Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تعزيز العلاقات بين أديس أبابا والخرطوم في مجالات الطاقة

اتفاقيات الكهرباء بين إثيوبيا والسودان تخدم السلام في المنطقة

سد النهضة قيد الإنشاء قرب حدود إثيوبيا مع السودان على النيل الأزرق (رويترز)

يبحث وفد سوداني شراء 1000 (ميغاواط) من الطاقة الكهربائية من إثيوبيا، وقالت شركة الكهرباء الإثيوبية الحكومية، إن الوفد السوداني الذي وصل الاثنين، 11 أكتوبر (تشرين الأول)، في زيارة رسمية لمدة خمسة أيام، يتألف من خمسة أعضاء برئاسة كبير المستشارين الفنيين في شركة الكهرباء السودانية أحمد آدم عمر، للتفاوض في شأن الجهود الجارية لتعزيز العلاقات في مجال الطاقة بين البلدين.

قضايا وعقود جديدة

وقال وندوسن تشومي، مسؤول الاستراتيجية والاستثمار في شركة الكهرباء الإثيوبية، إن المحادثات بين الجانبين تهدف إلى حل قضايا الطاقة التي أثيرت بين البلدين في الخرطوم في وقت سابق، وتحديد المسارات المستقبلية، وأضاف أنها ستركز على طلب شركة الكهرباء السودانية شراء 1000 (ميغاواط) إضافية من الطاقة الكهربائية من إثيوبيا.

ويشهد السودان أزمة مستفحلة في الكهرباء، وتبلغ احتياجات البلاد من الطاقة، وفق تقديرات، حوالى 3800 ميغاوات، مقارنة مع ما هو متاح من المحطات الكهرومائية والحرارية التي تنتج مجتمعة نحو 2800 ميغاوات فقط.

حقيقة صلات

وكانت العلاقات الثنائية بين البلدين قد تأثرت لظروف عدة في مقدمها قضية سد النهضة، إلى جانب الخلاف الحدودي في منطقة الفشقة، بعد نشر الجيش السوداني وحدات عسكرية في المنطقة المختلف حولها، فضلاً عما رافق عملية إنفاذ القانون في إقليم "تيغراي"، في أغسطس (آب) الماضي، وكانت إثيوبيا قد اتهمت السودان بدعم متمردي الجبهة الشعبية لتحرير "تيغراي"، وتصاعد الخلاف بعد رفضها وساطة السودان، الذي يرأس منظمة "إيقاد" المعنية بسلام منطقة القرن الأفريقي، في القضية، ما أدى إلى استدعاء الخرطوم سفيرها لدى أديس أبابا جمال الشيخ، قبل عودته في وقت لاحق.

تبادل منافع

وكانت إثيوبيا، ضمن خططها المستقبلية في مجالات الطاقة، أعلنت أنها تخطط لتصدير 1.63 مليار (كيلوواط ساعة) من الكهرباء لكل من السودان وجيبوتي وكينيا خلال الموازنة المالية الإثيوبية الحالية، وأوضح مدير إدارة التسويق وتطوير الأعمال والمبيعات في هيئة الكهرباء الإثيوبية منليك جيتاهون، أن بلاده ستقوم بتزويد السودان بمقدار 1.1 مليار "كيلوواط ساعة) بتكلفة مالية تبلغ 55.48 مليون دولار، كما سيتم تزويد جيبوتي بـ 527.4 مليون (كيلوواط ساعة) بتكلفة 34.1 مليون دولار.

وكانت هيئة الكهرباء الإثيوبية قد كشفت، في أغسطس الماضي، عن خطط لبناء 71 مشروعاً لتوليد الطاقة الكهربائية بتكلفة قدرها 40 مليار دولار خلال السنوات العشر المقبلة بينها 16 مشروعاً لتوليد الطاقة من المياه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تجدر الإشارة إلى أن السودان ظل المزود الرئيس لإثيوبيا بالمواد البترولية خلال العقدين الماضيين، واستمرت أديس أبابا باستيراد كميات من البنزين السوداني عبر الطرق البرية مقابل ما يقدر بـ 350 (ميغاواط) يومياً من الكهرباء عبر الربط الكهربائي بين البلدين.

وكانت الدولتان قد توصلتا لاتفاق تنال بموجبه إثيوبيا حصة في ميناء بورتسودان خلال عهد عمر البشير، وتسعى أديس أبابا إلى إبرام اتفاقيات سعياً لتنويع منافذها الخارجية في الاستيراد والتصدير بعد خسارتها منفذها البحري عقب انفصال إريتريا عام 1993.

الأدوار المتبادلة

ورأى رئيس المعهد الإثيوبي للدبلوماسية الشعبية ياسين أحمد أن "الطرفين الإثيوبي والسوداني يقدران الأدوار المتبادلة بينهما في حيثيات تكامل تفرضها ظروف شتى، فضلاً عن الواقع الطبيعي في الصلات الوثيقة بين الشعبين"، مضيفاً أن "مثل هذه الاتفاقيات سواء في الكهرباء أو غيرها، تمثل قضية تعايش بين بلدين تجمعهما صلات حدود، وتداخل بين السكان لا يمكن أن يوقف مدها أي عقبات"، وتابع أن "الأمر الطبيعي أن يبحث البلدان في سبل التعاون وتوثيق أطر العلاقات بينهما، وأن تعالج الخلافات الطارئة أو غير الطارئة بسبل الحوار السلمي، القائم على الاحترام المتبادل"، مؤكداً أن "إثيوبيا في قناعاتها الراسخة تنشد السلام والاستقرار لها ولغيرها، بخاصة مع دول الجوار كالسودان الذي يربطه بها حضارة قديمة مشتركة، وواقع حياتي لا يمكن أن يغفله الزمان."

تعاطف أخوي

وكان رئيس الوزراء الإثيوبي آبيي أحمد أكد مجدداً وقوف بلاده إلى جانب السودان، وقال في بيان نشره على حسابه في "تويتر"، "يمر القرن الأفريقي بمرحلة تتكثف فيها التحديات، التي تواجه تجربتينا في إثيوبيا والسودان من أجل تحقيق طموحات شعبينا في التنمية والرخاء، والعدالة الاجتماعية"، وأضاف، "نحن في إثيوبيا، حكومة وشعباً، نتابع عن كثب، وبنية خالصة، وتعاطف أخوي ما يحدث في السودان الشقيق، وواضحة هي وضوح الشمس أجندتنا في هذا الصدد، إذ تنطلق في الأساس من أواصر الأخوة، والمصير المشترك، والتواصل الحضاري الممتد عبر التاريخ".

ولا تزال قضية سد النهضة تمثل هاجساً حقيقياً يتطلب خطوات أساسية، من الفرقاء المعنيين بالأزمة، توصلاً لاتفاق قانوني شامل، وتعاون يضمن حقوق شعوب المنطقة.

المزيد من متابعات