Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أسلوب التصميم المغربي... دراما وجرأة وخصوصية

اكتسب شعبية كبيرة للمرة الأولى خارج البلاد في الستينيات

الفوانيس والبلاط الملون والقناطر وكثير من لوحات الجص المصنوعة يدويا (unsplash) 

نال أسلوب التصميم المغربي رواجاً كبيراً على مستوى العالم، على الرغم من أصوله الغارقة في المحلية ومظهره الدرامي والجريء، ووفقاً لمجلة "Love Happens" المتخصصة في "نمط الحياة" أو الـ"لايف ستايل"، فقد اكتسب المظهر المغربي شعبية كبيرة للمرة الأولى خارج البلاد خلال فترة الستينيات، عندما أصبحت البلاد وجهة سياحية شهيرة للمسافرين و"الهيبيين" الأثرياء الذين أحضروا أنماطه وعادوا محاولين تطبيقها في بلادهم.

منطقة غنية

يعكس التصميم الداخلي الذي نشأ في المغرب تنوع هذه المنطقة الغنية بالتقاليد التراثية والتاريخ الثقافي، وعلى الرغم من كثرة الخيارات وتنوع العناصر والتركيز الواضح على الألوان والأنماط والأقمشة المختلفة في خلق المساحات، فإن أفضل وصف يمكن إطلاقه على المظهر العام لهذا النوع من التصميم هو أنه غريب ومبهم ودرامي وأنيق ومترف في الوقت ذاته.

كما يتميز هذا الطراز بالمنحوتات المعقدة والمداخل المقنطرة والأنماط الهندسية، ومع ذلك يعطي انطباعاً غير رسمي أيضاً ويقدم حلولاً عملية وفعالة لقضية الاختلاف الحراري في بعض المناطق، الأمر الذي لا يدع مجالاً للاستغراب بشأن السبب الذي جعله مرغوباً ومنتشراً حول العالم.

خصوصية

وإذا بحثنا حول العوامل التي أثرت على المظهر العام لهذا الأسلوب، سنجدها متنوعة تشمل الثقافة المغربية بشكل عام وتاريخ البلاد والمواد المتاحة ومناخ البحر الأبيض المتوسط وغيرها، إضافة إلى حقيقة كون المغرب مركزاً تجارياً مهماً للعديد من البلدان الأفريقية الداخلية.

ويعبر هذا الأسلوب عن المغرب كبلد متعدد الثقافات نسبة إلى تاريخه والتأثيرات الجغرافية التي فرضها موقعه بين قارتي أوروبا وأفريقيا، وحدوده مع الجزائر والصحراء الغربية وموريتانيا، كما يعد واحداً من ثلاثة بلدان، المغرب وإسبانيا وفرنسا، لديها خط ساحلي على طول كل من المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، إضافة إلى وجود ثلاث مناطق فيه خاضعة للسيطرة الإسبانية (سبتة ومليلية وجزيرة باديس)، الأمر الذي ترك تأثيره على كل من هذه البلدان.

تركيبة خاصة

وينعكس التنوع الثقافي الذي يحمله هذا البلد، كموطن لـ"الأمازيغ" والعرب والمهاجرين الأوروبيين والأفارقة من جنوب الصحراء الكبرى، على تصاميمه التي تؤلف مزيجاً مذهلاً من الأنماط الفرنسية والإسبانية والفارسية والإسلامية والأفريقية معاً، حيث شاركت المناطق الغنية تاريخياً بشكل فعال في جزء من ثقافتها، لتكوين أسلوب تصميم واضح وفريد من نوعه، عُد في ما بعد المصدر الأصلي والثابت للنمط "البوهيمي".

ونظراً لكون المغرب بوتقة انصهار ثقافي، فإن التصاميم الداخلية المغربية تتمتع أيضاً بميزة القدرة على المزج والتآلف الفريد مع كل تشكيلات الديكور الأخرى تقريباً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكما غيرها من الدول الواقعة في شمال أفريقيا، تشتهر المغرب بفوانيسها وأنماطها الهندسية الجريئة، إضافة إلى البلاط الملون والقناطر وكثير من لوحات الجص المصنوعة يدوياً، التي ستضفي جميعها إحساساً يوحي بتراث وأصالة هذا الطراز.

"سجاد بيني أوريين"

يعد السجاد من أشهر قطع الديكور المغربية، وأهمها سجاد "بيني أوريين"، "Beni Ourain"، وهو بساط محلي يدوي الصنع غير مصبوغ على الإطلاق، ومصنوع بنسبة 100 في المئة من صوف الأغنام، صممته وورثته إلى الأجيال فئة قدرت الأصالة، وجلبت منتجاته، بطبيعتها من دون أي تصنع أو تكلف، إلى مساحاتها الداخلية، فقدمت قطعاً كلاسيكية مخملية امتازت بالبساطة ورفاهية الدفء معاً.

ويسهل التعرف على سجاد "بيني أوريين" من خطوطه وأشكاله التجريدية والهندسية، أو المعقدة والمزخرفة بلون بني داكن على خلفية بيضاء أو كريمية تساعد على سهولة دمجه مع أي أثاث أو نمط آخر، وغالباً ما يُرفق هذا السجاد ببعض الوسائد الأرضية الكلاسيكية المغربية الطراز.

القوس المغربي

يعد القوس المغربي، ويشار له أيضاً بقوس "حدوة الحصان" أو قوس "ثقب المفتاح"، واحداً من الرموز المميزة للعمارة المغاربية التقليدية التي يستدل عليها من خلال مداخلها المنحنية بقناطرها البارزة، وكان يستخدم هذا القوس على نطاق واسع في المساجد المغاربية، وتميزه قنطرة دائرية كبيرة فوق مدخل مستقيم وأقل عرضاً، ويمكن أن يتخذ شكلاً دائرياً أو مدبباً أو مفصصاً، وهو يطبق اليوم بأشكال أكثر حداثة وتنوعاً، ويستخدم في التصاميم الداخلية كوسيلة تأطير جميلة للقطع الفنية المميزة.

بلاط "الزليج" الفسيفسائي

ومن السمات الرئيسة المميزة للمنازل المغربية، وجود بلاط "الزليج" الفسيفسائي، الذي يمثل أقصى تعبير عن الحرفية المحلية، بتكويناته الفسيفسائية الهندسية النمط والتشكيلات والقطع الفخارية المشغولة والمركبة مكعباتها قطعة قطعة من خلال دقها على لوحة من الجبس، وهو نوع من الفن الإسلامي الذي يستخدم لتزيين الجدران والأسقف والنوافر والأرصفة والموائد، ويعد من أهم خصائص العمارة المغاربية التي تطورت في المغرب الإسلامي (الأندلس وبلاد المغرب العربي).

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات