Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

وزير سابق: سينقسم حزب المحافظين إذا قاده بوريس جونسون للانسحاب من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق

تفيد استطلاعات الرأي أن وزير الخارجية السابق هو المرشح الأوفر حظاً بكثير لخلافة تيريزا ماي

رئيسة الوزراء البريطانية تواجه انتقادات على محاولاتها عرض اتفاقية الخروج من الاتحاد الاوروبي على البرلمان للمرة الرابعة (أ.ف.ب) 

حذر وزير سابق من أن حزب المحافظين البريطاني الحاكم سيتحول إلى أحزاب لامجال لرأب الصدع بينها نهائياً في حال انتخاب بوريس جونسون زعيماً لحزب المحافظين على خلفية تعهده  بإخراج  بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق.

يُذكر أن وزير الخارجية السابق قد اثبت أنه المرشح الذي يحظى بالتأييد الأوسع  للفوز في انتخابات الزعامة  التي تتوقع الأوساط السياسية إجراءها في غضون اسابيع، والحلول محل تيريزا ماي في رئاسة الوزراء.

وجاء التحذير في الوقت الذي تتهيأ رئيسة الحكومة لإلقاء خطاب هذا الأسبوع حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، بغرض تقديم  "عرض جريء" للنواب، حسبما ذكر مصدر حكومي ، وذلك في محاولة أخيرة لحشد الدعم لمشروعها الذي يعاني من مأزق صعب في مجلس العموم.

وأظهر استطلاع للرأي أجري بعد فترة وجيزة من تأكيد جونسون في يوم الخميس ترشحه، أن رئيس الدبلوماسية البريطانية السابق يحظى بتأييد 39 % أعضاء الحزب ، متفوقاً بفارق كبير على أقرب منافسيه دومينيك راب الذي حصل على تأييد 13 %. (يحظى بتأييد بين اعضاء الحزب نسبته 39%)

لكن جونسون بحاجة إلى الفوز أولاً بالعدد الأكبر من أصوات النواب في اقتراعهم على قائمة قصيرة تضم اسمين فقط لطرحهما على أعضاء الحزب في البلاد لانتخاب أحدهما زعيماً للحزب.

ويُعتقد حالياً أن وزير الخارجية جيريمي هانت يتصدر سباق المرشحين المحتملين على كسب تأييد تأييد النواب، متقدماً بشوط كبير على جونسون و راب ومايكل غوف الذين يحلون في مواقع متقاربة بعده ، وخلفهم مجموعة كبيرة من المرشحين المحتملين الآخرين الذين لم يحققوا بعد نجاحاً يُذكر.

لكن فيليب لي، الذي استقال من حكومة السيدة ماي العام الماضي على خلفية سياستها للانسحاب من الاتحاد الأوروبي، قال لصحيفة " الاندبندنت" إن جونسون سيشكل خطراً على بقاء المحافظين في السلطة وعلى مستقبل الحزب إذا قاد البلاد على طريق الخروج من الاتحاد دون صفقة. ورأى أنها ستكون "مفارقة جميلة" لو وجد هذا الزعيم الذي يحمل راية بريكست، نفسه مضطراً لتنظيم استفتاء "الكلمة الفصل" بسبب عدم وجود أغلبية برلمانية تؤيد الخروج بدون اتفاق.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتابع فيليب، الذي يرأس حالياً مجموعة "حق التصويت" المؤلفة من مؤيدي إجراء استفتاء " الكلمة الفصل" في حزب المحافظين، موضحاً "لا أعتقد أن شخصية جونسون بالضرورة هي التي ستقسم الحزب، لكني أعتقد أن  سياساته  قد تفعل ذلك.. ولا أعتقد أن الحزب سيبقى على حاله إذا تم الخروج من الاتحاد الأوروبي بدون اتفاق. وإذا  تبنى المرشح الفائز هذه السياسة ينبغي أن نتوقع  أن تكون الفترة التالية للانسحاب مثيرة للاهتمام".

وذكر وزير الدولة  السابق، الذي واجه تهديدات برفض ترشحه مجدداً للفوز بمقعده عن دائرة براكنيل، أنه لم يقرر شخصياً ما إذا كان يستطيع البقاء في حزب يقوده جونسون، لكنه أكد أن موضوع البقاء من عدمه في حالة كهذه  هو موضع نقاش واسع بين المحافظين من أعضاء مجلس العموم القلقين. وقال " لا تظن أن هذه النقاشات لاتجري على قدم وساق  ... إنها تتم منذ عام على الأقل ... ومن يعتقد أنه لايوجد بين المحافظين من هم متحمسون لمنع خروج بريطانيا بدون اتفاق وغير مستعدين ليلقوا بأنفسهم إلى التهلكة، لا يفهم الموقف على حقيقته".

 وفيليب "واثق" من توقعه أن ما لايقل عن 20 نائباً محافظاً سيختارون إجراء استفتاء "الكلمة الفصل"  إذا كان البديل الوحيد هو بريكست من دون اتفاق، و ربما كان هذا العدد كافياً لضمان تصويت شعبي جديد.

وكانت مسألة إجراء الاستفتاء الثاني أو" القول الفصل" قد طُرحت للتصويت على أعضاء مجلس النواب في مارس ( آذار) الماضي الذين رفضوه بأغلبية 30 صوتاً تقريباً، بواقع 268 صوتاً لمصلحة الاستفتاء مقابل 295 صوتاً ضده . إلا أن فيليب  عزا هذا الفشل إلى إجراء التصويت في وقت كان لا يزال البديل الذي اقترحته السيدة ماي بخروج "ناعم" من الاتحاد الأوروبي خياراً وارداً. واضاف أن الظهور المثير لحزب بريكست بزعامة نايجل فاراج شجع المحافظين من مؤيدي البقاء على التمسك بمواقفهم لأنه جعل الخيارات واضحة. وتابع " سيبقى خيار الخروج الناعم مئة بالمئة عاملاً معرقلاً إلى أن يأتي الوقت الذي يختفي فيه كخيار".

وبدوره أشار لويد راسل مويل وهو عضو في مجلس العموم عن حزب العمال، إلى أنه خاض حوارات مماثلة. واضاف "هناك الكثير من المحافظين الذين يقولون لي إنهم سيكونون في صفنا عن إجراء التصويت التأكيدي، حين تأتي اللحظة الحاسمة وفي حال قدم رئيس وزراء جديد مؤيد  لبريكست مشروعاً للخروج من الاتحاد الأوروبي يجعل بريطانيا أكثر انعزالاً في القارة. وربما نحتاج إلى حوالي 30 أو 45 صوتاً فقط، سيلتحق بنا المحافظون وسنتمكن من الفوز بالأغلبية في البرلمان".

وعلى الرغم من أن الانسحاب من الاتحاد الأوروبي بدون اتفاق يحظى بشعبية كبيرة بين أعضاء حزب المحافظين، إلا أن بعض نواب الحزب قلقون من سياسة قد تحقق لهم فوزاً بأغلبيات  أكبر في مناطق اقتراع رئيسية تؤيد الخروج مثل لينكينشر،  لكنها قد تكلفهم خسارة مقاعد في لندن والجنوب الغربي واسكتلندا.

ورغم إعلان جونسون يوم الخميس عن ترشحه وانهيار محادثات بريكست بين الحزبين الرئيسيين يوم الجمعة، فالسباق على خلافة ماي لم يصبح حامي الوطيس بعد.

و قال أصدقاء السيد جونسون، النائب عن منطقة أكسبريدج في ضواحي العاصمة لندن، إنه لم يكن ينوي استغلال ظهوره في مؤتمر في مانشستر لإعلان نواياه، ولكنه ببساطة قرر أن يجيب بشكل مباشر في حال سئل عن نيته الترشح.

ولعل قلة قليلة فقط في أوساط الحكومة والنواب  لم تلتقط التلويحات بنشوء معسكرات مُنافِسة تحسباً لمعركة على تاج رئاسة الوزراء بعد أن يسقط عن رأس تيريزا ماي قريباً. وبغض النظر عن المحادثات في صالات الشاي و محاولات خطب الود واستعراض المؤهلات التي يقوم بها المتنافسون المحتملون، فإن السباق لم ينطلق بجدية بعد. وذكر أحد المصادرأن المنافسة على الزعامة هي عبارة عن " حرب باردة استمرت لفترة طويلة، فإن الجميع جاهزون، لكن ليس هناك من يريد أن يستبق الأمور".

ستعقد ماي الأسبوع المقبل اجتماعاً لمجلس الوزراء للتشاور بشأن التغييرات التي ستجريها على مشروع قانون "اتفاقية انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي"، بما في ذلك القضايا التي نوقشت مع حزب العمال في المحادثات الثنائية التي انهارت بشكل مدوي يوم الجمعة. وفي أعقاب الاجتماع، من المتوقع أن تلقي رئيسة الوزراء خطاباً يوضح تفاصيل المناقشات، بما في ذلك موعد تقديم "مشروع قانون اتفاقية الانسحاب" إلى مجلس العموم.

وأفاد مصدر حكومي أن "الحكومة تتفاوض مع حزب العمال على اتفاق للحصول على أكبر مستوى من الدعم في البرلمان لمشروع قانون اتفاقية الانسحاب .. لقد كان حزب العمال واضحاً في أنهم لم يستبعدوا دعمهم للمشروع إذا كانت الصفقة مقبولة إجمالاً. نعتزم تقديم عرض جريء سيسمح للبرلمان بتأييد مشروع القانون، وجعل الصفقة تتخطى هذا الاختبار، وتحقق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات