Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جبهة تحرير تيغراي تهدد أديس أبابا والحكومة تطمئن مواطنيها

تتسارع الأحداث في إثيوبيا بين تطورات ميدانية وجهود دبلوماسية لوقف الصراع

لم تتأثر حركة الأسواق في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بالحديث عن احتمال وصول المعارك إليها (رويترز)

تتدافع الأحداث في إثيوبيا، وقد شهد الأسبوع الماضي فصولاً جديدة في الحرب الدائرة بين الجيش والجماعات المتمردة بقيادة الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، المصنفة إرهابية من قبل البرلمان. 

ورسخ احتلال الجبهة لمدينة دسي الاستراتيجية، الواقعة في شمال البلاد، ومدينة كومبلشا المجاورة والرابطة لعدة مناطق، واقعاً جديداً في مسار الحرب، بخاصة لناحية تحالفها مع جبهة تحرير أرومو، التي تشارك في معارك المدن التي تشكل فيها الأغلبية.

الدخول إلى العاصمة   

رسم إعلان الجبهتين المتحالفتين استعدادهما للدخول إلى العاصمة أديس أبابا واقعاً سياسياً لا تزال تفاعلاته مستمرة. وفي الوقت الذي يسود فيه حذر وترقب بعد الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الإثيوبية كفرضها قانون الطوارئ الذي أجازه البرلمان الأثيوبي، الخميس، ودعوتها أفراد الشعب المقتنين لأسلحة نارية إلى ترخيصها، يطرح تساؤل بشأن قدرة الجهات المعارضة على دفع رتلها العسكري نحو العاصمة.

وكانت الحكومة الإثيوبية قد أعلنت عن إنشاء لجنة خاصة لحالة الطوارئ بقيادة رئيس هيئة أركان قوات الجيش وإشراف رئيس الوزراء والقائد العام لقوات الجيش آبي أحمد. وستعمل هذه اللجنة على قيادة جميع أجهزة الأمن الفيدرالية والإقليمية وإصدار القوانين الخاصة بها، من بينها إعلان حظر التجوال في مختلف المدن الإثيوبية، وإغلاق وسائل الاتصال والمواصلات العامة وحق إلقاء القبض على أي مشتبه فيه، إلى جانب حق تفتيش جميع الممتلكات للمشتبه فيهم إذا دعت الحاجة إلى ذلك.

وتشير بعض الدوائر إلى عمليات استنفار في عدد من الأقاليم ضمن الجهود الحكومية لدعم الجيش. وكان أحمد دعا، الأحد الماضي، عبر "فيسبوك"، المواطنين إلى استخدام "أي نوع من الأسلحة" لصد تقدم جبهة تحرير تيغراي صوب العاصمة، قبل أن تحذف المنصة المنشور، لأنه "ينتهك المعايير المجتمعية". وتعليقاً على الحذف، قالت الحكومة في بيان إن "فيسبوك قد أثبتت حقيقة موقفها المنحاز ضد إثيوبيا".

تحديات وتطمينات  

وعلى الرغم من توالي الأحداث، لا تزال حركة الأسواق عادية لناحية شراء المواطنين لحاجياتهم، كما لم تتعطل الدراسة، لكن هناك أزمة مستفحلة في المواصلات نتيجة خروج معظم العاملين خلال وقت واحد، ما يخلق نوعاً من الاختناق في حركة المرور في العديد من الشوارع الرئيسة.

وتسعى الحكومة إلى طمأنة مواطنيها، بخاصة سكان العاصمة، على وقع التهديدات التي أطلقتها الجبهة.

وتحدث رئيس إدارة الأمن والسلام في أديس أبابا، قنأ يادتا، عن وجود افتراءات ودعاية كاذبة يطلقها أنصار الجبهة، مؤكداً أن اللجنة المشتركة تعمل على تأمين المدينة. 

كما اتهم مكتب الاتصال الحكومي، في بيان صدر أمس الخميس، "سفارات أجنبية بأنها تدعو رعاياها إلى مغادرة البلاد على خلفية إشاعات غير صحيحة عن محاصرة جبهة تحرير تيغراي للعاصمة".

الصراع الميداني

وفق التوقعات، قد تكون المعارك في شمال البلاد، منطلقاً لانتقال القتال إلى العاصمة، بخاصة أن المسافة الفاصلة بين أديس أبابا ومدينة كومبلشا لا تتجاوز الـ380 كيلومتراً، فيما لا تزال سبع مدن هي سمبتي وخميسي وأطاي وشوا روبيت ودبرسينا ودبرا برهان، متبقية في الطريق الرئيس إلى العاصمة. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في المقابل، لا تزال تتعرض عاصمة إقليم تيغراي، ميكيلي، للضربات الجوية من قبل الجيش، مما قد ينقل المعارك إلى عقر الإقليم المتمرد. وآخر هذه الضربات، كان الأربعاء، وقد استهدفت مركزاً لتدريب عناصر جبهة تحرير تيغراي في منطقة عدي هغاراي. 

وتشير التوقعات إلى احتمال أن ينفذ الجيش عمليات التفاف حول المناطق التي أصبحت تُسيطر عليها الجبهة في إقليم أمهرة وعفار، بخاصة أن الجبهة فشلت في تحقيق مبتغاها في قطع الطريق الرابط بين إثيوبيا وجيبوتي، الذي يُشكل المنفذ الحيوي للبلاد مع العالم الخارجي، حيث لم تستطع الجبهة تجاوز منطقة شيفرة، وفق بعض التقارير، فنقلت المعارك إلى إقليم وللو للتضييق على الحكومة.

تتباين الآراء حول مدى قدرة الجبهة على التحرك والدخول إلى أديس أبابا، لكن كان لافتاً حديث أحمد عن مشاركة "عناصر أجنبية" في القتال إلى جانبها. وذلك قد يعطي تبريراً لنجاح الجبهة في التقدم في إقليم أمهرة والاستيلاء على مدينتين، لكنه أيضاً قد يتيح تبرير تدخل خارجي داعم للحكومة، كما هي الحال مع الاستعانة المحتملة بإريتريا التي سبق أن شاركت في معارك العام الماضي.

العامل الدولي

العامل الدولي لا يقف بعيداً من التطورات الحاصلة، في تشكيله عنصر ضغط على الطرفين، وهذا ما تجلى في مواقف الولايات المتحدة وألمانيا والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، التي طالبت بالوقف الفوري لإطلاق النار والبدء بالتفاوض.

كما أن وصول المبعوث الأميركي الخاص للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان إلى البلاد، أمس الخميس، وما تحمله جعبته من توجيهات، يعطي دلالة على ما تمثله أديس أبابا من أهمية لواشنطن.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير