Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

7 حقائق لفهم جميع جوانب الاتفاق النووي الإيراني

استفادت طهران من الإفراج عن بعض أموالها المجمدة في دعم مليشيات تتبعها

صورة إرشيفية للرئيس الأميركي دونالد ترمب وهو يوقع على إعادة العقوبات على إيران (رويترز)

 

تم في 14 يوليو (تموز) من العام 2015 التوصل إلى اتفاق تاريخي في فيينا بين إيران والمجتمع الدولي، يحدد سبل استخدام طهران للطاقة النووية لأغراض سلمية بعد 12 عاماً من مفاوضات مريرة. وفي العام 2018 أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق واصفاً إياه بأنه "أسوأ صفقة وقعت عليها الولايات المتحدة على الإطلاق." وبعد عام من التخلي الأميركي عن الاتفاق النووي، علقت إيران بعض التزاماتها بموجبه. وللذين لم يتابعوا التحولات التي طرأت على هذا الملف منذ العام 2002، في ما يأتي أجوبة على أبرز 7 أسئلة مطروحة:

1- ما هو البرنامج النووي الإيراني؟

في العام 2002، بدأ المجتمع الدولي يشك في أن إيران ترغب في امتلاك أسلحة نووية، وكان قلقا حيال ذلك. وقد كشف المنشق الإيراني، علي رضا جعفر زاده، أن بلاده تبني خفيةً موقعاً لتخصيب اليورانيوم في نطنز، ومنشأة للمياه الثقيلة في آراك. هذه المعلومات أكدتها صور أقمار اصطناعية، دفعت بالأميركيين إلى اتهام السلطات الإيرانية بتطوير "أسلحة دمار شامل" سرّا، وذلك في مرحلة ما بعد هجمات "11 سبتمبر (أيلول) 2001." وأكدت كذلك أعمال التفتيش التي أجرتها "الوكالة الدولية للطاقة الذرية" تلك المخاوف. وفي الأعوام التالية، سعت طهران صراحةً إلى تطوير برنامجها ولم تتردد في إعلان ذلك عندما أكد رئيسها محمود أحمدي نجاد في العام 2006 أن "إيران قد انضمت إلى الدول النووية،" مع ضمان أن برنامجها سيبقى محصوراً في الاستخدام المدني.

2- ماذا ينص عليه الاتفاق النووي؟

الاتفاق المؤلف من 100 صفحة، يستند إلى ثلاث ركائز: تقييد البرنامج النووي الإيراني بمدة زمنية أقلها 10 سنوات، ورفع العقوبات عن طهران وتشديد ضوابط الرقابة على منشآتها. يتمثل المبدأ في الحد من عدد الأماكن التي يجب فحصها وتفتيشها، وفي الوقت نفسه تحديد المواد التي ستتم مراقبتها من خلال فرض سقوف.

والمواد المقصودة هنا هي اليورانيوم والبلوتونيوم. فالمطلوب هو الحد من تخصيب اليورانيوم ومن إنتاج البلوتونيوم. ولتحقيق ذلك، يتم تعديل مفاعل آراك للمياه الثقيلة لمنع إيران من  امتلاك القدرة على إنتاج البلوتونيوم لأغراض عسكرية. في المقابل، يتم رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران تدريجيا، بما في ذلك تحرير الأصول المجمدة في الخارج والتي تمثل نحو 150 مليار دولار. وقد استفادت طهران مباشرة من الجولة الأولى من رفع العقوبات في يناير (كانون الثاني) العام 2016، ولا سيما في مجال زيادة النمو في اقتصادها، ودعم مليشياتها في المنطقة لزيادة نفوذها.

3- لماذا تريد إيران الطاقة النووية؟

أولاً للرغبة في امتلاك سلاح نووي بعد نتائج حربها مع العراق (1980-1988)، التي طبعت نظامها الجديد آنذاك المنبثق عن "الثورة الإسلامية" في العام 1979. والسبب الرئيسي الذي تعلنه طهران هو تنامي القدرات النووية لإسرائيل التي تعتبرها هي وحلفاؤها "العدو الكبير." ويمكن القول إن السعي الإيراني هذا ينم عن رغبة في الجلوس ضمن نادي القوى التي تمتلك طاقة نووية، كي يكون لـ "الجمهورية الإسلامية" تأثير أكبر في الساحتين الإقليمية والدولية.

4- هل يحق لإيران الحصول على تكنولوجيا نووية؟

للاستخدام المدني، نعم. أما للاستعمال العسكري، فلا. وفي الممارسة العملية، تتكون الطاقة النووية المدنية من تخصيب اليورانيوم الطبيعي بنسب صغيرة نسبياً (ما بين 3 و5٪)، ما يكفي لإحداث تفاعل انشطاري في مفاعلات محطة الطاقة النووية. وتمتلك إيران فعلاً محطة طاقة نووية للاستخدام المدني على أراضيها، اسمها بوشهر، في جنوب البلاد. وتخطط لبناء محطة ثانية بالقرب من الحدود العراقية. أما في ما يتعلق بالاستخدام العسكري للطاقة النووية، فيكون بتخصيب اليورانيوم إلى 90٪ من خلال عملية أكثر تعقيداً وأطول وأكثر كلفة. وفي ما يتعلق بإيران، يتم تنظيم استخدام هذا الجانب بشكل صارم بموجب "معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية" TNP الموقّعة العام 1986، والتي دخلت حيز التنفيذ في العام 1970. هذه المعاهدة تقتصر على 5 دول هي: الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة والصين والاتحاد السوفييتي سابقا، روسيا حاليا. ويمكن لإيران التي وقعت على هذه المعاهدة وصادقت عليها، تخصيب اليورانيوم لأغراض مدنية فقط، شرط أن تقبل الإشراف الدولي لـ "الوكالة الدولية للطاقة الذرية" على أنشطتها.

5- هل كانت طهران قريبة فعلاً من الحصول على قنبلة نووية؟

يقول الديبلوماسيون الذين شاركوا في محادثات فيينا والذين يدافعون عن الاتفاقية، إن الإيرانيين كانوا على أي حال على وشك تصنيع القنبلة، وكان بالتالي من الملحّ نزع فتيل النزاع المتصاعد الذي دام قرابة عقد من الزمن. وبرأي الخبراء، إن فرض عقوبات دولية ملزمة على نحو متزايد أدى إلى إبطاء تطوير البرنامج النووي الإيراني، لكنه لم يوقفه. وخلال المفاوضات الأولى، في العام 2003 ، كان لدى إيران 160 جهاز طرد مركزي فقط لمعالجة اليورانيوم، مقارنة بما يقرب من 20 ألف جهاز لاحقا. في العام 2009، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" عن تقرير سريّ وضعته "الوكالة الدولية للطاقة الذرية،" تؤكد فيه أن "إيران اكتسبت معرفة كافية لتكون قادرة على تطوير وتصنيع قنبلة ذرية."

6- لماذا استغرقت المفاوضات 12 عاما؟

بدأت أول مفاوضات لإقناع طهران بالتخلي عن برنامجها النووي في العام 2003، بمبادرة من 3 دول أوروبية هي: فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة. وبعد فترة من التعاون، دخلت مرحلة توتر في العام 2005 على أثر انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد، الذي تبنى موقفاً متشدداً مطالباً بحق بلاده في تطوير برنامج نووي مدني. في العام 2006، توسعت المفاوضات لتشمل الولايات المتحدة والصين وروسيا، التي شكلت مع الأوروبيين "مجموعة 5+1" (الأعضاء الخمسة في مجلس الأمن زائد ألمانيا). مع تدهور المحادثات، وجهت الأمم المتحدة تحذيرات عدة إلى إيران وفرضت عليها عقوبات دولية. عادت الأطراف إلى المفاوضات فقط، بعد تغيير محمود أحمدي نجاد ومجيء حسن روحاني، في العام 2013. استغرق الأمر أقل من عامين للتوصل إلى "اتفاق مبدئي" في جنيف في 24 نوفمبر (تشرين الثاني) 2013، أما التسوية النهائية فكانت في 14 يوليو 2015 في فيينا.

7- هل يعني هذا أنه من المؤكد أن إيران لن تمتلك قنبلة نووية؟

لا، من المفترض أن يمنع الاتفاق من صنع قنبلة نووية إيرانية، لكن ليس هناك ما يشير إلى أن القادة الإيرانيين الراهنين أو المستقبليين لن يعاودوا الكرّة بإحياء برنامج عسكري سرّي. مع ذلك، راهن مؤيدو الاتفاقية على أنه من المفيد رفع العقوبات الدولية عن طهران، والإفراج تدريجياً عن أصولها العالقة في الخارج، وتبريد العلاقات مع الولايات المتحدة، بدلاً من تركها معزولة تعمل في مجال التخصيب للاستخدام العسكري. لكن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق الذي أعلنه الرئيس دونالد ترامب وزيادة العقوبات الأميركية أخيراً على طهران فتحا الباب مجدداً أمام مرحلة عدم اليقين في هذا الملف.

المزيد من الشرق الأوسط