Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل أبعدت "الصور" تبادل الأسرى بين "حماس" وإسرائيل؟

يأتي هذا الحراك بالتزامن من الذكرى العاشرة لإنجاز صفقة تبادل الجندي جلعاد شاليط بنحو 1027 أسيراً فلسطينياً

سجن "أيالون" الإسرائيلي قرب تل أبيب (رويترز)

بعد انتهاء جولات حوار حركة "حماس" مع مسؤولي جهاز الاستخبارات المصرية في العاصمة القاهرة، والذي كان أحد ملفاته صفقة تبادل أسرى مع إسرائيل، نشرت "كتائب القسام"، جناحها العسكري، صورتين لأربعة أسرى إسرائيليين محتجزين لديها في قطاع غزة.

وعادةً ما تهدف "حماس" من وراء نشر صور المحتجزين لديها، تحريك مشاعر عائلات الأسرى الذين يضغطون على حكومة تل أبيب، والذين أعطاهم رئيس الحكومة، نفتالي بينيت، حق الزيارة والاستفسار من خلاله مباشرة عن أي معلومات متعلقة بذويهم.

مشاعر عائلات المحتجزين

هذه ليست المرة الأولى التي تحاول فيها "حماس" تحريك ملف صفقة التبادل، بنشر وسائط متعلقة بمصيرهم، بل سبق أن بثت تسجيلاً صوتياً لأحد المحتجزين يطالب فيه حكومة إسرائيل بالعمل الجاد للإفراج عنه، وذات مرة، لمحت إلى أن الجندي آرون شاؤول على قيد الحياة، ونشرت مقطعاً مصوراً له أثناء احتفاله في عيد ميلاده وحيداً من دون مشاركة أقاربه.

لكن الجديد في هذه الصورة، أنها جاءت بعد جولة طويلة من المباحثات، أجراها أعضاء مكتب حركة "حماس" السياسي في القاهرة لبحث ملفات مختلفة من بينها صفقة التبادل. ويأتي هذا الحراك بالتزامن من الذكرى العاشرة لإنجاز صفقة تبادل الجندي جلعاد شاليط بنحو 1027 أسيراً فلسطينياً.

ويرى مراقبون سياسيون وإسرائيليون أن نشر صورة المحتجزين دلالة إلى أن وفد تل أبيب المفاوض لم يحرز أي تقدم حقيقي في صفقة التبادل، وأن الملف ما زال يراوح مكانه من دون اختراق حقيقي، لذلك تحاول "حماس" الضغط على حكومة بينيت عبر عائلات المحتجزين التي ترغب في إتمام الصفقة بغض النظر عن الثمن المطلوب.

الثمن

وما يؤكد أن صفقة تبادل الأسرى ما زالت تراوح مكانها، حديث رئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية في "حماس"، خليل الحية، الذي قال، "إذا دفعت إسرائيل الثمن المطلوب، فإن حركته جاهزة لصفقة تبادل أسرى"، والواضح أن نقطة الخلاف بين الجانبين تتمثل في عدد الأسرى ونوعية المراد الإفراج عنهم، وفي ما يخص الثمن الذي يجب أن تدفعه إسرائيل، يقول رئيس الوزراء الإسرائيلي إنه يعتمد على الظروف في إتمام صفقة التبادل، لكنه لن يعارض على الدوام إطلاق سراح أسرى أيديهم ملطخة بدماء إسرائيليين.

وفي الوقت نفسه، يظهر بينيت تساهلاً في مباحثات الصفقة، ويطرح على "حماس" خيار الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين الأمنيين بدل الملطخة أيديهم بالدماء، ويقول، "لا أتعهد بعدم الإفراج عن الأسرى الأمنيين كجزء من صفقة مقبلة".

وتبدو نقطة الخلاف بأن "حماس" ترغب في إطلاق سراح أسرى فلسطينيين قتلوا إسرائيليين أو شاركوا في عمليات ضدهم إلى جانب أولئك الستة الذين حاولوا الفرار من سجن "جلبوع"، في وقت تعارض فيه قيادة تل أبيب ذلك على قاعدة أنها لن تكرر ما جرى في صفقة شاليط 2011.

وأشار القيادي في حركة "حماس"، عاطف عدوان، إلى أن إسرائيل تحاول اعتماد معايير جديدة غير التي تمت في الصفقة الماضية، ولا تنظر إلى ضرورة عودة أسراها إلى بيوتهم، وتقدم المصالح الحزبية على المصالح العامة للإسرائيليين، لافتاً إلى أن بينيت يظهر تشدداً في هذه القضية.

عقاب الأسرى الفلسطينيين

وفي وقت يتحرك فيه ملف صفقة التبادل ببطء، فرضت مصلحة السجون الإسرائيلية إجراءات عقابية مضاعفة بحق الأسرى الفلسطينيين، ودخل عدد منهم في إضراب عن الطعام للضغط على إدارة المعتقلات لوقف الانتهاكات التي وصفها نادي الأسير بأنها مخالفة للقوانين وجسيمة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتعمل "حماس" على مساواة الأسرى في السجون، إذ نشرت صورة أخرى للمحتجزين لديها، وكتبت عليها، "أسرانا اقترب موعد تحريركم"، في وقت قرأها فيه مراقبون سياسيون بأنها دلالة إلى إحراز تقدم في عملية التبادل التي يتم التفاوض حولها في القاهرة.

ويقول خليل الحية، إن حركته هي مع الأسرى في السجون، ولن تتركهم، ولن يرى المحتجزون لدى "حماس" النور، إلا بعد أن تدفع إسرائيل الثمن المطلوب، و"القسام" جاهز لإبرام صفقة تبادل إذا دفع بينيت الاستحقاق.

وسيط ألماني

وتتمثل الخطة في الإفراج عن المحتجزين لدى "حماس" مقابل أن تطلق إسرائيل سراح قائمة من الأسرى الفلسطينيين إلى جانب المعاد اعتقالهم بعد تحرير أسرى في صفقة شاليط، أو على مرحلتين: الخطوة الأولى تقدم "حماس" فيديو موثوقاً حول مصير الأسرى الأربعة لديها مقابل إفراج تل أبيب عن كبار السن والمرضى وأسرى شاليط، وتعقب ذلك الخطوة الثانية في إجراء عملية التبادل الموسعة.

وتفيد المعلومات بأن ألمانيا دخلت على خط الوساطة بين إسرائيل و"حماس" لتنفيذ صفقة أسرى بينهم إلى جانب مصر، وجاء ذلك بعد أن التقت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في تل أبيب مع رئيس الحكومة، نفتالي بينيت، ووزير الدفاع بيني غانتس، ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي إيال حالوتا الذي يقود عبر القاهرة مفاوضات تبادل الأسرى.

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط