Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

معرض لندن العالمي: صناع السفر يتطلعون لعودة الانتعاش عام 2022

منطقة الشرق الأوسط تقود الانتعاش بـ49 في المئة والسعودية تستعرض مرحلة جديدة لأبرز مشاريعها العملاقة

معرض السياحة والسفر العالمي أقيم في أرض المعارض الدولية في لندن ( الخدمة الإعلامية للمعرض)

في سوق السفر العالمية يعود النشاط من جديد لقطاع كان متهالكاً بسبب كورونا وخسائر فادحة فاقت التوقعات، في وقت أشار فيه مجلس السفر والسياحة العالمي (WTTC)، بمعلومات نشرت على هامش معرض السياحة، إلى أن الإنفاق على سفر الأعمال في العالم سوف ينتعش بأكثر من 25 في المئة أخرى عام 2022.

وبحسب المجلس، فإنه من المرجح أن تقود الشركات في منطقة الشرق الأوسط الانتعاش بنسبة 49 في المئة إلى مستويات ما قبل جائحة كورونا، بينما سترتفع نظيرتها في أوروبا بنسبة 36 في المئة هذا العام.

تأتي التطورات في سوق السفر بالتزامن مع استضافة مركز "إكسل" للمعارض والمؤتمرات بالعاصمة البريطانية لندن، لفعاليات معرض عالمي 2021، لمدة ثلاثة أيام اختتم جلساته، أمس الأربعاء، حيث انطلق بنسخته الواقعية في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.

وسيعقد الحدث، الذي يقام سنوياً، بنسخته الافتراضية الأسبوع المقبل في الفترة ما بين 8 و9 نوفمبر، وذلك لإتاحة الفرصة لأكبر عدد من المهتمين بالقطاع للمشاركة من كافة أرجاء العالم.

فرص تجارية واتفاقيات متبادلة

ويعد المعرض أحد أكبر الملتقيات الدولية المتخصصة في صناعة السياحة العالمية، حيث يوفر فرصاً استثنائية للالتقاء بصفوة الهيئات العالمية، كما يفسح المجال لعقد العديد من الاتفاقيات التجارية المباشرة ومذكرات التفاهم الثنائية والمشتركة ويوفر فرصاً تجارية واتفاقيات متبادلة، إضافة إلى التعرف على أحدث المستجدات في صناعة السفر والسياحة والاستثمار والنقل الجوي وتقنيات السفر الحديثة، ويستقطب مشاركين من مختلف القطاعات السياحية.

وبحسب المعلومات، فإن المعرض استقبل وللمرة الأولى منذ أزمة كورونا عارضين لأكثر من 100 دولة ومنطقة، وأكثر من 6000 مشتر مسجل مسبقاً من 142 دولة ومتخصصين في السفر من جميع أنحاء العالم.

ويعد الحدث أكبر تجمع لمحترفي صناعة السفر في العالم منذ بداية الوباء ويشكل المنصة المثالية للتعافي عام 2022، وقد تضمن المعرض العديد من اجتماعات العمل والمؤتمرات وحظي بحضور إعلامي كبير من العالم.

وكانت السياحة المسؤولة الموضوع الرئيس لليوم الأول للحدث، باعتباره الحدث العالمي الرائد في مجال صناعة السفر، فقد دافع معرض لندن للسفر عن قضية السياحة المسؤولة واحتفلت جوائز السياحة المسؤولة السنوية (WTM) بأفضل سفر عبر الفئات.

كما ناقش قادة الصناعة اتجاهات السفر ومشكلاته وابتكاراته. وسيتم تنظيم برنامج ثري من الندوات عبر مرحلتين هذا العام للمساعدة في الحديث عن مستقبل السفر الذي واجه ولا يزال تحديات كبيرة بسبب استمرار تفشي جائحة كورونا في العالم وإن كانت بمعدلات أقل بكثير مقارنة بعام 2020، حيث تسبب الوباء في تقطيع أوصال العالم بسبب موجة الإغلاقات التي صاحبت الأزمة للحد من تفشي معدلات الإصابة بالجائحة.

مشاركة سعودية

وفى نسخة استثنائية من الحدث، تحل السعودية كشريك دولي هذا العالم، حيث تتركز جهود المسؤولين في السعودية على الترويج لأبرز الوجهات السياحية في العالم اليوم.

وبحسب المعلومات، فإن الـ18 شهراً الماضية شهدت ارتفاعاً في السياحة الداخلية بمعدل 96 في المئة، وذلك نتيجة التركيز على تطوير العروض السياحية الجديدة وتمكين المستثمرين وجذب العديد من مقدمي الخدمات والباقات السياحية الجدد إلى السوق، بحسب وكالة الأنباء السعودية "واس".

يذكر أن الجهود في السعودية باتت تتجه إلى أسواق دولية بهدف تفعيل الشراكات المثمرة، بخاصة مع بدء تعافي قطاع السفر الدولي، والانخفاض الكبير لمعدل الإصابة بفيروس كورونا عن المعدل العالمي، والبرنامج الصحي الشامل الذي أسهم في التحصين الكامل لأكثر من 60 في المئة من سكان السعودية، إلى جانب ما شهدته البلاد من ارتقاء في مستوى الخدمات وإطلاق العديد من الفعاليات الترفيهية النوعية والعالمية.

إلهام قطاع السياحة العالمي

من جهته، قال وزير السياحة  السعودي أحمد الخطيب، إن مشاركة بلاده في واحد من أهم المعارض العالمية في قطاع السفر والسياحة، "يعكس مكانتها ودورها القيادي لإلهام قطاع السياحة العالمي في هذا التوقيت المهم الذي يتعافى فيه العالم من تداعيات الجائحة"، مؤكداً أن "التحديات الناجمة عن جائحة كورونا أبرزت ضرورة التعاون الدولي على كل المستويات لدفع عجلة النمو في القطاع السياحي العالمي".

وأضاف الخطيب "يعد معرض السفر والسياحة فرصة للالتقاء بشركاء يحملون نفس الرسالة لإيجاد الحلول المشتركة لمختلف التحديات العالمية، كما يعتبر فرصة مميزة لإبراز الفرص الهائلة في القطاع السياحي لاستقطاب الشركاء، وتسليط الضوء على الكنوز السياحية السعودية لجذب الزوار من كل أنحاء العالم".

تجدر الإشارة إلى أن السعودية قدمت من خلال جناحها التفاعلي مختلف الوجهات السياحية على سواحل البحر الأحمر أو في المواقع التراثية في العلا والدرعية وغيرهما، إلى جانب العروض الفنية للفرق الفلكلورية السعودية.

وباتت السعودية تمر بمرحلة جديدة في صناعة السفر تهدف إلى جذب معدلات مرتفعة من الزيارات. وقد كشفت الأرقام ارتفاعاً في العدد بنسبة 30 في المئة عام 2019، ومن المتوقع تضاعف هذا الرقم لاحقاً.

وعلى الرغم من هذه التطورات فإن السياحة في السعودية تمر بعدد من التحديات لعل أبرزها الإسراع في تنفيذ المخططات والفنادق، إضافة إلى تجاوز تداعيات الجائحة والظروف الدولية.

مشروع البحر الأحمر 

بدوره، قال عبدالله الزهراني مدير عام أول إدارة الهوية والتسويق في شركة البحر الأحمر للتطوير وأمالا، واللتين تمثلان جزءاً مهماً من رؤية 2030 الطموحة لمستقبل السعودية، إن مشروع البحر الأحمر سيستقبل الزوار اعتباراً من ديسمبر (كانون الأول) 2022، ويمثل ذلك بداية المرحلة الأولى من افتتاحه الذي سيستكمل في نهاية عام 2023.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف في تصريح لـ"اندبندنت عربية"، على هامش معرض السفر في لندن، أن المرحلة التطويرية الأولى تضم إجمالاً 16 منتجعاً بين الجزر والمناطق الشاطئية والصحراوية والجبلية، والتي ستوفر مجتمعة أكثر من 1700 غرفة من إجمالي 3 آلاف غرفة ضمن مخطط المرحلة الأولى من مشروع البحر الأحمر، لافتاً إلى أنه تم، أخيراً، توقيع تسع اتفاقيات مع علامات تجارية مرموقة لإدارة وتشغيل فنادق المرحلة الأولى.

وتشمل علامات الضيافة "إديشن هوتلز" و"فنادق ومنتجعات سانت ريجيس" التابعة لـ"مجموعة ماريوت الدولية"، و"فنادق ومنتجعات فيرمونت" و"رافلز للفنادق والمنتجعات" و"أس أل أس هوتيلز آند ريزيدنسيز" التابعة لمجموعة الضيافة العالمية "أكور"، و"غراند حياة" التابعة لمجموعة "حياة للفنادق"، و"إنتركونتيننتال للفنادق والمنتجعات" و"Six Senses" التابعة لـ"مجموعة فنادق إنتركونتيننتال"، و"مجموعة جميرا" للفنادق الفاخرة.
وأضاف أنه من المنتظر الإعلان عن المزيد من الشراكات مع علامات فندقية دولية أخرى في الأشهر القليلة المقبلة، على أن تعلن لاحقاً أنواع العروض والتجارب السياحية التي ستكون متوفرة ضمن المشروع الواعد.

29.9 مليار دولار يضخها سفر الأعمال في الاقتصاد البريطاني

على صعيد متصل، وبالتزامن مع ختام الحدث الدولي الأبرز على أجندة السياحة العالمية لهذا العام، قدرت جمعية سفر الأعمال، إضافة قطاع سفر الأعمال ما قيمته 220 مليار جنيه إسترليني (29.9 مليار دولار أميركي) إلى الناتج المحلي الإجمالي للمملكة المتحدة، نتيجة لرحلات العمل الخارجية التي يقوم بها البريطانيون. وقالت الجمعية، إن أكثر من تسعة ملايين رحلة عمل قام بها بريطانيون عام 2019، وكان أكثر من نصفها أقل من ثلاث ليال.

وقالت جوليا سيمبسون، الرئيسة التنفيذية لمجلس السفر والسياحة العالمي، "لقد تضرر سفر الأعمال بشكل خطير، لكن بحثنا يظهر مجالاً للتفاؤل… مع منطقة آسيا والمحيط الهادي والشرق الأوسط أولاً. ونتوقع عودة الثلثين بحلول نهاية عام 2022".

ومع ذلك تأثر سفر الأعمال بشكل غير متناسب خلال أزمة كورونا، وكان أبطأ في استئنافه نتيجة للاتجاه نحو العمل من المنزل.

وتوصلت دراسة مشتركة، إلى أن السفر بغرض العمل من المقرر أن يرتد إلى ثلثي مستويات ما قبل الجائحة بحلول العام المقبل. وتوقع المتخصصون أن تدق مكالمات الفيديو والمؤتمرات عبر الإنترنت ناقوس الإنذار للرحلات الخارجية، بينما تخشى شركات الطيران أن تخفض الشركات ميزانيات السفر الخاصة بها. 

وكان السفر إلى الخارج قد انهار في مارس (آذار) 2020 عندما أغلقت قيود السفر الحدود. وانخفض الإنفاق على الرحلات بنسبة 61 في المئة العام الماضي. وبحسب الدراسة، استحوذت نصائح الأعمال على 21 في المئة فقط من سوق السفر في عام 2019، لكنها كانت مسؤولة عن أعلى إنفاق في العديد من الوجهات.

وكانت هذه النسبة تمثل قبل الوباء حوالى 70 في المئة من عائدات سلاسل الفنادق الراقية. كما شكلت من 55 إلى 75 في المئة من أرباح شركات الطيران.

أهمية السفر التجاري للاقتصاد العالمي

قال كريس ناسيتا، الرئيس التنفيذي لمجموعة فنادق "هيلتون" لصحيفة "التايمز"، "ستكون العودة إلى سفر الأعمال أمراً بالغ الأهمية في تعافي صناعتنا من الوباء". وأضاف "ما زلنا نشهد تقدماً متزايداً، وهذا التقرير يوضح مدى أهمية السفر التجاري للاقتصاد العالمي".

وتوقع متخصصون في عالم السفر في المعرض الدولي أن تتجه العديد من الشركات لتعديل سياسات السفر الخاصة بها لتوفير المال نتيجة الوباء.

وكشفت بيانات جديدة من الاتحاد الدولي للنقل الجوي أن عدد الرحلات التي أجريت في الدرجة الأولى أو درجة رجال الأعمال، أو ما يسمى "الكابينة الممتازة"، قد تعافى بشكل أبطأ مما كان عليه خلال العام الماضي.

وانخفضت رحلات الركاب في هذه الكبائن بنسبة 56 في المئة هذا الصيف، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2019. وانخفضت رحلات الدرجة الاقتصادية بنسبة 46 في المئة.

وتستعد شركات الطيران لتعزيز السفر بمجرد أن تعيد الولايات المتحدة فتح حدودها، في وقت تستعد الأسواق إلى أيام أكثر ازدحاماً في الطيران عبر المحيط الأطلسي، حيث تم، أخيراً، تخفيف قواعد الدخول الصارمة، التي فرضها الرئيس السابق دونالد ترمب.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد فجر مفاجأة مفادها أن بلاده ستعيد فتح حدودها في أوائل نوفمبر، عشية لقاء مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في واشنطن الشهر الماضي.

الشرق والغرب في جلسات اليوم الثالث في المعرض

وفي ختام فعاليات المعرض، كانت للحلقات النقاشية مساحة بارزة، ومنها الجلسة التي حملت عنوان "الشرق يلتقي الغرب: إعادة السفر والدروس المستفادة على طول الطريق". وشارك فيها وزير السياحة المالديفي الدكتور عبد الله موسوم، ووزير السياحة السريلانكي كيمارلي فرناندو، والشريك في مؤسسة "باتا" آلان ميرشن. كما نظمت جلسة أخرى ركزت على السياحة واتجاهات الشركات الصينية والبحوث.

ونالت جلسة العلاقات العامة للسياحة في عالم ما بعد الوباء، اهتماماً من الشركات السياحة، وهي جلسة شارك فيها عدد كبير من الرؤساء التنفيذيين في صناعة السفر، تحدثوا خلالها عن الشكل الجديد لصناعة العلاقات العامة التي خلقتها الجائحة.

استراتيجيات الابتكار من أجل تعاف مرن

كما حاز الابتكار حصة مهمة في مناقشات معرض السفر العالمي، من خلال جلسة "إعادة توصيل السفر: استراتيجيات الابتكار من أجل تعاف مرن"، وتكمن أهميتها في إيجاد طرق مبتكرة لإنعاش الصناعة بعد أزمة الوباء.

وركزت جلسة بشأن وجهات السفر "أين وكيف ولماذا تسافر في عام 2022؟"، على أن بوصلة السفر للعام المقبل ستكون منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا. وشارك في المناقشات جورج كيبوروس، الرئيس التنفيذي ورئيس التحرير مجلة "ويندرلاست" للسفر، والعضو المنتدب لشركة "جي فينتشر" في المنطقة براين يونغ.

كما ناقش صناع السفر التوقعات بمستقبل القطاع في أوروبا ما بعد "بريكست"، في وقت خصصت جلسة لمناقشة عمليات التسريح الكبيرة التي عاصرتها الكوادر العاملة في شركات الطيران خلال موجة تفشي الجائحة بسبب توقف رحلات الطيران في العالم. وحملت الجلسة عنوان "معركة المواهب - حل أزمة التوظيف والاستبقاء في السفر والسياحة"، وشارك فيها مديرو العديد من الشركات والمسؤولين في قطاعات مختلفة.

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات