أفادت معلومات صحافية بانقطاع كل الاتصالات في السودان، وأصدرت وزارة الإعلام السودانية بياناً اتهمت فيه المؤسسة العسكرية بتدبير "انقلاب عسكري" على رئيس الحكومة عبدالله حمدوك، وقالت إن الجيش اقتاده لمكان مجهول بعد رفضه إصدار بيان يؤيد فيه الانقلاب.
ونقلت "رويترز" عن وزارة الإعلام أيضاً أن حمدوك وجه رسالة من مقر إقامته الجبرية يطلب فيها من السودانيين التمسك بالسلمية واحتلال الشوارع للدفاع عن ثورتهم.
وأضافت أن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية ينتشران في شوارع العاصمة الخرطوم، ويقيدان حركة المدنيين، في الوقت الذي يخرج فيه محتجون يحملون علم البلاد ويحرقون إطارات في أنحاء مختلفة من المدينة.
إزاء ذلك، دعا "تجمع المهنيين السودانيين" إلى إضراب عام والخروج إلى الشارع واعتصام مدني في مواجهة "الانقلاب العسكري".
وفي التعليق الدولي الأول، أعربت الولايات المتحدة عن "قلقها البالغ" حيال التقارير التي وردت عن سيطرة الجيش على السلطة في السودان.
وقال مبعوث واشنطن الخاص للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان، في بيان على "تويتر"، "تشعر الولايات المتحدة بقلق بالغ حيال التقارير عن سيطرة الجيش على الحكومة الانتقالية"، مشيراً إلى أن ذلك "يتعارض مع الإعلان الدستوري (الذي يحدد إطار العملية الانتقالية) وتطلعات الشعب السوداني للديمقراطية".
كذلك قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل "نتابع الأحداث في السودان بقلق بالغ".
وقالت مصادر من أسرة فيصل محمد صالح، المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء، لوكالة "رويترز"، إن قوة عسكرية اقتحمت منزل صالح واعتقلته.
وليس هناك حتى الآن أي تعليق من الجيش.
ونقلت وكالة "رويترز" عن شاهد أن خدمات الإنترنت يبدو أنها انقطعت في العاصمة السودانية الخرطوم.
ويعيش السودان حالة من التوتر منذ أن أفسحت محاولة انقلاب فاشلة الشهر الماضي المجال لتراشق حاد بالاتهامات بين الطرفين العسكري والمدني اللذين يفترض تقاسمهما للسلطة بعد الإطاحة بالزعيم السابق عمر البشير في 2019.
وأطيح بالبشير بعد شهور من الاحتجاجات في الشوارع. وكان من المفترض أن يقود الانتقال السياسي المتفق عليه بعد الإطاحة به إلى انتخابات بحلول نهاية 2023.
تذليل العقبات
وفي وقت سابق، أشاد رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، عبد الفتاح البرهان بالاهتمام الذي توليه الإدارة الأميركية وبعثتها الدبلوماسية في الخرطوم، لقضايا السودان ودعمها لإنجاح الفترة الانتقالية.
وأكد خلال لقائه المبعوث الأميركي الخاص للقرن الأفريقي، جيفري فيلتمان، يوم الأحد، حرصه على العمل مع القوى السياسية لتذليل كافة العقبات والتحديات للخروج بالبلاد من الأزمة السياسية الراهنة، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء السودانية "سونا".
وجدد رئيس مجلس السيادة "التزام القوات المسلحة بحماية الفترة الانتقالية والعمل وفق الوثيقة الدستورية واتفاق جوبا للسلام، وصولاً لانتخابات حرة ونزيهة وانتقال ديمقراطي مدني كامل".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال بيان المجلس إن فيلتمان أشاد بجهود "رئيس مجلس السيادة، الرامية لإنجاح الفترة الانتقالية، وحرصه التام على حماية الثورة والتغيير والانتقال الديمقراطي".
وأضاف أن فيلتمان "قدم عدة مقترحات من شأنها تعزيز روح الشراكة، والعمل الجاد من أجل الخروج الآمن للبلاد من أزمتها الراهنة". وأشار إلى أن البرهان وعد بدراستها مع رئيس مجلس الوزراء، لافتاً إلى أن نجاح الفترة الانتقالية مرهون بإكمال هياكل السلطة الانتقالية.
وأكد المبعوث الأميركي على دعم بلاده للانتقال الديمقراطي في السودان، داعياً الأطراف للعمل من أجل الخروج من الأزمة. ولفت فيلتمان إلى أن التباين في الرؤى بين القوى السياسية تسبب في تأخير إنشاء مؤسسات الفترة الانتقالية.
من جانبه، شدد النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي محمد حمدان دقلو (حميدتي) على دعم عملية الانتقال الديمقراطي وصولاً للانتخابات العامة في البلاد. وأكد خلال لقاء فيلتمان ضرورة تنفيذ اتفاقية السلام، والحرص على الوثيقة الدستورية.
كما أشار وفقاً لبيان نشره المجلس، إلى أهمية التوافق الوطني باعتباره المخرج الوحيد للأزمة الراهنة بالبلاد، مثنياً على اهتمام الولايات المتحدة بالسودان وجهودها لتجاوز المرحلة الحالية.
لقاء حمدوك
والتقى رئيس مجلس الوزراء السوداني المبعوث الأميركي للقرن الأفريقي، في لقاء هو الثالث خلال يومين لمواصلة النقاش حول سبل الخروج من الأزمة السياسية الحالية في البلاد، وفقاً لوكالة "سونا".
وجاء اللقاء في ختام اللقاءات التي أجراها فيلتمان مع رئيس مجلس السيادة ونائبه، ورئيس حركة العدل والمساواة، جبريل إبراهيم، ورئيس حركة "جيش تحرير السودان" بقيادة مني أركو مناوي.
وعبر فيلتمان لرئيس الوزراء عن تفاؤله بإمكان وجود مخرج من الأزمة الحالية بما يعزز من مسار التحول المدني الديمقراطي بالبلاد، وبما يؤدي لاستكمال استحقاقات الوثيقة الدستورية واتفاقية جوبا لسلام السودان، وبما يحقق تطلعات الشعب السوداني في مستقبل أفضل.
كما والتقى فيلتمان مساء الأحد المجلس المركزي القيادي لقوى الحرية والتغيير.
إليكم تغطيتنا لمستجدات الأحداث في السودان