Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"الشرق الأوسط الأخضر" يضيف 10 مليارات دولار للالتزام البيئي

قالت السعودية إنها ستطلق بمعية دول المنطقة مبادرات لخفض الانبعاثات والحماية من العواصف

في اليوم الثالث لأيام المبادرات الخضراء التي تحتضنها العاصمة السعودية، أطلق ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أعمال قمة الشرق الأوسط الأخضر بمشاركة دولية واسعة، يتصدرها رؤساء وقادة لدول العالم، في مسعى لرسم خريطة طريق لحماية البيئة ومواجهة تحديات التغيّر المناخي في المنطقة.

وأعلن الأمير محمد بن سلمان في كلمة الافتتاح، إطلاق حزمة من المبادرات، أبرزها مبادرتان للمناخ بقيمة 39 مليار ريال (10 مليارات دولار) تسهم السعودية بـ15 في المئة منها، ستلعب دوراً في خفض انبعاثات الكربون بموجب مبادرة الشرق الأوسط الأخضر.

فجوات منظمة العمل المناخي

وقال الأمير السعودي في كلمة افتتاح قمة الشرق الأوسط الأخضر، "هناك فجوات في منظومة العمل المناخي في المنطقة، والتي نسعى لسدها مع تضافر الجهود بهدف تحقيق إنجازات متسارعة".

وأعلن عن إنشاء منصة تعاون لتطبيق مفهوم الاقتصاد الدائري للكربون، وتأسيس برنامج إقليمي لاستمطار السحب.

وأشار إلى تأسيس "مؤسسة المبادرة الخضراء" غير الربحية، لدعم أعمال القمة مستقبلاً وقال "تحتاج السعودية والمنطقة والعالم أجمع إلى المضي قدماً وبخطى متسارعة في مكافحة التغيّر المناخي".

وأضاف "نعلن كذلك عن تأسيس مركز إقليمي للإنذار المبكر من العواصف في المنطقة، وآخر إقليمي للتنمية المستدامة للثروة السمكية".

من السعودية إلى الشرق الأوسط

وتأتي القمة الشرق أوسطية في ثالث أيام المناسبة البيئية التي تستضيفها الرياض، والتي تضمنت في اليومين الأولين إطلاق مبادرة "السعودية الخضراء".

وأشار ولي العهد السعودي في كلمة الافتتاح إلى إطلاق بلاده مبادرات في مجال الطاقة من شأنها تخفيض الانبعاثات الكربونية بمقدار 278 مليون طن سنوياً بحلول عام 2030، ويمثل ذلك تخفيضاً طوعياً بأكثر من ضعف المستهدفات المعلنة في ما يخص تخفيض الانبعاثات.

ولفت النظر إلى أن استثمارات المرحلة الأولى من المبادرات تزيد على 700 مليار ريال (186.64 مليار دولار)، مما يسهم في تنمية الاقتصاد الأخضر، وخلق فرص عمل نوعية، وتوفير فرص استثمارية ضخمة عن طريق القطاع الخاص.

وأكد بدء المرحلة الأولى من مبادرات التشجير وذلك بزراعة أكثر من 450 مليون شجرة، وإعادة تأهيل ثمانية ملايين هكتار من الأراضي المتدهورة، وتخصيص أراضٍ لمحميّة جديدة، ليصبح إجمالي المناطق المحميّة في السعودية أكثر من 20 في المئة من إجمالي مساحتها.

ولفت إلى أن تلك المبادرات تشمل تحويل مدينة الرياض إلى واحدة من أكثر المدن العالمية استدامة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الحياد الصفري

المبادرات التي أعلن عنها ولي العهد السعودي شملت السعي للوصول إلى الحياد الصفري عام 2060 من خلال نهج الاقتصاد الدائري للكربون، بما يتوافق مع خطط البلاد التنموية، وتمكين تنوّعها الاقتصادي ليتماشى مع "خط الأساس المتحرك" ويحفظ دورها في تعزيز أمن أسواق الطاقة العالمية واستقرارها، في ظل نضج وتوافر التقنيات اللازمة لإدارة الانبعاثات وتخفيضها.

كما أعلن عزم السعودية على الانضمام إلى كلٍ من الاتحاد العالمي للمحيطات وتحالف القضاء على النفايات البلاستيكية في المحيطات والشواطئ، ورغبتها بالانضمام إلى اتفاقية الرياضة لأجل العمل المناخي، كاشفاً في الوقت ذاته، عن إنشاء مركز عالمي للاستدامة السياحية ومؤسسة غير ربحية لاستكشاف البحار والمحيطات.

مواجهة تحديات المناخ

وكانت الرياض أطلقت في شهر مارس (آذار) الماضي مبادرات عدة لمواجهة التحديات البيئية محلياً وإقليمياً، ووضعتها ضمن خطتها المستقبلية 2030.

وتمثل مبادرة الشرق الأوسط أكبر برنامج لإعادة تشجير في العالم، وهو ضعف حجم السور الأخضر العظيم في منطقة الساحل لزراعة 40 مليار شجرة إضافية في الشرق الأوسط، وتستهدف خفض الانبعاثات الكربونية بأكثر من 10 في المئة من المساهمات العالمية.

ويُعتبر المشروعان ضمن التزامات السعودية تحقيق المستهدفات العالمية تجاه الأرض والطبيعة، وهي التي لطالما اتّهمت بالمساهمة في تلويثهما لكونها أحد أبرز منتجي الوقود التقليدي ومطلقي الكربون في الهواء، وهو ما أكده ولي العهد السعودي في تصريحات سابقة.

وقال "بصفتنا منتجاً عالمياً رائداً للنفط، ندرك تماماً نصيبنا من المسؤولية في دفع عجلة مكافحة أزمة المناخ، وإنه مثل ما تمثّل دورنا الريادي في استقرار أسواق الطاقة خلال عصر النفط والغاز، فإننا سنعمل لقيادة الحقبة الخضراء المقبلة".

وتعمل المبادرة السعودية على تقليل الانبعاثات الكربونية بأكثر من 4 في المئة من المساهمات العالمية، وذلك من خلال "مشاريع الطاقة المتجددة التي ستوفر 50 في المئة من إنتاج الكهرباء محلياً بحلول عام 2030"، إضافة إلى "مشاريع التقنيات الهيدروكربونية النظيفة التي ستلغي أكثر من 130 مليون طن من الانبعاثات الكربونية، وكذلك رفع نسبة تحويل النفايات عن المرادم إلى 94 في المئة".

المزيد من بيئة