Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل يقصي قيس سعيد الأحزاب التونسية عن الحوار؟

دعوة غامضة إلى النقاش "مع الشباب" في محافظات البلاد تلقى ترحيباً وتشكيكاً

الرئيس التونسي قيس سعيد (أ ف ب)

يتجه الرئيس التونسي قيس سعيد نحو تنظيم حوار وطني "مع الشباب" في كل محافظات البلاد، وإن لم تُوضح حتى الآن أساليب تنظيمه وهوية المشاركين فيه، وهذا ما يدفع إلى طرح تساؤل حول جدوى هذا الحوار الذي تباينت ردود الفعل بشأنه، بين مرحب وبين من اعتبره ناقصاً وبلا جدوى إن غابت عنه الأحزاب.

وأكد سعيد الأسبوع الماضي أنه سيتم الإعلان لاحقاً "عن مواعيد الحوار مع التونسيين وممثلي الشباب".

ويتوقع مراقبون أن يقصي سعيد الأحزاب السياسية عن الحوار، بخاصة تلك التي عارضت قراراته. 

لا يمكن تخوين الجميع

إلا أن النائب في البرلمان التونسي المجمد بدر الدين القمودي عن "حركة الشعب" المساندة لقرارات سعيد، يرى أن "الرئيس استعمل في خطابه عبارة الحوار مع الشباب ومع كل التونسيين والتونسيات"، موضحاً أن "الحوار قد يشمل الجميع، بخاصة من يدعمون هذا الخيار".

لا يعتقد القمودي أن سعيد سيستبعد كل الأطراف، لأن المكونات السياسية الموجودة في الساحة هي "جزء من الواقع ويجب التفاعل معها"، قائلاً "لا يمكن تخوين أو إقصاء الجميع فهو توجه غير صائب".

ولمزيد من النجاعة، وفق القمودي، "لا بد من الاستماع إلى الجميع لتكون هذه المشاورات ذات جدوى، وحتى تكون أعمال اللجان التي ستعيد تنظم الحياة السياسية عبر تشريعات نابعة من هذا الحوار". 

سياسة الهرب إلى الأمام 

من جهة أخرى، يتساءل النائب نعمان العش عن "التيار الديمقراطي"، "كيف سيكون الحوار مع الشباب؟ وبأي آلية؟ ومن هم هؤلاء الشباب؟"، قائلاً لـ "اندبندنت عربية" إنه "إذا كانوا شباباً تابعين لحملة قيس سعيد التفسيرية فهذا يعني أنه حوار داخلي لا يجمع كل التونسيين"، إلا أن العش المعارض لقرارات سعيد يرى أنه "إذا كان الحوار يضم جميع الأحزاب باستثناء تلك المشتبه بفسادها وتزويرها الانتخابات، فيمكن أن ينجح ويقدمنا خطوة إلى الأمام". 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويستدرك "للأسف الرئيس يعتمد سياسة الهرب إلى الأمام، فهو يأخذ قرارات أحادية الجانب وليس له أحزاب مساندة، عدا حزباً واحداً ممثلاً في البرلمان، ولا تسانده شخصيات وطنية"، مضيفاً "هذا مؤشر على فشل الحوار الذي يزعم تنظيمه".  

يذكر أن سعيد رفض منذ أكثر من سنة مبادرة منظمات وطنية وأحزاب سياسية لإجراء حوار يضم كل الأطراف من أجل إيجاد حلول للأزمة السياسية الخانقة التي عاشتها البلاد.

وقال سعيد في حينها إن الحوار لن يكون وطنياً إلا إذا تم التوصل إلى صيغة تُمكن الشباب من كافة أنحاء الجمهورية من المشاركة الفعلية في صياغة الحلول والتصورات.

البناء القاعدي 

من جهة أخرى، يرى الصحافي والمحلل السياسي محمد صالح العبيدي في حديث خاص أنه من "الممكن القول إن الحوار الذي يريد طرحه سعيد لا ينتمي شكلياً إلى الحوارات الكلاسيكية السابقة التي تعتمد على لقاءات مع الأحزاب السياسية".

ويقول إن "مقاربة الرئيس تعتمد على اللقاءات المباشرة مع الشباب، وفي ذلك تجسيد لمنطقه السياسي الذي يركن إلى البناء القاعدي".

ويعتقد العبيدي أنه "من خلال هذه الحوارات يريد سعيد مأسسة مشروعه السياسي الذي لا يعترف هيكلياً بدور الأحزاب السياسية والأجسام الوسطية، على غرار النقابات والتمثيليات المدنية".

ويضيف، "يمكن لهذا الحوار أن يسقط في منتصف الطريق نظراً إلى الصعوبات الاقتصادية التي تعيشها البلاد، بخاصة أن الشباب الذين يتحدث عنهم رئيس الدولة ينتمون إلى طبقة المحتجين والرافضين للسلطة بكل أشكالها، وهو ما سيضعه أمام امتحان سياسي عسير".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي