Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

استطلاع يدعو التنفيذيين للاستيقاظ وجذب المواهب

المرونة والتدريب والمكافأة والاتصال بشفافية حلول سد الفجوة بين التنفيدين والموظفين

تؤكد دراسة حديثة على وجوب بذل مزيد من الجهد لإعادة تصميم أماكن العمل التي يمكنها جذب أفضل المواهب (غيتي)

أبرزت دراسة أجراها "منتدى مستقبل النبض الجديد" الفجوة بين تفضيل المديرين التنفيذيين والموظفين العاديين العودة إلى مكاتب العمل.

 وتعد نتائج استطلاع المنتدى الصادرة حديثاً، بمثابة دعوة عاجلة للاستيقاظ للمديرين التنفيذيين، تؤكد على وجوب بذل مزيد من الجهد لإعادة تصميم أماكن العمل التي يمكنها جذب أفضل المواهب وأكثرها تنوعاً وتمكينها والاحتفاظ بها.

وتوصلت الدراسة التي أجريت في الفترة بين 28 يوليو (تموز) إلى 10أغسطس (آب) 2021، إلى ثلاثة مبادئ توجيهية يمكن لجميع المديرين التنفيذيين الالتزام بها وهي "تبني المرونة حيث تحتل المرتبة الثانية بعد التعويض في ما يتعلق بما يهم الموظفين من أجل الرضا الوظيفي، وشمول التدريب والمكافآت من خلال منح المديرين التدريب، والدعم الذي يحتاجون إليه للتطور من حراس بوابات المعلومات إلى مدربين شاملين، وبناء الاتصال من خلال الشفافية عندما يتعلق الأمر بالإبلاغ عن قرارات سياسة العمل في مرحلة ما بعد الجائحة ولماذا تم اتخاذها".

مصدر ذلك، دراسة استجاب لها نحو 10569، من ست دول، أشارت إلى ارتفاع رضا التنفيذيين الوظيفي بشكل ملحوظ يصل نحو 62 في المئة مقارنة مع الموظفين غير التنفيذيين.

في السياق نفسه يرجع الاستشاري النفسي عبدالله الوايلي أسباب رضا أغلب المديرين التنفيذيين في العودة لمكاتبهم مقارنة مع 17 في المئة يفضلون العمل عن بعد إلى"الصراع الداخلي بين التنفيذيين والموظفين العاديين".

ويضيف، "لا يقتصر الأمر على فترة جائحة كورونا، بل بشكل عام. نسبة كبيرة من المديرين التنفيذيين يجهلون أولوياتهم، التي هي الموظفون من خلال سياسة عادلة، يتعاملون معهم كوحدة واحدة من خلال نظام موحد من دون تمييز. الموظفون يعانون من التحيز والمحاباة، والموظفون  يختلفون كما تختلف قدراتهم، ويجب مكافأة المجتهد ومحاسبة المتخاذل، لكن أغلب الموظفين يجهلون مهام وأولويات المديرين، بينما التنفيذيون يحتاجون للسلطة وذلك ينطبق على فئة محددة".

وبالعودة إلى تفاصيل الدراسة فقد وجدت، أنه بعد طلب بعض الشركات في الربع الأخير من العام الماضي، من الموظفين العودة إلى المكاتب "لوحظ ارتفاع الرضا العام للمديرين التنفيذيين عن بيئة عملهم بنسبة 3 في المئة، في حين انخفض رضا الموظفين بنسبة 5 في المئة". وكشفت الدراسة أن تفضيل المديرين التنفيذيين للعودة إلى المكتب يهدد رضا الموظفين والاحتفاظ بهم، لا سيما النساء والآباء العاملين والأشخاص ذوي البشرة العادية مقارنة مع ذوي البشرة السوداء.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أفضت نتيجة الاستطلاع إلى أن بعض المديرين التنفيذيين العاملين في مجال المعرفة عن بعد حالياً، "يرغبون في العودة إلى مكاتبهم بدوام كامل أكثر بثلاث مرات تقريباً من الموظفين غير التنفيذيين، ذلك بسبب هشاشة خبرة موظف عمال المعرفة".

وبينت أيضاً، رغبة 57 في المئة من العاملين في مجال المعرفة العلمية العالمية في البحث عن وظيفة جديدة في العام المقبل، وسط مخاطرة فقدان الشركات لأفضل المواهب.

البحث عن وظائف جديدة

 تشير الدراسة إلى أن 57 في المئة من العاملين في مجال المعرفة منفتحون على البحث عن وظيفة جديدة في العام المقبل بزيادة طفيفة عن الثلاثة أشهر الماضية، إذ لا يرغب 76 في المئة من الموظفين في العودة إلى العمل المكتبي بدوام كامل ما يدعو للقلق، وبحسب التقرير فإن معظم المديرين التنفيذيين  بنسبة 66 في المئة يقولون انهم "يصممون سياسات القوى العاملة لشركاتهم بعد الجائحة مع القليل من المدخلات المباشرة مع الموظفين أو من دونهم".

سد الفجوة وجذب المواهب

قال بريان إليوت، المدير التنفيذي لمنتدى المستقبل، "يبدو منظر المكتب مختلفاً عن القمة. بينما يطرق المسؤولون التنفيذيون الباب للعودة إلى مكاتبهم في الزاوية، يطالب الموظفون غير التنفيذيين بالمرونة في مكان وزمان عملهم. يجب على الشركات بذل مزيد من الجهد لسد هذه الفجوة من أجل جذب أفضل المواهب والاحتفاظ بها".

الانقسام بين الموظفين والتنفيذيين

يُظهر الاستطلاع أن أكثر من ثلثي المديرين التنفيذيين أي  68 في المئة يرغبون في العمل في المكتب معظم الوقت أو طوال الوقت. 

من بين هذه المجموعة، أفاد 59 في المئة أن شركتهم تخطط لإعادة الموظفين إلى المكتب في معظم أو كل أسبوع العمل. 

تتناقض وجهة النظر التنفيذية هذه بشأن العودة إلى المكتب بشكل حاد مع تفضيلات الموظفين في ما يتعلق بالمرونة، إذ إن 76 في المئة منهم  يريدون المرونة في مكان عملهم.

الانقسام بين المديرين التنفيذيين والموظفين صارخ بشكل خاص بين أولئك الذين يعملون حالياً عن بعد بشكل كامل.

 ما يقرب من نصف المديرين التنفيذيين في هذه المجموعة 44 في المئة يريدون العمل من المكتب يومياً، مقارنة مع 17 في المئة  من الموظفين، علاوة على ذلك يقول 75 في المئة من المديرين التنفيذيين الذين يعملون حالياً عن بُعد بشكل كامل، إنهم يريدون العمل من المكتب ثلاثة إلى خمسة أيام في الأسبوع ، مقابل 34 في المئة فقط من الموظفين.

وقال 81 في المئة من المديرين التنفيذيين، إن قيادة شركاتهم "شفافة بشأن مشاركة التطورات الجديدة التي تؤثر على الشركة"، لكن 58 في المئة فقط من الموظفين يوافقون على ذلك.

تؤكد الدراسة أهمية سياسات العمل المرنة للأشخاص الملونين والنساء والآباء العاملين، إذ أظهر الموظفون السود، على وجه الخصوص، مكاسب في الشعور بالانتماء أثناء العمل عن بُعد وأعربوا عن تفضيلهم القوي للعمل المرن. قال واحد وثمانون في المئة من المستجيبين السود إنهم يريدون المرونة في مكان عملهم، مقارنة مع 75 في المئة من المستجيبين البيض.

وفي ما يتعلق بوقت عملهم، يريد 66 في المئة من المشاركين السود جدولاً مرناً بالكامل أو في الغالب، مقارنة  مع 59 في المئة من المستجيبين البيض. 

قالت إيلا واشنطن، عالمة النفس التنظيمي والأستاذة في كلية ماكدونو لإدارة الأعمال في جامعة وجرجتاكن "تظهر الدراسات أن عديداً من المديرين التنفيذيين يتمسكون ببقايا الماضي ويفشلون في رؤية ذلك كنقطة انعطاف في القوى العاملة".

وأضافت، "إذا لم ينتبه أصحاب العمل واتخذوا إجراءات لإعادة إنشاء أفضل ما تعلمناه من العمل الافتراضي في المكتب وفي بيئات العمل المختلطة، فإن فرص عدم المساواة يمكن أن ترتفع بشكل كبير."

يستطلع منتدى مستقبل النبض الجديد كل ثلاثة أشهر بمسح يُجرى على أكثر من عشرة آلاف من العاملين في مجال المعرفة في الولايات المتحدة وأستراليا وفرنسا وألمانيا واليابان والمملكة المتحدة .

وأوضحت التقارير الأربعة الصادرة خلال العام الماضي "رغبة الموظفين في استمرار العمل المرن الثابت، وهناك عدد متزايد من الموظفين على استعداد لفعل أي شيء للاحتفاظ بهذه المرونة".

المزيد من تقارير