نشر فريق التواصل التابع لوزارة الخارجية الأميركية، مقطع فيديو يظهر "إحدى منظومات الدفاع التي تفاخرت إيران بصنعها محلياً، ضمن الحملة الدعائية التي تقوم بها لصناعاتها العسكرية الداخلية"، كاشفاً أن "هذه المنظومة تعود لحقبة الستينات".
وقال الفريق في مقطع الفيديو "أعلن النظام الإيراني أنه تمكن من صناعة منظومة دفاعية محلية الصنع لاستهداف الصواريخ والطائرات المسيرة، لكن وبعد نظرة فاحصة، اتضح أن تلك ليست إلا منظومة سكاي غارد SKY GUARD النمساوية، التي تنتجها شركة "أورليكون OERLIKON وتلك التقنية تعود إلى حقبة الستينات".
في تغريدة سابقة، نشر فريق التواصل بتاريخ 20 مايو (أيار) 2019، مقطع فيديو يظهر مخابئ تحت الأرض تستخدمها جماعة الحوثي في اليمن، لإخفاء صواريخها الإيرانية الصنع مثل "بدر".
وقال الفريق في مقطع الفيديو حينها "أكد السفير جوناثان كوهين، في جلسة مجلس الأمن حول اليمن، أنه لا يمكن تجاهل حقيقة أنه منذ بداية الحرب، ومنذ أن فرض المجلس حظراً على توريد السلاح، فإن الحوثيين استخدموا أسلحة أكثر تقدماً لتهديد جيران اليمن".
وأضاف كوهين وفقا للتغريدة "لم يطور الحوثيون صواريخ بعيدة المدى وطائرات مسيرة بأنفسهم".
نقطة ضعف الجيش الإيراني
مجلة "ناشيونال إنترست" الأميركية ذكرت في 22 مايو (أيار) 2019 أن سلاح الجو هو أضعف حلقة في الجيش الإيراني، موضحةً "أنه على الرغم من امتلاك طهران العديد من الطائرات والمقاتلات، إلا أن معظمها قديم من عصر الشاه"، موضحةً أن القوات الجوية الإيرانية تعتمد على 12 طائرة سوخوي من نوع "سو 24 إم كي" و18 طائرة من طراز "ميغ 29" روسية الصنع، وأن طهران حصلت عليها في منتصف التسعينات.
أضاف تقرير المجلة الأميركية أن "قدرات الطائرات العسكرية الإيرانية لا ترقى للدخول في حرب ضد أميركا، وأنها تفتقر إلى الطائرات اللازمة لتأمين المجال الجوي الإيراني".
كذلك، نبهت المجلة من سعي إيران للحصول على طائرات سوخوي من طراز "سو 30" من روسيا، ولكن العقوبات التي فرضتها أميركا عليها حالت دون توقيع الصفقة الحديثة، مؤكدةً في ختام التقرير أن "إيران تحاول إخفاء عجزها عبر إطلاق دعاية عن نجاحها في صنع مقاتلات وصواريخ محلية الصنع، قادرة على التخفي عن الرادارات، وأن تلك الادعاءات ما هي إلا حيلة لخداع الشعب الإيراني".
