Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عنف "داعش" يهز ادعاءات "طالبان" عن الأمان

سلسلة اغتيالات وتفجيرات ضربت أفغانستان منذ تسلم الحركة الحكم ومخاوف من سيناريو الحرب الأهلية

في الشهر الماضي، تلقت أسرة مولوي عزة الله العضو في الحزب الإسلامي بأفغانستان رسالة عبر تطبيق "واتساب" من هاتفه: "ذبحنا ابنكم مولوي عزة. تعالوا لاستلام جثته".

سلسلة اغتيالات وتفجيرات

كان مقتله في إقليم ننكرهار الشرقي حلقة في سلسلة اغتيالات وتفجيرات قوضت ادعاءات حركة "طالبان" أنها جلبت لأفغانستان قدراً أكبر من الأمن بعد حروب مستمرة على مدار 40 عاماً.

وتنوع الضحايا من مسؤولين أمنيين سابقين بالحكومة المعزولة إلى صحافيين وناشطين في المجتمع المدني ورجال دين ومقاتلي "طالبان"، بل كان من بينهم أيضاً أهداف عشوائية على ما يبدو مثل عزة الله الذي قالت أسرته إنه "لم يكن له أعداء معروفون".

كانت حركة "طالبان" قد قالت، إن انتصارها جلب الاستقرار لأفغانستان التي سقط فيها آلاف القتلى في اشتباكات بين الحركة والقوات المدعومة من الغرب بين عامي 2001 و2021 قبل انتصارها وسيطرتها على البلاد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

غير أن صوراً لجثتين متدليتين من حبل ظهرت على الإنترنت من جلال آباد عاصمة إقليم ننكرهار في يوم واحد الأسبوع الماضي. وأبلغ سكان عن مقتل أحد رجال الدين وتداول الناس مقطع فيديو لمجموعة من المسلحين وهم يطلقون الرصاص على سيارة فقتلوا ركابها فيما يبدو، وكان أحدهم من مسؤولي "طالبان"، كما قال صحافيون محليون.

ولم تستطع "رويترز" التحقق من صحة الصور ومقطع الفيديو من مصدر مستقل.

ويوم الأحد، قال سكان إنه جرى نقل ثلاث جثث إلى مستشفى في جلال آباد بعد انفجار عبوة ناسفة استهدفت فيما يبدو مقاتلين من "طالبان" في سيارة نصف نقل.

وفي وقت لاحق من ذلك اليوم، قتل مسلحون جندياً سابقاً بالجيش الأفغاني أمام بيته واثنين من أصدقائه كانا يقفان على مقربة.

تصفية حسابات

وقد هونت حركة "طالبان" من مثل هذه الحوادث، وقالت إن عودة البلاد إلى الهدوء التام ستستغرق بعض الوقت بعد حروب دامت عشرات السنين.

وقال المتحدث بلال كريمي، "في البلاد 34 إقليماً، وفي الأسبوع يجري منع 20 حادثاً مقابل كل حادث يقع".

ويقول جنود وضباط مخابرات سابقون من الحكومة المعزولة، إن أفراداً من "طالبان" يستهدفونهم منذ انتصار الحركة. وقد وعدت الحركة بأنها لن تقوم بأي أعمال انتقامية، لكنها تسلم بأن بعض المقاتلين ربما كانوا يتصرفون من تلقاء أنفسهم.

ولم يعلن أحد مسؤوليته عن عمليات الاغتيال، وربما يكون بعضها ناتجاً عن تصفية حسابات خاصة.

صراع مفتوح

لكن، حوادث أخرى تبدو ناتجة عن صراع مفتوح على نحو متزايد بين "طالبان" والفرع المحلي لتنظيم داعش، وهو تطور قال توم وست الممثل الأميركي الخاص الجديد لأفغانستان، الإثنين، إن واشنطن تشعر بالقلق إزاءه.

وأعلن التنظيم مسؤوليته عن بعض من أسوأ الهجمات في أفغانستان في الشهور الأخيرة، في أحداث لقي فيها المئات مصرعهم، لا سيما في المدن الكبرى.

وقال أنطونيو جوستوتسي، المتخصص في أمور الجماعات الإسلامية بالمعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن، "هم يحاولون إضعاف إمارة طالبان وتشويه صورتها. فالإمارة وعدت بالأمن وهم يحاولون إثبات أنها لن تفي بوعدها".

وقدر أن للتنظيم نحو 4000 مقاتل، وقال إنه ينفذ حملة اغتيالات منذ صيف 2020، وإنه استمر فيها منذ انتصار "طالبان" في أغسطس (آب) الماضي.

وأثار العنف مخاوف من انزلاق أفغانستان إلى الفوضى، والعودة إلى مرحلة جديدة في الحرب الأهلية، بما يخلق ملاذاً لجماعات متطرفة لشن هجمات في دول مجاورة وفي الغرب. وقال مسؤول غربي "هذا هو السيناريو الذي يقلق الجميع".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير