Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تأخرت الجامعة العربية في التحرك باتجاه أزمة السودان؟

رسالة شفهية من أبو الغيط للبرهان والوفد التقى رئيس المجلس العسكري وحمدوك

تحركت الجامعة العربية ميدانياً في أزمة السودان، حيث أوفد أمينها العام أحمد أبو الغيط إلى السودان وفداً برئاسة السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد للجامعة العربية، ورئيس مكتب الأمين العام، للإسهام في معالجة الوضع المتأزم في الخرطوم، ودعم الجهود المبذولة لعبور الأزمة السياسية الحالية، في ضوء الاتفاقات الموقعة والحاكمة للفترة الانتقالية، بما يحقق تطلعات الشعب السوداني نحو السلام والتنمية والاستقرار.

السفير زكي والوفد المرافق له عقدوا عدداً من اللقاءات خلال الزيارة التي استغرقت يومين، كان أبرزها اللقاء مع الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس العسكري ورئيس الوزراء المقال عبد الله حمدوك، تناولت تطورات الأزمة الراهنة وسبل دعم الجهود المبذولة لتسويتها.

ونقل زكي إلى البرهان، بحسب بيان الجامعة العربية، رسالة شفهية من أبو الغيط مفادها دعم الجامعة للمسيرة الانتقالية في السودان، ومبادئ حل الخلاف من طريق الحوار، وكذلك الأهمية البالغة لاستمرار الشراكة بين المكونين العسكري والمدني إلى حين انتهاء تلك المرحلة والوصول بالبلاد إلى بر الأمان من خلال عقد الانتخابات.

من جهته، أكد البرهان التزام القوات المسلحة السودانية دعم مسيرة الانتقال الديمقراطي، والانفتاح الكامل على جهود دعم وتعزيز الحوار السوداني، بما يؤدي إلى تحقيق الاستقرار في البلاد والوصول إلى عقد انتخابات يعبر فيها الشعب السوداني بكل حرية  بالوسائل الديمقراطية عن قناعاته في اختيار قياداته.

وأشار بيان الجامعة إلى أن الوفد التقى حمدوك ودار حديث مطول حول التحديات التي واجهت المسيرة الانتقالية والجهود المبذولة حالياً لدعم الحوار البناء بين المكونات المختلفة، بما يساعد البلاد في نجاح المسيرة الانتقالية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

السفير حسام زكي أكد خلال اللقاءات على موقف جامعة الدول العربية المبدئي بدعم الحوار القائم، وخفض جميع أشكال التوتر بما يسمح للجهود المبذولة بتحقيق التطلعات السودانية في نجاح المسيرة الانتقالية على أساس احترام الوثائق الدستورية واتفاقات السلام الموقعة على مدار العامين الماضيين، مشيراً إلى الاستعداد الكامل للجامعة لاتخاذ جميع الخطوات المطلوبة منها سودانياً لتحقيق مسيرة الانتقال. 

من جانبه، أكد السفير صلاح حليمة، نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الأفريقية ومسؤول مكتب الجامعة العربية السابق في السودان، أن الجامعة العربية ربما تحركت في وقت لاحق على جهود دول ومنظمات إقليمية ودولية من أجل حلحلة الأزمة القائمة بين أطراف المعادلة السودانية، مضيفاً، أن هذا التحرك جاء على أساس تلك الجهود وإمكانية التوصل لحل للوضع المتأزم بين الطرفين.

وأضاف لـ "اندبندنت عربية"، أن اللقاءات التي تمت مع حمدوك والبرهان عززت جهود الدول والمنظمات التي قامت بالتحرك، وكان من شأنها ربما إحداث نوع من التقدم.

وقال "لاحظنا بعد الزيارة حدوث لقاء بين حمدوك والقوى السياسية السودانية، وهناك حديث عن رؤى ربما تحدث انفراجة في الأزمة الحالية"، موضحاً أن "حمدوك أشار في اجتماعه إلى أنه سيلتزم رؤية تتفق عليها تلك القوى".

وأضاف، "بعد الزيارة هناك تصريحات للبرهان أكد فيها التزامه الوثيقة الدستورية والتحول الديمقراطي، ويمكن بالتالي أن تكون هناك آفاق لانفراجة، بخاصة لو قرأنا البيان الصادر عن الجامعة العربية عقب تلك المباحثات والرسالة التي نقلها، إذ هناك التزام بالتحول الديمقراطي والوثيقة الدستورية، وحديث عن تشكيل حكومة مدنية ربما تكون برئاسة حمدوك. وهذا واضح من اللقاءات التي تمت مع القوى السياسية، وهناك التزام من جانب البرهان في موقفه مع القوى السياسية بما تجتمع عليه في هذا الصدد".

وأكد أن هذا الاجتماع يعطي إشارة إيجابية بأن هناك فرصاً للحل.

وحول الدور المطلوب أن تلعبه الجامعة العربية، قال إنه ربما جاء متأخراً بعض الشيء، لكن التحرك الآن أفضل من عدمه.

وفضل "لو أن التحرك كان في إطار تنسيق وتشاور مع الاتحاد الأفريقي ودول الجوار، ولا نترك الفرصة لقوى إقليمية أو دولية أخرى تقوم بالاتصالات بشكل معلن أو غير معلن".

وكان الأمين أبو الغيط أعرب يوم 25 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي عن بالغ القلق إزاء تطورات الأوضاع في السودان، مطالباً جميع الأطراف بالتقيد الكامل بالوثيقة الدستورية التي تم توقيعها في أغسطس (آب)  2019، بمشاركة المجتمع الدولي والجامعة العربية، وكذلك باتفاق جوبا للسلام لعام 2020.

وصرح مصدر مسؤول في الأمانة العامة أنه "لا توجد مشكلات لا يمكن حلها بالحوار، ومن المهم احترام جميع المقررات والاتفاقات التي تم التوافق عليها بشأن الفترة الانتقالية وصولاً إلى عقد الانتخابات في مواعيدها المقررة، والامتناع عن أي إجراءات من شأنها تعطيل الفترة الانتقالية، أو هز الاستقرار في السودان".

تجدر الإشارة إلى أن جامعة الدول العربية سبق أن وقعت في أغسطس 2019 على الوثيقة الدستورية الانتقالية، وشارك أبو الغيط في المساعي المبذولة آنذاك لتوفيق الآراء.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات