Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

واشنطن والأمم المتحدة تناشدان الجيش السوداني عدم قمع تظاهرات اليوم

دعوات لـ"مسيرة مليونية" وغوتيريش يدعو إلى "ضبط النفس" والبرهان يتحدث عن محاولة لإقناع حمدوك بتشكيل حكومة جديدة

طالبت الولايات المتحدة قادة الانقلاب العسكري في السودان بالامتناع عن استخدام العنف ضد المتظاهرين السلميين عشية تظاهرات اليوم، 30 أكتوبر (تشرين الأول)، وقالت إن رد فعل الجيش سيكون اختبارا لنواياه، وأضاف مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأميركية للصحافيين طالباً عدم نشر اسمه، "ندعو قوات الأمن إلى الإحجام عن أي شكل من أشكال العنف ضد المحتجين والاحترام الكامل لحق المواطنين في التظاهر السلمي".

إحترام حقوق الإنسان

وعزز وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن هذه الرسالة على منشور على "تويتر" في وقت لاحق قائلاً، "يجب على قوات الأمن السودانية احترام حقوق الإنسان وأي عنف ضد المتظاهرين السلميين غير مقبول".

رسالة واضحة

وكان المبعوث الأميركي إلى السودان جيفري فيلتمان أعلن أنه تحدث إلى كل من رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء عبدالله حمدوك ووزيرة الخارجية مريم المهدي، وقال إنه بعث برسالة واضحة مفادها ضرورة السماح للشعب السوداني بالاحتجاج السلمي، مؤكداً أن الولايات المتحدة تراقب الوضع عن كثب.
 


كذلك صرح مبعوث الأمم المتحدة الخاص للسودان فولكر بيرتس في تغريدة على حسابه في موقع تويتر ليل الجمعة - السبت، أنه التقى بقائد قوات الدعم السريع السودانية محمد حمدان دقلو "حميدتي" وحضّه على تجنب المواجهة خلال التظاهرات المزمعة اليوم.

وقال المسؤول الأميركي لصحافيين "نحن قلقون فعلاً حيال ما سيحصل اليوم"، مضيفا "سيكون الأمر اختباراً فعلياً لنوايا العسكريين". وتابع، "واشنطن تطالب قائد القوات المسلحة السودانية عبد الفتاح البرهان باتخاذ خطوات لإعادة الحكومة"، كما "تدعو قوات الأمن السودانية للإحجام عن أي شكل من أشكال العنف ضد المحتجين الذين سينزلون للشوارع"، وأضاف المسؤول الأميركي أن رئيس الحكومة السودانية عبدالله حمدوك "ليس حرا في استئناف انشطته ويخضع للمراقبة"، وأن بلاده "ستسعى للتوصل إلى تفاهم يسمح لمجلس وزراء مدني بمواصلة العمل في السودان حتى يمكن القول أن "العملية الانتقالية عادت لمسارها".

وأكد ان عشرات المليارات من الدولارات من تخفيف عبء الدين الذي يسعى له السودان لن تتحقق إذا ظل الجيش مستماً في محاولات قيادة البلاد منفراً، وتابع، "أميركا تشعر بالارتياح لرؤية رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك بمنزله لكنه مازال رهن الإقامة الجبرية.

وقال المسؤول الأميركي إن الوفد الأميركي التقى بالبرهان وحميدتي ومعهم حمدوك قبل سيطرة الجيش على السلطة في السودان، وأن "قادة السودان العسكريون لم يشيروا على الإطلاق لأي نية للاستيلاء على السلطة خلال لقائهم بالوفد"، وأشار إلى أن هناك خطراً من أن استيلاء الجيش على السلطة في السودان قد يدفع إثيوبيا لمحاولة استغلال الموقف فيما يتعلق بالنزاعات الحدودية، وقال إنه "لا يرى أن أميركا ستضغط على حكومة عسكرية في السودان فيما يتعلق بتطبيع العلاقات مع إسرائيل".

وخلص إلى أن رد فعل الجيش على تظاهرات السبت سيكون مؤشراً على طبيعة نواياه، مشياً إلى أن واشنطن تتفهم التشكك في أوساط المدنيين السودانيين في ما يتعلق بالعمل مع البرهان.

مسيرة مليونية

وعلى الرغم من تصاعد العنف في الخرطوم حيث سقط ما لا يقل عن 11 قتيلاً وعشرات الجرحى منذ الإثنين، يحشد أنصار الحكم المدني لتعبئة عامة ومسيرات يريدونها "مليونية" في السودان ضد انقلاب العسكر بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان الذي أطاح بالمدنيين من السلطة.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجيش السوداني إلى "ضبط النفس" السبت في التعامل مع المتظاهرين.

وابل من الرصاص

وانهمر أثناء الليل وابل من الرصاص والرصاص المطاطي والغازات المسيلة للدموع على المتظاهرين في اثنين على الأقل من أحياء الخرطوم، هما حي بري بشرق الخرطوم وبحري في شمالها.

تصريحات البرهان

في هذا الوقت قال الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، إنه قد يجري الإعلان عن رئيس وزراء من التكنوقراط في غضون أسبوع، وإنه لا يزال يحاول إقناع عبد الله حمدوك بالعودة وتشكيل حكومة جديدة.

وعلقت دول غربية مساعدات بمئات الملايين من الدولارات التي تشتد حاجة السودان إليها منذ حل البرهان حكومة تقاسم السلطة بقيادة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، الإثنين الماضي.

وكان من المفترض أن تقود هذه الحكومة السودان إلى انتخابات في عام 2023 بعد إطاحة البشير قبل عامين.

حكومة تكنوقراط

وقال البرهان، في تصريحات لوكالة الأنباء الروسية "سبوتنيك"، إن الحكومة الجديدة "سيقودها تكنوقراط"، وأضاف "لن نتدخل في اختيار الوزراء. سيختارهم رئيس الوزراء الذي سيتوافق عليه من مختلف قطاعات الشعب السوداني". مشيراً إلى أنه "سيتم تعيين أعضاء جدد في مجلس السيادة"، وهو هيئة مدنية عسكرية حلها البرهان أيضاً، وترك البرهان الباب مفتوحاً أمام احتمال عودة حمدوك لرئاسة الحكومة مرة أخرى، قائلاً، إن الجيش "يتفاوض معه لتشكيل الحكومة الجديدة"، وقال البرهان في كلمة إلى جماعات ساعدت في إطاحة حكم البشير في 2019، إن مشاورات تجري لاختيار رئيس للوزراء.

التفاوض مع حمدوك

وأضاف وفقاً لما ورد في مقطع فيديو "لليلة دي أرسلنا له الناس ودخلنا له و(قلنا له). كمل معانا المشوار حتى قعدتنا وقعدتكم دي أرسلنا ناس يتفاوضوا معه وما زال لدينا أمل".

وتابع، "قلنا له احنا نضفنا لك الميدان الآن. وهو حر يشكل الحكومة، ما بنتدخل في تشكيل الحكومة، أي زول (أحد) يجيبه ما هنتدخل إطلاقاً".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

واحتجز حمدوك، وهو اقتصادي ومسؤول كبير سابق في الأمم المتحدة، في البداية في مقر إقامة البرهان وسمح له بالعودة إلى منزله تحت الحراسة، الثلاثاء.

ويقول حلفاء حمدوك، إنه رفض مطالب قادة الانقلاب بالتعاون، وطالب بإعادة تقاسم السلطة مع المدنيين والإفراج عن الوزراء المعتقلين.

وقال مكتب ممثل الأمم المتحدة في السودان، أمس الخميس، إنه عرض تسهيل تسوية سياسية لاستعادة المرحلة الانتقالية خلال اجتماع مع البرهان.

تجميد المساعدات

وأدى الانقلاب إلى تجميد المانحين مساعدات تشتد الحاجة إليها في بلد يعاني أكثر من نصف سكانه من الفقر، وأدت المصاعب فيه إلى تأجيج الاضطرابات والحروب الأهلية. وبعد عقود من العزلة الدولية في عهد البشير، تمكن السودان، أخيراً، من الحصول على المساعدات الغربية التي لم تبدأ إلا منذ عهد قريب في جلب بعض الاستقرار للاقتصاد السوداني.

وجمدت الولايات المتحدة مساعدات قدرها 700 مليون دولار، كما أوقف البنك الدولي، الذي منح السودان حق الحصول على تمويل بقيمة ملياري دولار في مارس (آذار)، مدفوعاته.

وقال صندوق النقد الدولي الذي وافق على تمويل قدره 2.5 مليار دولار للسودان في يونيو (حزيران)، الخميس، إن من السابق لأوانه التعليق على تداعيات استحواذ الجيش على السلطة.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات