Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فوضى العاصمة الليبية تتواصل بهجوم مسلح على وزارة الشباب

ضربة موجعة تلقتها المؤسسة الوطنية للنفط

في الوقت الذي ترتب اللجنة العسكرية الليبية المشتركة "5+5" لاجتماع مهم في العاصمة المصرية القاهرة، للتنسيق مع دول الجوار الأفريقي لسحب المرتزقة الذين يحملون جنسياتها في ليبيا، تواصلت حال الانفلات الأمني بشكل مثير للقلق، في العاصمة طرابلس بهجوم مسلح جديد استهدف هذه المرة وزارة الشباب التابعة لحكومة الوحدة الوطنية.

وتزامن هذا الوضع الأمني في الغرب الليبي، مع مؤشرات سلبية حول الإنتاج النفطي للبلاد، في الفترة المقبلة، مع تلقي المؤسسة الوطنية للنفط ضربتين موجعتين في وقت واحد، بعد تضرر أكبر مصافي البلاد جراء الاشتباكات في مدينة الزاوية أخيراً، في فقدان أكبر موانئ البلاد في السدرة قدرته الإنتاجية بنسبة 70 في المئة لأسباب فنية.

هجوم على وزارة الشباب

أعلن وزير الشباب والرياضة في حكومة الوحدة الوطنية عبد الشفيع الجويفي اقتحام مجموعة "خارجة عن القانون" مقر وزارة الرياضة في مدينة طرابلس، وقال، "ندين ونستنكر بأشد العبارات ما قامت به مجموعة خارجة عن القانون باقتحام مقر وزارة الرياضة في مدينة طرابلس، أثناء ساعات الدوام الرسمية"، وأكد أن "هذه المجموعة قامت بالاعتداء على العاملين الموجودين في مقر الوزارة وترويعهم"، داعياً "وزارة الداخلية إلى فتح تحقيق في الحادثة وملاحقة مرتكبيها".

ولم يكشف بيان الوزير أسباب الاقتحام، ولم يفصح عن اختطاف أحد من الوزارة أو وقوع أضرار بشرية أو مادية.

كما استنكر المدير السابق للمكتب الإعلامي للوزارة والموظف الحالي، أحمد سالم، "إقدام مجموعة مسلحة على اقتحام مقر وزارة الشباب والرياضة، والاعتداء الذي طال العاملين فيها"، وقال إن "الاعتداء اشتمل على التهديد بالسلاح والشتم بأشد العبارات العنصرية والجهوية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولا يعد هذا الاعتداء على موظفي وزارة الشباب والرياضة الأول من نوعه في الأيام الماضية، بل سبقه تعرض وكيل وزارة الشباب لشؤون البرامج والأنشطة، أحمد أبو بكر ميلاد، لحادثة اختطاف وتعنيف من قبل مجموعة مسلحة مجهولة، وأعلنت الوزارة أن "ميلاد اختطف من أمام منزله وتعرض للتعنيف، ما سبب له أضراراً جسدية ومعنوية"، وأعربت الوزارة عن "رفضها التام لمثل هذه الأفعال، التي تجرمها القوانين المحلية والدولية".

تشويش على الانتخابات

وعلق الباحث الأكاديمي الليبي مبروك الغزالي على التطورات الأمنية في طرابلس، معتبراً أن "ما يجري في غرب ليبيا محاولة من أطراف لا ترغب بإجراء الانتخابات للتشويش عليها، وإفشال محاولات تنظيمها في موعدها المحدد"، وتوقع أن "تتسارع وتيرة هذه الاشتباكات والمشاكل الأمنية خلال الشهرين المقبلين، في محاولة لتأجيل الانتخابات بحجة الظروف غير المواتية لتنظيمها، ولا تفسير مقنعاً لكثرة هذه الأحداث مع كل يوم يقربنا من الاستحقاق الانتخابي إلا هذا التفسير".

واستغرب الغزالي "صمت السلطات الرسمية في طرابلس، ممثلة في الحكومة والمجلس الرئاسي عما يدور حولها في العاصمة، على الرغم من خطورته، والدعوات الملحة لها للتحرك للجم جنون الخارجين على القانون الذين يروعون المدنيين غرب البلاد".

مباحثات مهمة في القاهرة

في الأثناء، تستعد العاصمة المصرية القاهرة لاستضافة اجتماعات مهمة لأعضاء اللجنة العسكرية "5+5" ومندوبي دول الجوار الأفريقي، في الجنوب، خلال أيام قليلة، ويتناول الاجتماع الخطط اللازمة والآليات التي يتفق عليها من أجل مغادرة المرتزقة والمقاتلين والعناصر الأجنبية في الجنوب، ضمن خطة اللجنة لإخراج المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا، قبل موعد الانتخابات العامة.