#شاهد | أعلن #النظام_الإيراني أنه تمكن من "صناعة منظومة دفاعية محلية الصنع" لاستهداف الصواريخ والطائرات المسيرة. وبنظرة فاحصة يتضح أن تلك ليست إلا منظومة "سكاري غارد Sky Guard" التي تنتجها شركة "اورليكون Oerlikon" النمساوية، وأن تلك التقنية تعود الى حقبة الستينيات!#ايران #ظريف pic.twitter.com/VrOEyJq6uP
— فريق التواصل DOS (@DOTArabic) May 22, 2019
انتهاك حظر الأسلحة
في إطار متصل، كان تحالف دول الخليج حذر في الرابع من أبريل (نيسان) 2018 من انتهاك إيران حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة من خلال محاولة تزويد الحوثيين بأنظمة صواريخ أرض - جو متقدمة، إضافة إلى "الرادارات الافتراضية الإيرانية الصنع" القادرة على جمع إشارات نظم الملاحة الجوية التي تبثّها الطائرات العسكرية والتجارية. واستناداً إلى أنظمة البث الإذاعي المعتمِدة على الأقمار الصناعية وغيرها من خيارات التتبع السلبي، يمكن لأجهزة استقبال الرادارات الافتراضية التي توردها إيران، أن تساعد الحوثيين في مراقبة طائرات التحالف وفك شيفرتها وعرض موقعها الجغرافي الدقيق وارتفاعها وزاوية انحدارها ومسارها واتجاهها وسرعتها ومصدرها وإشارة ندائها، ضمن دائرة يبلغ نصف قطرها أكثر من 250 كم. كما يمكن بعد ذلك استخدام هذه المعلومات لاستهداف بطاريات الدفاع الجوي، ما يسمح لصواريخ "سام" الحوثية بالعمل من دون انبعاثات منبّهة تنتجها رادارات المراقبة.
وبهذه القدرة، قد يستطيع الحوثيون شن هجمات "فجائية" خطيرة يستخدمون فيها أنظمةً سلبيةً لتتبع الهدف ثم إطلاق صاروخ في الاتجاه الصحيح.
تعزيز الردع ضد إيران يستوجب الاحتفاظ بالتفوق الجوي وتطوير الدفاع الصاروخي الشامل
إن استمرار إطلاق الصواريخ البالستية من جانب الحوثيين على الرغم من الحصار المطبق عليهم، يُثبت بأنهم إما استلموا أعداداً كبيرة من مكونات هذه الصواريخ، يجري تجميعها في اليمن بمساعدة خبراء من إيران، أو أن الحرس الثوري الإيراني بنى مصانع لهذه الصواريخ ليستخدمها الحوثيون في تصنيع صواريخهم البالستية. وفي الحالتين، أصبح من المثبت اليوم بأن ميليشيات الحوثي تملك الخبرة في تجميع وتصنيع الصواريخ البالستية واستخدامها ضد دول المنطقة، ما يُعتبر سابقة في تاريخ الحروب، إذ لم تتمكن ميليشيا قبل ذلك من امتلاك هذه الصواريخ. ويُعتقد بأن ميليشيا الحوثي تملك اليوم القدرة على تجميع أو تصنيع صواريخ بركان-2، المطابقة لقيام-1 الذي يُمثل النسخة الإيرانية لصواريخ سكود - سي التي يبلغ مداها حوالى 550 كلم.
العراق وسوريا
بحسب وكالة رويترز ونقلاً عن مجموعة مصادر أمنية عراقية وإيرانية وغربية، فإن الحرس الثوري الإيراني سلم ميليشيات الحشد الشعبي التابعة له في العراق، قرابة 24 صاروخاً بالستياً من طرازَيْ فاتح-110 وذو الفقار، يصل مداها بين 300 و700 كلم. وأضافت الوكالة نقلاً عن مصادر أمنية غربية "أن لواء القدس التابع للحرس الثوري أعاد تجهيز منشآت عراقية قديمة لتصنيع الصواريخ البالستية، إحداها في الزعفرانية شرق بغداد والأخرى في منطقة جفر الصخر شمال مدينة كربلاء".
من جهة نشاط إيران في سوريا، كانت صحيفة "التايمز" البريطانية نقلت أواخر صيف 2018 عن مصادر استخباراتية غربية قولها إنّ "إيران بدأت بناء منشآت لتصنيع الصواريخ قرب مدينة بانياس الساحلية في سوريا". وأضافت أن طهران تحاول استغلال وجود هذه المنشأة قرب القاعدة الروسية في بانياس، للاستفادة من حماية الدفاعات الجوية الروسية ضد الغارات الإسرائيلية، التي تستهدف منذ أشهر قواعد الحرس الثوري الإيراني في سوريا.