Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رغم الصعاب... معركة لإنقاذ السلاحف البحرية في رأس بريدي

عمرها من عمر الديناصورات ولكن أعدادها آخذة في التناقص... في رأس بريدي على الساحل الغربي للمملكة العربية السعودية تسعى مؤسسة "باء" إلى إيجاد حلول منقذة

السلاحف يمكن أن تكون نوعا حيا رئيسا في نظام إيكولوجي ما (غيتي)

ما إن تخرج من بيضها، حتى تبدأ السلاحف البحرية رحلة الصراع من أجل البقاء على قيد الحياة.

بعد أن أمضت فترة حضانة تراوحت بين ستة وسبعة أسابيع مطمورة تحت نصف متر من الرمال، على صغار السلاحف، التي لا يتجاوز طولها خمسة سنتيمترات، أن تخرج من مأواها الثقيل لتشق طريقها مسرعة عبر الشاطئ كي تنزل إلى البحر، تحركها زعانف صغيرة ربما تبدو غير ملائمة للقيام بمثل هذه الرحلة.

في غمرة هذه الرحلة الشاقة أصلاً، على السلاحف حديثة الفقس ألا تلفت أيضاً، إذا أمكنها، انتباه حيوانات مفترسة بدءاً من سرطان البحر والطيور البحرية وصولاً حتى إلى الفئران والكلاب الضالة أو الثعالب. في الوقت نفسه، يمكن للضوء الاصطناعي أن يشتت انتباه فراخ السلاحف، ذلك أنها تستخدم ضوء القمر للاتجاه نحو البحر، ويقلل من فرصها في البقاء على قيد الحياة.

لو سلمنا جدلاً أنها نجت من تلك المخاطر الأولى كافة، فإن المزيد منها يترصدها بمجرد دخولها إلى المحيط الذي يبدو في ظاهره ملاذاً آمناً بالنسبة إليها. ولكن هناك، سترحب أسماك القرش والأسماك الأخرى والأخطبوط بفرصة الحصول على وجبة خفيفة من السلاحف إذا ما مرت بها.

لا ريب في أن الصعاب كثيرة في مواجهة هذه الزواحف البحرية. في الواقع، يشاع أن واحدة فقط من كل ألف سلحفاة صغيرة تصل إلى مرحلة البلوغ للتزاوج. ولكن الحق أننا نجهل كثيراً عن السلاحف البحرية، بما في ذلك معدل بقائها على قيد الحياة، لأنه باستثناء الفترة التي تقصد فيها الإناث الشاطئ حيث تضع بيضها، فإنها تمضي جل حياتها في البحر.

ولكننا نعلم فعلاً أن أعدادها قد تراجعت في مختلف أنحاء العالم.

في العالم سبعة أنواع من السلاحف البحرية: الضخمة الرأس loggerhead، والجلدية الظهر leatherback، ولجأة ردلي الزيتونية olive ridley، والخضراء green، ولجأة كمب (اللجأة الأطلسية) Kemp's ridley، واللجأة الصقرية المنقار hawksbill، والمسطحة الظهر flatback. من ضمنها، صنف "الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة" (IUCN)، الهيئة المعنية بحفظ الحياة البرية في العالم، الثلاثة الأولى بوصفها معرضة للخطر؛ فيما أدرج السلحفاة "الخضراء" ضمن فئة الأنواع الحية المهددة بالانقراض، و"لجأة كمب" و"اللجأة الصقرية المنقار" بين الحيوانات المهددة بشدة بالانقراض، فيما لا تتوفر بيانات كافية بشأن حال السلحفاة المسطحة الظهر.

ملاذ السلاحف

رأس البريدي، في شمال مدينة ينبع على الساحل الغربي للمملكة العربية السعودية، منطقة نادرة فريدة من نوعها وفق الدكتور هيكتور باريوس-غاريدو. المتخصص في السلاحف البحرية والعضو في فريق من العلماء لدى "شركة المنارة للتطوير" Beacon Development Company (BDC)، علماً أنها شركة فرعية مملوكة بالكامل لـ"جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية" ("كاوست" KAUST) التي تضطلع بدور كبير في جهود الحفاظ على الطبيعة.

أظهرت بحوث مستفيضة نهض بها البروفيسور كارلوس م. دوارتي من "جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية"، وهو أحد المراجع الرائدة عالمياً في مجال العلوم البحرية، أن ذلك الشريط الساحلي يعتبر أهم موقع تعشيش بالنسبة إلى السلاحف، أو أو ما يسمى مَغدقة rookery، في البحر الأحمر برمته. في بعض السنوات، وصلت 360 سلحفاة خضراء، إضافة إلى مجموعة صغيرة من سلحفاة "اللجأة الصقرية المنقار"، إلى البر لتضع بيضها تحت رمال شاطئ رأس بريدي. لا تحتضن أي منطقة أعداداً مماثلة من هذه الزواحف البحرية، ما عدا جزيرة "الزبرجد"، الواقعة على الجانب الآخر من البحر الأحمر، قبالة ساحل مصر.

ثمة حقيقة أخرى مفادها أن رأس بريدي يقع على الأراضي البرية الرئيسة، نظرة حول العالم، تكشف لك أن غالبية مواقع تعشيش السلاحف البحرية موزعة على جزر. لعل أحد الأسباب وراء ذلك وفرة الأعشاب البحرية في المنطقة. وتشير بحوث البروفيسور دوارتي إلى أن رأس البريدي يحظى بأكبر منابت من الأعشاب البحرية في البحر الأحمر، ما يجعله منطقة مثالية لتربية السلاحف البحرية التي تحتاج إلى مصدر غذاء ثابت خلال وضع بيضها.

بغية حماية هذه المنطقة المميزة، والإسهام في قلب الصعاب لمصلحة السلاحف، أطلقت مؤسسة "باء" Ba'a، علماً أنها منظمة سعودية لا تبغي الربح تصب جهودها على حفظ الأنواع الحية المهددة بالانقراض والموائل الطبيعية، فضلاً عن المواقع الثقافية والتاريخية في البلد، أطلقت مبادرة الحفاظ على السلاحف البحرية في رأس بريدي، وذلك عبر الاستفادة من بحوث جامعة الملك عبد الله، فيما كلفت "شركة المنارة للتطوير" مهام تنفيذها.

الهدف الرئيس الذي ترمي إليه المبادرة زيادة عدد صغار السلاحف التي تخرج من أعشاشها وتنجح في القيام بتلك الرحلة صوب البحر. ويُعتبر ذلك أحد الإجراءات الرئيسة التي ستساعد في تحقيق نمو في أعداد السلاحف البحرية، وذلك عبر محاكاة استراتيجيتها التي اعتمدتها كي تحافظ على بقائها، والمستقاة من عملية التطور نفسها.

لعبة أرقام

تستغرق كل السلاحف البحرية عقوداً قبل أن تصل إلى مرحلة النضج- مثلاً، لا تصبح السلحفاة من نوع "اللجأة الصقرية المنقار" جاهزة للتكاثر إلى أن يبلغ عمرها ما بين 20 و40 عاماً. ولكن متى باتت جاهزة للتكاثر، تصبح المسألة لعبة أرقام.

تبيض إناث السلاحف البحرية كل ثلاث سنوات في المتوسط، ومع تقدمها في السن، يتحسن هذا المعدل فتروح تبيض كل سنتين. خلال كل سنة من التكاثر، يمكنها التعشيش حتى خمس مرات، فيما تضع الأنثى الواحدة حتى 100 بيضة في كل عش. على الرغم من موت كثير منها بعد الفقس، الهدف إنتاج أعداد ضخمة من الصغار على أمل أن يعيش بضع منها على أقل تقدير فترة طويلة بما يكفي لإنتاج الجيل التالي من السلاحف البحرية.

حتى القرن الماضي تقريباً، أبلت تلك الإستراتيجية الطبيعية بلاء حسناً جداً بالنسبة إلى السلاحف. تعد هذه المجموعة من الزواحف بعضاً من الأنواع الناجية النهائية على كوكب الأرض، إذ كانت موجودة بنفس الشكل التي هي عليها الآن تقريباً منذ 180 مليون سنة على أقل تقدير.

وكما قال الدكتور باريوس غاريدو: "لقد نجت السلاحف في زمن زوال الديناصورات، والآن يتهددها الخطر. هل نحن كبشر [أثر البشر] أسوأ من نيزك؟" [في إشارة إلى أن أفول الديناصورات مرده إلى اصطدام نيزك بكوكب الأرض].

تبدو المخاطر المباشرة التي تتهدد السلاحف البحرية واضحة. في مختلف أنحاء العالم، تعرضت السلاحف للاستغلال بغرض الحصول على بيضها، واستخراج الزيت منها، والاستفادة من لحومها، ومن قواقعها المعقدة في تركيبتها. كذلك علقت وغرقت في شباك الصيد التجارية عن طريق الخطأ، في حين تزداد المشاكل التي ينطوي عليها التلوث الكيماوي للمحيطات وابتلاع البلاستيك (إذ إن أكياس البلاستيك تشبه قنديل البحر، أحد الأطعمة المفضلة لدى السلاحف). يعد فقدان شواطئ التعشيش جراء امتداد رقعة مشاريع العمران إليها، خصوصاً في المناطق التي يرتادها السياح بكثرة، مشكلة كبيرة أخرى. ولا ننسى طبعاً التلوث الضوئي المذكور آنفاً، الذي يعرض السلاحف للخطر ما إن تخرج من بيضها.

على المدى الطويل، يعتري العلماء قلق أيضاً بشأن التأثير المحتمل لارتفاع درجات الحرارة ومستويات سطح البحر. تحدد درجة الحرارة النسبة بين الجنسين في عش السلاحف، فكلما ارتفعت ازداد عدد الإناث، لذا قد يؤدي الاحترار العالمي إلى اختلال التوازن بين الجنسين ما لم تهاجر السلاحف إلى منطقة على خط عرض مختلف.

وفي الوقت نفسه، يمكن أن يؤدي ارتفاع مستويات سطح البحر إلى فقدان موائل التعشيش، وخسارة عدد أكبر من الأعشاش في حال غمرتها مياه البحر قبل أن يفقس البيض. وقد سبق أن أدى ذلك إلى حالات إخفاق كبيرة في التعشيش في رأس البريدي خلال العامين الماضيين، وفق البروفيسور دوارتي.

في الواقع، يبدو أن النزعة لدى السلاحف البحرية إلى العودة دائماً إلى مناطق التعشيش والتغذية عينها، واعتمادها على شواطئ تعشيش منخفضة، السمتان التطوريتان المشتركتان بين جميع أنواع السلاحف البحرية، تسهمان الآن في تدهورها على المدى الطويل.

التحدي في رأس بريدي           

على الرغم من الحجم الكبير لحركة السلاحف فيها، تواجه منطقة رأس بريدي مجموعة من التحديات الخاصة، مردها إلى موقعها القريب من التجمعات البشرية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تتمثل إحدى المشكلات في أن زوار المنطقة يقودون سياراتهم على طول الشاطئ، ما يمثل كارثة محتملة بالنسبة إلى السلاحف. لأن القيادة هناك تشكل ضغطاً على الرمال حيث تقبع أعشاش الصغار.

يقول الدكتور باريوس غاريدو، إن "أنثى السلاحف تحفر في الرمال عندما تضع بيضها، ما يجعلها أكثر ليونة كي تتمكن صغارها من التنفس وحفر طريقها إلى الخروج. أما عندما تضغط على الرمال، حتى ولو بقدميك إذ تمشي عليها، يصبح من الصعب على الفراخ أن تتنفس تحت الرمال وأن تخرج منها. وإذا قدت السيارة على رمال الشاطئ، فستكون العواقب أكثر سوءاً، حتى أن البيض ربما يتهشم".

أما مشاريع التطور العمراني التي تشهدها المنطقة الساحلية، من بينها تشييد الطرقات والجدران الجديدة في المصنع القريب "ينبع للإسمنت"، فقد تعدت أيضاً على مناطق تعشيش السلاحف في السنوات الأخيرة، وفق مدير المشروع الدكتور ريكاردو أوليفيرا رامالهو. يقول في هذا الصدد: "وجدنا أن إناث السلاحف تحاول التحرك بعيداً عن الشاطئ، وربما تبحث عن مكان مثالي لحفر أعشاشها، وتضطر إلى عبور الطرق أو ينتهي بها الأمر بالسير على طول الجدار المحيط بشركة الأسمنت قبل أن تعود إلى الشاطئ".

كذلك يمثل غبار الأسمنت الآتي من المصنع مشكلة أخرى. وجدت دراسة تعود إلى عام 1999 أن نحو 120 طناً من غبار الأسمنت المعالج جزئياً يصل على الشواطئ القريبة كل يوم، وعند ملامسته الرمل الرطب يتصلب ويشكل قشوراً سميكة. فقط 40 في المئة من فراخ السلاحف خرجت بنجاح من أعشاش مغطاة بتلك القشرة. ولحسن الحظ، عندما أزيلت تلك القشرة، ارتفع معدل النجاح إلى 80 في المئة.

منذ نشر تلك الدراسة، تثابر "شركة أسمنت ينبع" على توظيف أموال في أنظمة لتهدئة الغبار في مصنعها بغية خفض كمية غبار الأسمنت الذي يطلقه المصنع نحو شاطئ رأس البريدي. كذلك باتت إحدى الجهات المعنية الرئيسة في جهود الحفاظ على المنطقة بفضل مؤسسة "باء".

في الواقع، منذ انطلقت مبادرة الحفاظ على السلاحف البحرية في رأس البريدي، أدت مؤسسة "باء" دوراً فاعلاً في الربط بين جميع الجهات المعنية في المنطقة سواء كانت في القطاع العام أو الخاص كي تتمكن من التعاون لحماية السلاحف البحرية في رأس بريدي بشكل فاعل. يعمل الشركاء معاً على زيادة الوعي حول التهديد الذي تطرحه الأنشطة البشرية على تعداد السلاحف في رأس البريدي. ومن المقرر أيضاً توظيف عدد من الأشخاص كي يتولوا الإشراف على تدابير حماية السلاحف المعمول بها حالياً وتنفيذها، فيما يراقبون أنشطة تكاثر السلاحف وتعشيشها.

كذلك استعانت المؤسسة بوزارة الدفاع السعودية، التي أقامت أسواراً جديدة حرصاً منها على منع الناس من دخول الشاطئ في سياراتهم، فيما تولت وزارة البيئة والمياه والزراعة مهمة الإشراف على المشروع.

في سياق متصل، يقول بدر الربيعة، المدير التنفيذي لمؤسسة "باء" إن لكل فريق تخصصه، فيما تتعاون الفرق كافة في سبيل إعلاء جهودنا المبذولة في الحفاظ على البيئة إلى مستوى المعايير العالمية".

البحث عن حلول

بصرف النظر عن التصدي للتهديدات الأكثر إلحاحية في المنطقة، تغطي جهود الحفظ في رأس بريدي أيضاً مبادرات تشتمل على البحوث والتعليم والعمل.

مثلاً، في مقدور أنصار حماية البيئة أن ينقلوا البيض من الأعشاش المهددة بالخطر لأي سبب كان، ووضعها في مكان للتفريخ في الموقع. هناك، يعملون على مراقبة معدلات الحضانة والفقس عن كثب. وعندما تخرج صغار السلاحف من بيضها، يمكن إطلاقها مجدداً إلى الشاطئ وتوجيهها إلى البحر لمنحها أفضل الفرص للبقاء على قيد الحياة.

بالنسبة إلى إجراء البحوث، فيعتبر عنصراً رئيساً في مشروع حفظ السلاحف، إذ تساعد البيانات التي يصار إلى جمعها العلماء لدى شركة المنارة للتطوير وفي "جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية" على فهم بيئة هذا النوع الحي بشكل أفضل، من ثم توفير الطريقة الملائمة لمساعدتها أكثر على البقاء على قيد الحياة.

 

كذلك سيجري المشروع أيضاً دراسات للتأكد مما إذا كان تآكل [انحسار رماله] الشاطئ، علماً أنه تهديد آخر يمكن أن يقلل من المساحة المتاحة لتعشيش السلاحف، يرتبط بارتفاع مستويات سطح البحر أو ما إذا كان يمثل مشكلة محلية أكبر. إضافة إلى ذلك، سينهض العلماء قريباً بتقييم يحدد الخطوات اللازمة لتحسين المستوى الحالي للشاطئ في ما يتصل بالتعشيش، كما يقول الدكتور رامالهو.

أما العنصر الأخير، فيتمثل في برنامج التوعية والتعليم البيئي، خصوصاً بالنسبة إلى التلاميذ في المدارس المحلية. من المأمول تنفيذ رحلات لهم إلى الموقع، وحتى تركهم يشاهدون السلاحف خلال خروجها من أعشاشها، علماً أنه الحدث البري الأكثر سحراً في العالم الطبيعي. كذلك يمكن تنظيم جولات لعامة الناس في المستقبل. إنها طريقة ممكنة لتوعيتهم بأهمية الحفاظ على السلاحف والعناية بها.

حفظ السلاحف والنظام الإيكولوجي كله

وفق الدكتور باريوس-غاريدو، يكتسي الحفاظ على مستقبل طويل الأمد لموضع تكاثر السلاحف في رأس بريدي أهمية كبيرة، وليس بالنسبة إلى هذه الزواحف فحسب. ينقل وجودها الفوائد من قاع البحر (حيث تتغذى) إلى الشواطئ لأنها تساعد في إطعام الكائنات الأخرى داخل النظام الإيكولوجي عبر بيضها وصغارها. ومعلوم أن موسم تكاثرها طويل، إذ يستمر ستة أشهر من أبريل (نيسان) حتى نوفمبر (تشرين الثاني). في الواقع، إنها تشكل أنواعاً أساسية لنظام إيكولوجي كامل، ما يحفز إنتاجية الموائل بأسرها.

ويضيف الدكتور رامالهو: "إنها تعمل بشكل جيد جداً كمظلة لحفظ أنواع حية أخرى أيضاً. يحدونا أمل في أن نبرهن بأن في مقدور الإجراءات الصغيرة التي يخطط البرنامج لتنفيذها أن تصنع فارقاً كبيراً. أن تخرج 100 سلحفاة من عش واحد إلى البحر بدلاً من 50 سلحفاة، فنحن إزاء زيادة بنسبة 100 في المئة".

يؤيد الدكتور باريوس غاريدو كلام زميله موضحاً أننا "إذا أردنا إنقاذ السلاحف، علينا أن نعمل على زيادة عدد الصغار التي تتمكن من النجاة. علينا أن نواصل اتخاذ التدابير اللازمة للحد من الصيد العرضي في مصايد الأسماك، وخفض التلوث في البحر، ولكن التدبير الأهم زيادة معدلات بقاء صغار السلاحف على قيد الحياة. بعد أن تدخل البحر، ستواجه أسماك قرش، وأخطبوطات، وفي هذه الحال لا نستطيع القيام بكثير لإنقاذها".

"الآن، كل شيء رهن بالبشر، بأفعالهم الجيد منها والسيئ"، موضحاً أنه "في المستقبل، أريد أن أنظر إلى ابنتي وأقول إنني بذلت قصارى جهدي. أريد أن أشعر أنني على ما يرام تجاه هذا الأمر".

في نهاية المطاف، السلاحف موجودة منذ ملايين السنين. وكما يسأل الدكتور باريوس غاريدو، هل نريد حقاً أن نكون طرفاً في اندثارها؟

*مبادرة السعودية الخضراء نهج حكومي شامل في المملكة العربية السعودية لمكافحة تغير المناخ.

© The Independent

المزيد من بيئة