Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حمدوك يعتبر عودة حكومته مدخلا لحل الأزمة السودانية

واشنطن تحث البرهان على إعادة الحكومة و"البجا" ترفع الحصار عن ميناء بورتسودان وغندور قيد الاعتقال مجدداً

جدد مبعوث الولايات المتحدة الخاص لمنطقة القرن الأفريقي جيفري فيلتمان، الثلاثاء الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني)، دعوة واشنطن لقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان لإعادة الحكومة المدنية وإطلاق سراح جميع المسؤولين المحتجزين في إطار الانقلاب العسكري.

وقال فيلتمان للصحافيين إن كلا الجانبين المدني والعسكري أظهرا ضبطاً للنفس في احتجاجات السبت الماضي، مما كان مؤشراً إلى أن الجانبين يدركان أنهما بحاجة إلى العمل معاً لإيجاد طريقة للعودة إلى مرحلة انتقالية تشمل الجميع.

وأكد رئيس الوزراء السوداني المقال عبد الله حمدوك أن إطلاق سراح الوزراء المعتقلين وعودة حكومته لمباشرة عملها يشكلان "مدخلاً لحل الأزمة" الناجمة عن الانقلاب في السودان، بحسب ما أوردت وزارة الإعلام في الحكومة المقالة الاثنين.

وقالت الوزارة في بيان على صفحتها على "فيسبوك" إن حمدوك التقى في منزله سفراء دول ما يسمى بالترويكا التي تضم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والنرويج وتمسك بشرعية حكومته والمؤسسات الانتقالية، معتبراً أن "إطلاق سراح الوزراء ومزاولة مجلس الوزراء بكامل عضويته لأعماله هو مدخل لحل الأزمة".

وشدد حمدوك، وفق بيان وزارة الإعلام في الحكومة المقالة، على أنه "لن يكون طرفاً في أي ترتيبات وفقاً للقرارات الانقلابية الصادرة بتاريخ 25 أكتوبر (تشرين الأول). ويجب إعادة الوضع إلى ما كان عليه" قبل هذا التاريخ.

وأكد البيان أن السفراء ابلغوا حمدوك "بوصول المبعوث الأميركي الخاص للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان إلى الخرطوم فجر الثلاثاء لمواصلة جهود نزع فتيل الأزمة".

الخروج من الأزمة

من جانبه، قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى السودان، الإثنين، إن وسطاء يأملون في ظهور "ملامح" سبيل للخروج من الأزمة في السودان خلال الأيام المقبلة.

وأضاف فولكر بيرتيس "يجري عدد من الأطراف حالياً مساعي وساطة متعددة في الخرطوم... نحن ندعم اثنتين من تلك المساعي، ونقترح مبادرات وأفكاراً وننسق مع بعض الوسطاء. يجري طرح حزم أكبر (من الإجراءات) للتفاوض وهم يأملون في إمكانية ظهور ملامح إحداها... في غضون اليومين المقبلين".

وقال "هناك شعور عام بأنه ينبغي العثور على مخرج". وذكر بيرتيس، أنه لا يستطيع الحديث عن مطالب أو شروط أو مواقف حمدوك والبرهان، بينما يتنقل الوسطاء بين الاثنين.

وكان بيريتس قد بحث، الأحد، مع حمدوك خيارات الوساطة والخطوات التالية المحتملة. وقال بيريتس في تغريدة، "بحثنا خيارات الوساطة وسبل المضي قدماً بالنسبة للسودان. سأواصل الجهود تلك مع أصحاب الشأن في السودان". وأضاف أن حمدوك "بصحة جيدة، لكنه لا يزال قيد الإقامة الجبرية في مقر إقامته".

وقالت بريطانيا، إنها طلبت عقد جلسة خاصة طارئة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بشأن السودان. وتم إرسال الطلب إلى رئيس المجلس، الذي يضم 47 دولة، نيابة عن 18 دولة عضواً، وهو أكثر من الثلث اللازم لعقد جلسة خاصة للمجلس الذي يتخذ من جنيف مقراً. وأيدت القرار 30 دولة لها وضع مراقب بالمجلس بينها الولايات المتحدة.

حكومة تكنوقراط

وقال سياسيون، الأحد، إنهم قدموا اقتراحاً يقضي بمنح حمدوك سلطات تنفيذية كاملة وتعيين حكومة تكنوقراط. وأشاروا إلى أن الاقتراح يمثل التسوية الرئيسة التي قيد المناقشة، وفقاً لوكالة "رويترز".

وتقول مصادر، إن الاقتراح الذي جرى تقديمه إلى جميع الأطراف يدعو إلى إلغاء مجلس السيادة الخاص بتقاسم السلطة والمؤلف من 14 عضواً وتعيين مجلس شرفي من ثلاثة أشخاص. وأضافت أن الأحزاب السياسية والجماعات المتمردة والجيش وشركاء في حكومة ما قبل سيطرة الجيش سيكونون ممثلين في البرلمان، وسيواصل الجيش قيادة مجلس الأمن والدفاع.

وقالت مصادر مقربة من حمدوك، إنه طالب بإطلاق سراح المعتقلين، والعودة إلى اتفاق تقاسم السلطة الذي كان قائماً قبل سيطرة الجيش. وكان ضغط المدنيين لتولي قيادة المرحلة الانتقالية من الجيش في الأشهر المقبلة، وهي مسألة لم يتفق عليها الجانبان، بين مصادر التوتر العديدة بينهما.

ميناء بورتسودان

وأعلنت جماعة قبلية، يوم الإثنين، أنها سترفع مؤقتاً حصاراً مدته ستة أسابيع على الميناء الرئيس بالسودان بعد أسبوع من استيلاء الجيش على السلطة في انقلاب عسكري.

وفي وقت اتهم معارضو الانقلاب العسكري الجيش بتدبير حصار ميناء بورتسودان للضغط على الزعماء المدنيين، وتبرير خطط إنهاء الحكم المدني في نهاية المطاف، ونفى الجيش وجود أي دور له في الحصار.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال مقرر المجلس الأعلى لنظارات البجا عبدالله أوبشار، الذي فرض الحصار في سبتمبر (أيلول)، إنه تم رفع الحواجز في الميناء وكذلك على الطريق الرئيس المؤدي إلى الخرطوم اعتباراً من صباح الإثنين ولمدة شهر.

وكان أعضاء من قبيلة البجا أغلقوا الميناء المطل على البحر الأحمر في سبتمبر، لأن لديهم مجموعة من المطالب منها تغيير الحكومة التي يقودها مدنيون.

وأدى حصار بورتسودان الذي أغلق مرافئ البحر الأحمر والطريق الرئيس المؤدي للعاصمة إلى نقص في القمح والوقود، وإعادة توجيه الشحنات عبر مصر.

وطالبت الجماعة بتغيير الحكومة المدنية بحكومة تكنوقراط، وإعادة التفاوض على أجزاء من اتفاق السلام المبرم في أكتوبر (تشرين الأول) 2020 مع جماعات متمردة في أنحاء السودان.

وفي الأسبوع الماضي، استولى الجيش السوداني على السلطة في انقلاب واعتقل مسؤولين مدنيين وسياسيين، ووعد بتشكيل حكومة جديدة من التكنوقراط، وقوبل الانقلاب بمعارضة واحتجاجات في الشوارع على مدى الأسبوع الماضي.

وقال أوبشار إنه تقرر رفع الحصار للسماح بتشكيل الحكومة الجديدة، لكن سيعاد فرضه بعد شهر واحد لحين تنفيذ بقية مطالب البجا.

اعتقال "غندور" مجدداً

قال مصدر من عائلة إبراهيم غندور، رئيس حزب المؤتمر الوطني الحاكم السابق في السودان ووزير الخارجية السابق في عهد الرئيس المخلوع عمر البشير، إنه أعيد اعتقاله الاثنين بعد إطلاق سراحه الأحد.

وكان غندور قد اعتقل سابقاً بموجب أوامر من فريق عمل يهدف إلى تفكيك ومنع عودة حكم البشير الذي سقط في عام 2019.

ميدانياً، قالت لجنة أطباء السودان المركزية، إن ثلاثة محتجين قتلوا برصاص قوات الأمن في مدينة أم درمان يوم السبت. ونفت الشرطة إطلاق النار على المحتجين خلال التظاهرات، قائلة للتلفزيون الحكومي، إن شرطياً أصيب بجرح ناجم عن طلق ناري.

وقال مسؤول بوزارة الصحة، إن الأشخاص الذين لقوا حتفهم، السبت، رفعوا عدد المحتجين الذين قتلوا في اشتباكات مع قوات الأمن خلال الأيام القليلة الماضية إلى 15. وأضاف المسؤول أن نحو 245 شخصاً أصيبوا السبت.

وعادت الحياة إلى التوقف تقريباً في العاصمة الخرطوم الأحد. وقال سكان من وسط الخرطوم، إن استمرار الإضرابات والإجراءات الأمنية تسبب في حالة من الشلل، والبنوك ومعظم الأسواق مغلقة باستثناء عدد قليل من المحال الصغيرة والأكشاك. ولم يتمكن الناس من العبور إلى الخرطوم من أم درمان أو الخرطوم بحري، بسبب إغلاق قوات الأمن جسور النيل الأبيض.

ودخلت نقابات الأطباء والمصرفيين والمعلمين وغيرهم من الجماعات المهنية في إضراب منذ الأسبوع الماضي، وتقول إنها ستواصل ذلك الإجراء الاحتجاجي لحين تلبية مطالبها. واستنكرت نقابة المحامين السودانيين اعتقال النشطاء والقادة السياسيين.

المزيد من الأخبار