وسّعت أسعار النفط مكاسبها خلال هذا الأسبوع، مسجلةً أطول فترة من الارتفاعات الأسبوعية منذ عام 2015، بدعم من الاتجاهات التصاعدية بشأن تراجع الإمدادات، والتي حدّت منها احتمالية عدم انتهاء اضطرابات الطلب الناتجة عن جائحة كورونا.
وتلقت أسعار الخام دعماً إيجابياً هذا الأسبوع أيضاً من استمرار المخاوف بشأن نقص الفحم والغاز في الصين والهند وأوروبا، ما دفع بعض شركات توليد الطاقة إلى التحول من الغاز إلى زيت الوقود والديزل.
وارتفعت أسعار الخام وسط شح المعروض، مع استمرار منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في زيادة بطيئة في الإنتاج بدلاً من التدخل لضخ مزيد من الخام في السوق، وفي ظل تقلص إمدادات النفط الأميركية مع تصاعد الطلب.
وربح سعر عقود برنت القياسي، تسليم ديسمبر (كانون الأول) مواصلاً مكاسبه نحو أعلى مستوياته منذ ثلاث سنوات ليرتفع بنسبة 0.8 في المئة تعادل 67 سنتاً، ليغلق قرب مستوى 86 دولاراً عند 85.53 دولار للبرميل، محققاً بذلك ارتفاعه للأسبوع السابع على التوالي.
في موازاة ذلك، زاد سعر العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط تسليم ديسمبر، 1.48 دولار بنسبة 1.8 في المئة ليغلق على مقربة من أعلى مستوياته في سبع سنوات عند 83.76 دولار للبرميل، ما يُعد الارتفاع الأسبوعي التاسع على التوالي للخام الأميركي.
وبنهاية يوم الجمعة 22 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، آخر تعاملات الأسبوع، ارتفعت أسعار النفط بأكثر من 1.5 في المئة، مدعومةً بتنامي المؤشرات على شح الإمدادات الأميركية نتيجة إعصار "آيدا"، وانخفاض الدولار.
وزادت العقود الآجلة لخام برنت، الجمعة، بنسبة 1.1 في المئة بعد أن هبطت 1.4 في المئة يوم الخميس (21 أكتوبر). وتمكن الخام القياسي من تعويض بعض الخسائر التي لحقت به، بعد أن تراجع من أعلى مستوياته منذ أكتوبر 2018، والمسجل في جلسة الجمعة عند 86 دولاراً، فيما ارتفع الخام الأميركي بنحو 1.53 في المئة بعد انخفاض 1.1 في المئة في الجلسة السابقة. وتعزز وضع الخام هذا الأسبوع مع تطلع المستثمرين إلى انخفاض مخزونات الخام في مركز كاشينغ لتخزين النفط بولاية أوكلاهوما.
وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية الأربعاء (20 أكتوبر) انخفاض مخزونات الخام في كاشينغ بولاية أوكلاهوما، وهو أكبر موقع تخزين أميركي إلى 31.2 مليون برميل، وهو أدنى مستوى لها في ثلاث سنوات.
لا هبوط قبل 2023
وقال البنك الدولي، الخميس الماضي، إن الارتفاع الكبير لأسعار النفط العالمية قد يهدد النمو العالمي، ومن غير المرجح أن ينحسر قبل عام 2023.
ويُتوقع أن تسجل أسعار الخام في نهاية العام 70 دولاراً للبرميل، أي أعلى بـ70 في المئة مقارنةً مع عام 2020، وفق تقرير للبنك عن توقعاته لأسواق السلع، ما سيتسبب بارتفاع أسعار سلع طاقة أخرى مثل الغاز الطبيعي.
وقال كبير متخصصي الاقتصاد في البنك الدولي، أيهان كوسة، إن "ارتفاع أسعار الطاقة يشكّل مخاطر كبيرة على التضخم العالمي في المدى القريب، وإذا استمر يمكن أن يؤثر على النمو في دول تستورد الطاقة".
وارتفعت أسعار النفط في الأسابيع الماضية إلى أكثر من 80 دولاراً للبرميل، لتبلغ أعلى مستوياتها منذ أعوام، مع فتح الاقتصادات مجدداً بعد الإغلاق للحد من الوباء، واختناق الشحن البحري.
ويستخدم البنك الدولي متوسط أسعار خامات برنت، وغرب تكساس الوسيط، ودبي، التي قال إنها ستبقى "مرتفعة في 2022، لكنها ستبدأ في التراجع في النصف الثاني من العام مع انحسار القيود على العرض".
ويُتوقَع أن يرتفع متوسط الأسعار في عام 2022 إلى 74 دولاراً قبل أن يتراجع إلى 65 دولاراً في 2023، وفق البنك الدولي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
غير أن التقرير حذر من "احتمال ارتفاع الأسعار بشكل إضافي على المدى القريب بعد انخفاض شديد في المخزون واختناقات مستمرة في الإمدادات".
تراجع المخزونات
وسجلت مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة هبوطاً بعد ثلاثة أسابيع متتالية من الارتفاع، مع تسجيل مخزونات الوقود انخفاضاً شديداً، في مؤشر على زيادة الطلب. بحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية. وتراجعت مخزونات النفط الأميركية بمقدار 341 ألف برميل على مدار الأسبوع المنتهي في الثامن من أكتوبر الحالي، إلى 426.5 مليون برميل فيما كانت التوقعات تشير إلى زيادة 1.9 مليون برميل. وأضافت الوكالة الحكومية، أن مخزونات الخام في مركز التسليم في كاشينغ تراجعت 2.3 مليون برميل إلى 31.2 مليون برميل، في أدنى مستوى لها منذ أكتوبر 2018، ما يشير إلى شح في السوق قد يستغرق الحد منه بعض الوقت.
وجاء تقلص المخزونات على الرغم من تراجع استهلاك الخام في مصافي التكرير بواقع 71 ألف برميل يومياً الأسبوع الماضي. وانخفضت معدلات تشغيل المصافي اثنين في المئة مع تكريرها نفطاً أقل في موسم الصيانة التقليدي.
وقالت الإدارة، إن مخزونات البنزين تراجعت 5.4 مليون برميل الأسبوع الماضي، إلى 217.7 مليون برميل، وهو هبوط أكبر من المتوقع، ويمثل أدنى مستوى لها منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2019. وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة انخفاض مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، 3.9 مليون برميل، وذلك في أدنى مستوى لها منذ أبريل (نيسان) 2020.
أعداد حفارات النفط
وانخفضت أعداد حفارات النفط في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، وذلك للمرة الأولى في سبع أسابيع. وجاءت غالبية الهبوط من أحواض منطقة خارج الغاز الصخري، بينما ارتفعت منصات الغاز الطبيعي.
وأظهر التقرير الأسبوعي لشركة "بيكر هيوز" للاستشارات والخدمات النفطية، الجمعة، تراجع عدد حفارات النفط في الولايات المتحدة، وهو مؤشر مبكر للإنتاج المستقبلي، بمعدل سبع منصات في الأسبوع المنتهي في 22 أكتوبر 2021 إلى 443 منصة.
وجاء انخفاض حفارات النفط في الولايات المتحدة، مع إغلاق حفارتين للتنقيب عن الخام في أحواض خارج منطقة الصخري، ليصل عددها الإجمالي إلى 73 حفاراً.
وزادت أعداد حفارات الغاز الطبيعي خلال الأسبوع الماضي بنحو منصة واحدة، إلى 99 حفارة، بينما تراجع إجمالي حفارات الغاز الطبيعي والنفط معاً بنسبة 1 في المئة على أساس أسبوعي بنحو منصة واحدة إلى 542 حفاراً.