Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أكثر من 100 زعيم عالمي يتعهدون بإنهاء إزالة الغابات بحلول 2030

القادة مدعوون لإنقاذ البشرية في قمة المناخ "كوب 26"

دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الاثنين، في افتتاح مؤتمر المناخ "كوب 26" إلى "إنقاذ البشرية"، في وقت يدق فيه المتخصصون في مجال البيئة ناقوس الخطر. وأمام أكثر من 120 من قادة العالم المجتمعين في غلاسكو للمشاركة في القمة التي تستمر أسبوعين، قال الأمين العام للأمم المتحدة، "آن الأوان للقول كفى".

وتابع، "كفى لانتهاك التنوع البيولوجي. كفى لقتل أنفسنا بالكربون. كفى للتعامل مع الطبيعة كمكب قمامة. كفى للحرق والحفر والاستخراج على أعماق أكبر. إننا نحفر قبورنا بأنفسنا".

وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، "إنها الفرصة الأخيرة، وعلينا التحرك حالاً". وتحدث عن تفجر غضب شعبي "لا يمكن احتواؤه" في حال فشلت القمة في تحقيق الهدف المنشود.

وقال رئيس الوزراء، إنه إذا فشل الزعماء في تحقيق الهدف، فإن الأجيال التي لم تولد بعد "لن تسامحنا". وشكل كلام جونسون استعادة لما سبق أن قالته الناشطة البيئية البالغة من العمر 18 عاماً، غريتا تونبرغ، الموجودة في غلاسكو مع الآلاف من المحتجين الآخرين، وهو حث القمة على عدم الانغماس في "الثرثرة".

اتفاق باريس

وتُعد قمة المناخ "كوب 26" حيوية لاستمرارية اتفاق باريس الذي أبرم عام 2015، ونص على الحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى "أقل بكثير" من درجتين مئويتين، والعمل على حصرها بحدود 1.5 درجة.

ومع ارتفاع درجة الحرارة بما يزيد قليلاً على درجة مئوية واحدة منذ الثورة الصناعية، تتعرض الأرض لموجات حر أكثر شدة من أي وقت مضى، وفيضانات وعواصف استوائية تتسبب في ارتفاع منسوب مياه البحار.

وتستمر القمة حتى 12 نوفمبر (تشرين الثاني) ويلقي خلالها قادة دول العالم كلمات يعلنون فيها تعهداتهم على صعيد خفض انبعاث غازات الدفيئة واستثماراتهم في مشاريع لحماية البيئة.

وقف إزالة الغابات

وأعلنت الحكومة البريطانية التي تستضيف مؤتمر المناخ "كوب 26" أن قادة العالم سيعلنون، الثلاثاء، التزامهم وقف إزالة الغابات بحلول 2030 لحماية المناخ، وهو التزام انتقده مدافعون عن البيئة.

ومن بين الدول التي ستوقع الإعلان، البرازيل وروسيا، الدولتان اللتان توجه إليهما أصابع الاتهام لناحية تسريع إزالة الغابات على أراضيهما، بالإضافة إلى كل من الولايات المتحدة والصين وأستراليا وفرنسا.

وذكر بيان من مكتب رئيس الوزراء البريطاني نيابة عن زعماء القمة، أن إعلان غلاسكو بشأن الغابات واستخدام الأراضي سيغطي غابات تبلغ مساحتها الإجمالية نحو 21 مليون كيلومتر مربع.

وقال جونسون، "ستحن لنا فرصة لإنهاء تاريخ البشرية الطويل من قهر الطبيعة، وأن نصبح بدلاً من ذلك حُماةً لها"، واصفاً الاتفاق بأنه لم يسبق له مثيل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأُطلقت مجموعة من المبادرات الحكومية والخاصة الأخرى للمساعدة في التوصل إلى ذلك الهدف، ومنها تعهدات بمليارات الدولارات لحراس الغابات والزراعة المستدامة من السكان الأصليين.

ويقول معهد الموارد العالمية، إن الغابات تمتص نحو 30 في المئة من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي بما يحول دون تسببها في زيادة درجة حرارة الأرض.

لكن هذا الحائل الطبيعي دون تغير المناخ يختفي سريعاً. وتقول مبادرة "غلوبال فورست ووتش"، المعنية برصد إزالة الغابات، والتابعة لمعهد الموارد العالمية، إن العالم فقد 258 ألف كيلومتر مربع من الغابات في 2020. وهذه مساحة أكبر من مساحة المملكة المتحدة.

ويتجاوز اتفاق الاثنين إلى حد بعيد تعهداً مماثلاً قطعته 40 دولة في إطار إعلان نيويورك للغابات لعام 2014، ويخصص موارد أكثر من أي وقت مضى للوصول إلى ذلك الهدف.

وفي إطار الاتفاق، تعهدت 12 دولة بينها بريطانيا بتقديم 8.75 مليار جنيه إسترليني (12 مليار دولار) من الأموال العامة بين 2021 و2025 لمساعدة الدول النامية عبر جهود، منها استعادة عافية الأراضي التي تعرضت لانحلال التربة والتصدي لحرائق الغابات.

كما سيقدم أكثر من 30 كياناً استثمارياً من القطاع الخاص، ومن بينها "أفيفا" و"شرودرز" و"أكسا"، ما لا يقل عن 5.3 مليار جنيه أسترليني أخرى. كما تعهدت هذه الكيانات، التي تمثل 8.7 تريليون دولار من الأصول المُدارة، بوقف الاستثمار في أنشطة متعلقة بإزالة الغابات بحلول 2025.

اتفاق لخفض انبعاثات غاز الميثان

قال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، إن قرابة 90 دولة انضمت إلى مسعى قادته الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لخفض انبعاثات غاز الميثان المسبب لظاهرة الاحتباس الحراري، وذلك بنسبة 30 في المئة بحلول عام 2030، مقارنة بما كانت عليه في 2020 في اتفاق يهدف لمعالجة أحد الأسباب الرئيسة للتغير المناخي. وستعلن هذه الشراكة رسمياً الثلاثاء.

والميثان هو الغاز الرئيس المسبب للاحتباس الحراري بعد ثاني أكسيد الكربون. ومن خصائصه أنه يملك قدرة على الحبس الحراري أكبر من ثاني أكسيد الكربون، لكنه يتحلل في الغلاف الجوي بوتيرة أسرع، وهو ما يعني أن خفض انبعاثاته يمكن أن يكون له أثر سريع في الحد من ارتفاع درجة حرارة الكوكب.

وقال المسؤول في إدارة الرئيس جو بايدن، إن "التعهد العالمي للميثان" الذي أُعلن عنه للمرة الأولى في سبتمبر (أيلول) يتضمن الآن نصف أكثر 30 دولة تلويثاً للجو بالميثان، وهي الدول التي تمثل معاً ثلثي الاقتصاد العالمي.

تراجع التوقعات

والاثنين، أعلن رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، أن الهند حددت لنفسها هدفاً لتحييد أثر الكربون بحلول عام 2070.

وقال، "بحلول عام 2070 ستحقق الهند هدف الانبعاثات الصافية المعدومة". وأوضح أن بلاده ستقوم أيضاً بزيادة "قدراتها من الطاقة غير الأحفورية" بحلول عام 2030 لتصبح 500 غيغاواط بدلاً من 450 غيغاواط. وستقوم أيضاً بتوفير 50 في المئة من احتياجاتها للطاقة من مصادر متجددة.

وتصدر دول مجموعة العشرين - التي تشمل الصين والولايات المتحدة والهند والاتحاد الأوروبي وروسيا - نحو ثمانين في المئة أيضاً من انبعاثات الغازات المسببة لمفعول الدفيئة، وهي لم تتوصل خلال قمّتها في روما إلى تحديد موعد لتحقيق الحياد الكربوني.

وتراجعت التوقعات المتوخاة من القمة بسبب غياب عدد من الشخصيات البارزة. ويغيب عنها الرئيس الصيني شي جينبينغ الذي لم يغادر بلاده منذ ظهور "كوفيد-19"، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

كذلك ألغى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مشاركته، الاثنين، لأسباب "أمنية" لم تحدد.

احتجاجات

وفي الشوارع المجاورة لمقر انعقاد القمة، تظاهر محتجون لمواصلة الضغط على المندوبين.

وأعرب نشطاء من منظمة "أوكسفام" عن استيائهم من خلال الموسيقى، مع فرقة اسكتلندية سميت "فرقة الهواء الساخن كوب 26"، وضع أعضاؤها أقنعة لوجوه قادة العالم.

ويرى مراقبون أن النقاشات في قمة غلاسكو المتواصلة حتى 12 نوفمبر (تشرين الثاني) لن تكون سهلة. وقدمت معظم الدول بالفعل خططها لخفض الانبعاثات المعروفة باسم "المساهمات المحددة وطنياً" قبل "كوب 26".

ولكن في حالة بقاء الالتزامات على حالها، فإنها ستؤدي إلى احترار "كارثي" بمقدار 2.7 درجة مئوية، وفق الأمم المتحدة.

فرصة لاقتصادات العالم

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن مخاطباً المندوبين، إن العصر الحالي لكارثة المناخ يمثل "نقطة انعطاف في تاريخ العالم". وأضاف أن الاستجابة لأزمة المناخ يجب أن ينظر إليها على أنها فرصة لاقتصادات العالم.

وأضاف أنه "وسط الكارثة المتنامية، أرى أن هناك فرصة رائعة، ليس فقط للولايات المتحدة، إنما لنا جميعاً".

ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الدول التي تسجل أكبر انبعاثات لثاني أكسيد الكربون والمتأخرة في التزامتها "إلى رفع طموحاتها خلال الأيام الخمسة عشر" للمؤتمر.

وفي رسالة وجّهتها عبر الفيديو، حضّت الملكة البريطانية إليزابيث الثانية، التي لم تتمكن من المشاركة في القمة حضورياً، على "توحيد الجهود" من أجل "تلبية نداء الأجيال المقبلة".

والمسألة الأخرى الملحة تتعلق بإخفاق الدول الغنية في تخصيص مئة مليار دولار سنوياً اعتباراً من عام 2020 لمساعدة الدول النامية على خفض الانبعاثات والتكيف، بناءً على تعهّد صدر سنة 2009 للمرة الأولى.

وتأجّل هذا الهدف إلى عام 2023، ليفاقم أزمة الثقة بين دول الشمال، المسؤولة عن الاحترار العالمي، وتلك الواقعة في جنوب الكرة الأرضية، والتي تُعد ضحية تداعياته.

وقالت رئيسة وزراء باربادوس ميا موتلي، "لِيَرَ من له عينان، وليسمع من له أذنان، وليشعر من لديه قلب، نحن بحاجة إلى (تحديد سقف للاحترار) عند 1.5 درجة مئوية. بلوغه درجتين مئويتين يشكل حكماً بالإعدام لشعوب أنتيغوا وباربودا والمالديف وفيجي وكينيا وموزمبيق وساموا وباربادوس".

وتابعت، "نحن نرفض هذا الحكم بالإعدام، وجئنا إلى هنا لكي نقول: ضاعفوا الجهود"، مضيفة، "نريد أن نكون موجودين بعد مئة عام".

المزيد من متابعات