أكد مؤلف "ملف ستيل" Steele Dossier المشين المكون من مذكرات تتضمن عدداً من الادعاءات التي لم يجرِ التحقق منها في ما يتعلق بالرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، صحة تلك المزاعم. وفي مقابلة تلفزيونية جديدة أجريت معه، رجح ستيل وجود ما يسمى شريط "كومبرومات" Kompromat [تعبير روسي يعني "المساومة"، ويرمز إلى معلومات مضرة عن سياسي ما، يمكن استخدامها للدعاية السلبية أو الابتزاز] الذي يزعم أنه يحوي لقطات تظهر تورط ترمب في تصرف مشين مع بنات هوى.
ويشار إلى أن كريستوفر ستيل عميل سابق في جهاز الاستخبارات الخارجية للمملكة المتحدة "أم آي 6" MI6، وقد تولى إدارة مكتب ذلك الجهاز في روسيا أعواماً عدة. وفي مقابلة أجراها معه جورج ستيفانوبولوس على قناة ABC الأميركية، رجح ستيل أن يكون ذلك الشريط المسجل عن ترمب "ما زال موجوداً"، لكنه أوضح أنه لا يمكنه أن يجزم "100 في المئة" وبيقين، أن يكون مثل ذلك الشريط في حوزة روسيا، أو أي كيان سياسي آخر.
ورداً على سؤال مباشر وجهه ستيفانوبولوس إلى ستيل جاء فيه حرفياً، "هل ما زلت اليوم تعتقد أن هذا الشريط موجود؟"، أجاب الجاسوس السابق، "أعتقد أنه أمر محتمل، لكن لا يمكنني أن أؤكد أن نسبة اليقين هي 100 في المئة".
وتذكيراً، فلطالما جادل حلفاء الرئيس الأميركي السابق ترمب زوراً بأن ملف الادعاءات بما فيها مزاعم عن "شريط التبول" الصادم، شكل أساس التحقيق الذي أجراه "مكتب التحقيقات الفيدرالي" FBI بشأن حملة دونالد ترمب سنة 2016. وقدم كبار مسؤولي الاستخبارات شهادات مفادها أن المسألة نابعة في الواقع من تعليقات أدلى بها المسؤول في حملة ترمب لأحد الدبلوماسيين الأستراليين، الذي عمد بعد ذلك إلى تنبيه السلطات الأميركية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي سياق تلك المقابلة نفسها، ذهب الجاسوس السابق كريستوفر ستيل إلى حد الدفاع عن صحة عدد من تلك المزاعم الواردة في ذلك الملف، ولم يجرِ التثبت منها، بما فيها الادعاء الذي نفاه مايكل كوهين المحامي الشخصي السابق لترمب، بأنه سافر إلى براغ، عاصمة جمهورية التشيك في 2016، والتقى هناك بمسؤولين من الكرملين.
وفي الوقت نفسه، أظهر ستيل تراجعاً وأقر بأن "ليس كل ما ورد" في الملف في ما يتعلق بترمب، وصل إلى أن يكون صحيحاً. وفق كلماته، "أنا مستعد لتقبل أن ليس كل ما ورد في الملف دقيق بنسبة 100 في المئة. إلا أنني ما زلت غير مقتنع بعدم صدقية هذا الادعاء تحديداً [عن شريط كومبرومات]".
تجدر الإشارة إلى أن ملف ستيل أحدث عاصفةً ناريةً عندما نشر في أوائل 2017 على الموقع الإلكتروني الإعلامي "باز فيد نيوز" BuzzFeed News، إبان تولي ترمب مهام منصبه. وفي ذلك الحين، أفضى الملف إلى صدور اتهامات للرئيس السابق من قبل الذين يعتقدون بنظريات المؤامرة من ذوي الميول اليسارية، بأنه يعمل إرادياً لمصلحة روسيا وأنه جاسوس للكرملين.
وقد تسبب ذلك في توجيه أعضاء من الحزب الجمهوري مجموعةً واسعة من الانتقادات إلى كبار المسؤولين في "مكتب التحقيقات الفيدرالي" الأميركي ووزارة العدل، إلى جانب إصرار أولئك الأعضاء على أن تلك المزاعم لم تكن العامل الرئيس الذي أدى إلى التحقيق في حملة ترمب. وكذلك أشاروا إلى أن شركة "فيوجن جي بي أس" Fusion GPS، مجموعة بحثية معارضة عملت في السابق لمصلحة الحزب الديمقراطي، قد فبركت تلك المزاعم.
© The Independent