وقال عضو اللجنة العسكرية التابع للقيادة العامة بالجيش الليبي في بنغازي الهادي الفلاح، إن "اللجنة تجهز لاجتماع في مصر مع الدول التي لديها مرتزقة في ليبيا بالمنطقة الجنوبية، للوصول إلى آلية لإخراجهم من دون تشكيل خطر على هذه الدول"، وبين أن "المراقبين الدوليين لم يباشروا عملهم بعد في ليبيا، وسيباشرونه قريباً بعد اجتماعهم باللجنة، وبالتزامن مع البدء في إخراج المرتزقة".

وكان عضو اللجنة، اللواء الفيتوري غريبيل قال، إن "المجموعة الأولى من فريق المراقبين الدوليين المدنيين وصلوا إلى طرابلس"، وأوضح أن "فريق المراقبين الدوليين الكلي يتكون من 30 مراقباً وفقاً لاتفاق جنيف، والمجموعة الأولى التي وصلت مؤلفة من عشرة أفراد، ولم نتقابل معهم بعد"، وكشف عن أن "المراقبين الدوليين سيعملون مع المراقبين المحليين تحت إشراف اللجنة العسكرية المشتركة"، وأشار إلى أنه "سيكون هناك تواصل مع دول أفريقية عدة لديها مرتزقة يعملون مع أطراف النزاع في ليبيا، خلال الفترة القريبة المقبلة".

في المقابل، قال عضو اللجنة العسكرية المشتركة مختار النقاصة إن "اللجنة لم تحسم الموعد النهائي لبدء انسحاب المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا"، مضيفاً، "حتى هذه اللحظة لا يوجد توقيت محدد لبدء تنفيذ خطة الانسحاب، كما أن آلية التنفيذ لم تتخذ بعد، وسيعقد اجتماع لكل الأطراف ذات الصلة بهذا الموضوع، لوضع الآليات المتناغمة مع الخطة التي نصت على خروج متوازن للمقاتلين".

ضربتان موجعتان لقطاع النفط

في الشأن الاقتصادي، وبعد يومين من الضربة الموجعة التي تلقتها المؤسسة الوطنية للنفط، بتعرض أكبر مصافي النفط في البلاد، في مدينة الزاوية إلى أضرار جسيمة جراء اشتباكات مسلحة دارت قربها، كشف رئيس المؤسسة مصطفى صنع الله، في بيان، عن ضربة أخرى للمؤسسة، بـ"فقدان حوالى 208 آلاف برميل يومياً من الطاقة المتاحة في ميناء السدرة وسط ليبيا، أكبر الموانئ النفطية في البلاد، المقدرة بـ285 ألف برميل يومياً"، وتوقع صنع الله "استمرار الانخفاض لمدة 10 أيام ما يفقد الخزانة العامة نحو 177 مليون دولار، ليتجاوز إجمالي الفاقد منذ بداية العام مليار دولار".

أضاف أن "غرفة التحكم في شركة الواحة للنفط اكتشفت هبوطاً مفاجئاً في الضغط بعد تسرب كبير في خط الأنابيب من الظهرة إلى السدرة نقطة 37 كيلومتراً، ما دفعها لإغلاق الخط حتى تجري التقييم المناسب وتنجز أعمال الصيانة الطارئة"، ودعا رئيس مؤسسة النفط، الحكومة إلى "تخصيص ميزانيات بصورة عاجلة لإعادة بناء البنية التحتية المتهالكة للقطاع النفطي، وسداد المديونية المتراكمة منذ أعوام، والتي اعتبرها أولوية مطلقة"، محذراً في الوقت نفسه من أن "تقليص الميزانيات أو تأجيلها يسبب خسائر جسيمة، ويفاقم الصعوبات التي يعانيها القطاع النفطي".

وشدد على أن "السبيل الوحيد للمحافظة على استمرار الإنتاج الحالي المقدر بمليون و285 ألف برميل يومياً، وزيادة القدرة المتاحة والمقدرة بنحو 40 ألف برميل يومياً لتصل إلى 325 ألف برميل في اليوم، هو تسييل الميزانيات المقترحة في مواعيدها المقررة، وحث صنع الله "حكومة الوحدة ودوائر اتخاذ القرار في البلاد دعم قطاع النفط"، مؤكداً "استمرار المؤسسة في دورها الفني وغير السياسي".

المزيد من متابعات