لتطوير قدرات النساء العاملات وتوفير فرص عمل لهن، بخاصة أن الفتيات عادة يكنّ الأقل حظاً في فرص التعليم، أو الخروج خارج القرية للعمل، ومشاريع التطريز والتصنيع الغذائي تكون عادة موسمية، عدا عن أهمية السكب والنحت لهن في زيادة القدرة على التركيز بسبب دقة هذا العمل وتوفيره فرصة لهن لتفريغ طاقتهن السلبية نتيجة الضغوط التي يتعرّضن لها في حياتهن اليومية.

 

هذه القطع النحاسية والفضية التي تنتجها السيدات لا تلقى رواجاً كبيراً في السوق المحلية، وازداد الوضع سوءاً خلال فترة انتشار فيروس كورونا في فلسطين، وهو ما دفعهن إلى إدخال تصاميم جديدة والبحث عن فرص تدريبية لمزيد من الفتيات في القرية، والمشاركة في المعارض والبازارات التراثية، ومحاولة اللجوء إلى التسويق خارج فلسطين، عبر هذه المبادرة التي يقوم أفرادها بالترويج للمنتجات إلكترونياً.

مناطق مهمشة

مرار هي واحدة من بين ما يقارب 25 مجموعة تضم سيدات وحرفيين وذوي احتياجات خاصة من مختلف المناطق، يساعدهم أفراد مبادرة Handmade Palestine غير الربحية على تسويق منتجاتهم والوصول إلى السوق المحلية والخارجية، بخاصة في ظل التدهور الاقتصادي والأثر السيّء الذي تركه انتشار كورونا والإجراءات التي صاحبته، وغياب مصادر الرزق الأخرى، ما دفع عدداً لا بأس به من العمال إلى ترك حرفهم، والتوجه للعمل في مجالات أخرى.

يقول مجدي حبش أحد أفراد المبادرة، "معظم السيدات اللواتي نعمل معهن جئن من مناطق مهمشة في مختلف محافظات الضفة، وهذه هي الفرصة الوحيدة لهن لجلب الرزق، عدا عن أهمية حماية التراث والهوية والتاريخ الفلسطيني، من خلال الحفاظ على وجود الحرف اليدوية كالصابون والصوف والتحف الخشبية، ورواية قصة كل قطعة من القطع المنتجة وتعريف الناس بصاحب الإنتاج والظروف الاجتماعية والاقتصادية التي يمر بها، وإتاحة الفرصة أمام المشتري للتجول ومعاينة مختلف المنتجات إلكترونياً، ومن ثمّ طلبها وتجهيزها للشحن الدولي".

 

ويضيف، "السوق تسلّط الضوء على المنتجات التي يصنعها ذوو الإعاقة أيضاً، مثل الملابس والتعليقات وزينة عيد الميلاد التي يبتكرها شباب يعانون إعاقة ذهنية في مؤسسة ’معاً للحياة‘ في بيت لحم، من صوف الغنم الذي يشترونه من البدو قرب بيت لحم، والسيراميك والتطريز الذي تعدّه مجموعة من الصم في قطاع غزة".

بحسب النساء المشاركات، فإن التسويق الإلكتروني والأسواق المحلية ساعدتهن على إيصال البضائع إلى دول عدة في العالم، وتطوير مشاريعهن المنزلية وتحقيق دخل خاص بهن، إضافة إلى الشعور بالاستقلالية المجتمعية وكسر حواجز عدة وتطوير الذات، وعدم الاعتماد على الزوج أو الأب في الدخل، بخاصة أن معظمهن لم يحصلن على فرصة إكمال التعليم الجامعي أو المدرسي.

فعاليات تعليمية وتعريفية

لا تقتصر فعاليات التعريف بالمنتجات الفلسطينية التراثية على التسويق الإلكتروني، بل يجري تنظيم أسواق مفتوحة تدعى إليها النساء والحرفيون من مختلف الفئات لعرض منتجاتهم وبيعها، إضافة إلى فعاليات وجاهية وأخرى إلكترونية مع باحثين في التراث والعادات والتقاليد، وعمل ألعاب تعليمية بيئية ودراسة النباتات البرية الفلسطينية وعلاقتها بالتراث الفلسطيني وأهمية الحفاظ على البيئة الفلسطينية.

كما أن الفترة المقبلة ستشهد عقد ورشات عمل للنساء الحرفيات وتدريب عدد أكبر في مجالات التسويق، بخاصة أنها مشكلة تواجهها النساء بشكل كبير، إضافة إلى التدريب على مهارات عرض المنتج والتحدث مع الناس والوصول إلى الجمهور بشكل صحيح.

وعلى الرغم من أهمية مساعدة الفئات المهمشة في تسويق منتجاتها وإعطاء فرصة لمن لا يستطيع المجيء إلى فلسطين بالحصول على منتجات تراثية يدوية، فإنه، بحسب حبش، هناك صعوبات جمة تواجه هذا الأمر، أبرزها "غياب حقوق الملكية الفكرية في فلسطين، بالتالي من السهل سرقة الجهود التوثيقية لهذه المنتجات التراثية من قبل أي شخص آخر، إضافة إلى ضعف السوق المحلية نتيجة انتشار كورونا وعدم إقامة أسواق للحرفيين خلال الفترة الماضية".

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات