Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"داعش" يطيح بمساعي طالبان إلى إعادة الاستقرار لأفغانستان

على الرغم من القواسم المشتركة بين الحركة والتنظيم ينفذ هذا الأخير هجمات دموية في البلاد

تعوق سلسلة اعتداءات دامية ينفذها عناصر في تنظيم "داعش - ولاية خراسان" في أفغانستان، مساعي حركة طالبان إلى إعادة إرساء الاستقرار في البلاد.

وقتل ما لا يقل عن 19 شخصاً بينهم قيادي كبير في "طالبان"، وأصيب 50 آخرون بجروح الثلاثاء، الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني)، في هجوم لتنظيم "داعش" استهدف مستشفى كابول العسكري الوطني، وسط تصاعد العنف في أفغانستان بين الحركة الحاكمة والفصيل المتطرف.

ومساء الثلاثاء تبنى التنظيم الهجوم عبر قنواته على منصة "تلغرام"، معلناً أن خمسة من عناصره "نفذوا هجوماً منسقاً متزامناً" على مستشفى سردار محمد داود خان العسكري في كابول.

نشأة "داعش"

وتأسس تنظيم "داعش" العام 2014، حين بايع مسلحون متشددون في العراق وسوريا أبا بكر البغدادي "خليفة" للمسلمين.

وسيطر التنظيم بزعامة البغدادي على مساحات شاسعة من العراق وشرق سوريا، لكنه فقد لاحقاً سيطرته على هذه الأراضي، إلا أنه كان قد تمدد إلى أنحاء أخرى من العالم بما فيها "خراسان"، وهي منطقة تضم أنحاء من أفغانستان وإيران وباكستان وتركمانستان.

وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، يضم تنظيم "داعش - ولاية خراسان" 500 إلى بضعة آلاف من المسلحين في شمال أفغانستان وشرقها، بما في ذلك خلايا نائمة في كابول.

ويُعتقد أن التنظيم يقوده منذ العام 2020 "شهاب المهاجر" الذي يوحي اسمه الحركي بأنه متحدر من العالم العربي إلا أن أصله لا يزال مجهولاً.

ويعتقد كثر أنه كان قيادياً في تنظيم القاعدة أو عضواً سابقاً في شبكة حقاني القريبة من "القاعدة"، وتسري نظريات كثيرة حوله من دون أن يتأكد أي منها.

"العنف ذي الدلالات"

حتى العام 2020 كان تنظيم "داعش - ولاية خراسان" يخسر نفوذه في ظل سطوة حركة طالبان وحملة الغارات الجوية الأميركية ضد التنظيم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن يبدو أن وصول القائد الجديد غير المعادلة. ويفيد الباحث في مرصد المواقع المتطرفة "إكستراكت" عبد السيد بأن شهاب جدد التركيز على أهمية "حرب المدن والعنف ذي الدلالات".

وقال السيد، "على الرغم من أن طالبان هي هدفه الرئيس، اختار تنظيم داعش - ولاية خراسان أهدافاً سهلة على غرار الأماكن الدينية والمؤسسات التربوية والأماكن العامة مثل المستشفيات لبث الخوف من إرهابه".

وتبنى التنظيم عام 2021 أكثر من 220 هجوماً في أفغانستان، بما في ذلك العديد من الهجمات في كابول حيث سيطرت طالبان على مقاليد الحكم.

الانتقال بين "الضفتين"

وكثر من عناصر تنظيم "داعش - ولاية خراسان" سبق أن قاتلوا في صفوف طالبان أو جماعات موالية لها، أو يأتون من حركات تمرد تستلهم مبادئها من تنظيم القاعدة، لكن استراتيجيات الفصيلين اختلفت.

وتسعى طالبان في عام 2021 إلى حكم أفغانستان وفق تفسيرها للشريعة، فيما تنظيم "داعش" متمسك بمبايعة "خليفة" المسلمين.

ويصف المتحدث باسم طالبان التنظيم بأنه "تكفيري"، فيما يعتبر تنظيم "داعش - ولاية خراسان" الحركة عميلة للأميركيين.

وعلى الرغم من الخطاب التحريضي بين الفصيلين، يبقى ممكناً انتقال العناصر من ضفة لأخرى وفقاً لمواقف القادة والفرص السانحة.

وبحسب المحللة في مركز "دراغونفلاي للاستخبارات الأمنية" باربرا كيليمن، سبق أن نجح تنظيم "داعش - ولاية خراسان" في "تجنيد عناصر مستائين من طالبان أو يعتبرون الحركة كثيرة الاعتدال".

الدعم الخارجي

ومنذ الـ 15 من أغسطس (آب)، تؤكد حركة طالبان للسكان أنها وضعت حداً للحرب وأعادت الاستقرار، إلا أن هجمات "داعش" تهدد هذا الخطاب، فيما لا يتردد التنظيم في استخدام الوسائل نفسها التي كانت تعتمدها الحركة.

وحالياً لا تحظى طالبان في مواجهة خصمها بمساعدة خارجية تذكر، ولا بدعم استخباري واستطلاعي عسكري أميركي.

وتلقت الحكومة الأفغانية المطاح بها التي كانت مدعومة من الولايات المتحدة، مساعدات عسكرية بمئات مليارات الدولارات ومساندة من قوات غربية، لكنها عجزت عن التغلب على "طالبان" أو تنظيم "داعش - ولاية خراسان".

لكن الحركة تعرف عدوها جيداً، وتحظى بدعم محتمل من مجموعتين تعرفان جيداً تكتيكات التنظيم.

وجاء في تقرير لمركز صوفان ومقره الولايات المتحدة، أن "طالبان ستعتمد في مقاتلة تنظيم داعش - ولاية خراسان على شبكة حقاني والقاعدة وأطراف آخرين" للحصول على "دعم وخبرات قتالية ومؤازرة لوجستية".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات