Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الحرب الكلامية بين ترمب وطهران... هل تغير التصريحات الواقع؟

ما استخدمه الرئيس الأميركي بالأمس مع كم جونغ أون أعاد تدويره مع روحاني

تثير مواقف ترمب من كوريا الشمالية والصين تساؤلات عدّة حول مضمون تصريحاته تجاه إيران (أ.ف.ب)

لم تكن حروباً البتة، تلك التي تُخاض عبر منصات التواصل الاجتماعي، أو تلك التي تلتقطها الميكروفونات، والتي تدور في الغالب حول "أهددك ليلاً ثم أنتظر مكالمتك نهاراً!". حروب تتأرجح بين النهاية الرسمية (Official End)، إلى "كلمني لطفاً"!

الأمر لم يكن سياسة، ولكيلا يُبنى التقرير على نحو منحاز، كان لا بدّ من رصد تلك التصريحات، ففي يوم 19 مايو (أيار) 2019، وفي غضون أربع ساعات فقط تتغير وتيرة تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب عبر حسابه الخاص على "تويتر" إلى لونين مختلفين ليُدخل المتابعين في "دوامة رمادية".

تصريحات ألّبت المواقف على الرئيس الأميركي داخل الولايات، على نحو لا يختلف كثيراً عن الانتقادات التي ساقها ساسة إيران حينما وصفوه بـ"المتذبذب" تارة، وبـ"المجنون" تارة أخرى! أما السبب فلم يكن شخص الرئيس ذاته، إنما هي التصريحات التي تطبعها أنامله على هاتفه الشخصي، أو ربما تُنقل عبر ما يُمرّر من أسئلة يتقاذفها الإعلاميون فيخرجون بحصيلة تختلف عما هو مدوّن في حساب "تويتر" الخاص بالرجل، والذي يديره بنفسه وعبر جواله الخاص.

من تابَع القوالب المكتوبة في تصريحات الرئيس ترمب مع زعيم كوريا الشمالية لن يستغرب كثيراً مما يراه اليوم من تداول لتصريحات ظاهرها قويّ وباطنها كفوف تصافح.

الصحافة الأميركية بدورها أخذت تبحث عما هو أقدم من ذلك زمناً! فبعدما طابقت قناة "سي إن إن" الإخبارية تصريحات الرئيس الأميركي، وجدت أن لغة الخطاب قد تغيّرت في أزمة كوريا الشمالية من التهديد بحرق الأخضر واليابس إلى تصريحات قبل شهرين تفيد بأن ترمب يؤمن بنظرة الرئيس الكوري الشمالي، حيث وصف قيادته بـ"العظيمة" في مجال الاقتصاد.

وغير بعيدٍ عن هذا، فقد تغيرت مواقفه من الصين سريعاً بعدما قال "سأوجه وزير الخزانة"، بعدما وصف الصين بالمتلاعبة بالعملات، كان ذلك في 24 أكتوبر (تشرين الأول) 2016 لدى إلقاء خطاب حملته الانتخابية في مدينة سانت أوغسطين بولاية فلوريدا. ليغير كلامه بالكامل، حين أدلى بتصريحات تحمل طابعاً ودياً، مغرّداً "لماذا أسمي الصين بالمتلاعبة وهم يعملون معنا على مشكلة كوريا الشمالية"! كان ذلك في 16 أبريل (نيسان) 2017.

وفي سياق متصل، أكد جيرمي نيومان، الأستاذ في جامعة ولاية إنديانا، في اتصال هاتفي "هو يتبع لغة يصعب حتى على نفسه فهمها، لم تكن السياسة والمواقف السياسية تصريحات متقلبة كما الأجواء، ولا سيما إذا كنت تتعامل مع خطر حقيقي قد ينجم عنه الكثير من الكوارث كالسلاح النووي الإيراني والكوري، مصدراً خطر يحدقان بالمنطقة لا ينبغي أن يتعامل معهما بتصريحات تتغير عندما تشرق عليها الشمس نهاراً".

وعلى صعيد آخر، ناقشت سوزان مالوني، نائبة مدير برنامج السياسة الخارجية بمعهد بروكنغز للدراسات الاستراتيجية في العاصمة واشنطن، "كيف أن إدارة ترمب صنفت فيلق (الحرس الثوري) الإيراني، وهو فرع من الجهاز العسكري للنظام الإيراني، كمنظمة إرهابية. ما هي الفرص التي تسعى الإدارة للحصول عليها عبر هذه التسمية؟ هل ستجلب ثماراً؟".

بالمقابل يرى مراقبون أن "الرئيس ترمب ينتظر اتصالاً من (الإرهابيين)؟ فكيف سيكون نوع التفاوض بين دولة تُصدّر الديمقراطية يمينا وشمالا مع دولة لديها جهاز قمعي صنفه الرئيس ترمب إرهابياً".  

وحول ذات الموضوع، أشارت سارا كرونر، المختصة بدراسات الشرق الأوسط في جامعة بنسلفانيا، إلى عدم وجود ثقة في تغريدات الرئيس ترمب، وذلك لسببين مقنعين، على حد وصفها، "الأول يتمحور حول استخدام تويتر في طرد وتعيين المسؤولين الأميركيين، كما يستخدمه في جذب وإبعاد الشعوب والزعماء حسب مزاج الرئيس في ذلك اليوم! أما الثاني فيدور حول عدم جديّة ترمب في التعاطي مع ملف إيران التي لديها جيش عابر للحدود يقاتل في أكثر من دولة، وجنرالاته يشرفون على عمليات فعلية في العراق وسوريا واليمن، وتحت مرأى الإعلام، أين الجدية بالتصريحات؟ لا أعلم!".

وفي اتصال مع إيرينا تسكورمان، المحامية والكاتبة الأميركية من أصل إيراني، حول تقلّب تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أكدت "على الرغم من ظهور سياسة أميركية غير متسقة ونفاد الصبر بشأن إيران من خلال إصدار الرئيس لتصريحين متناقضين ظاهرياً في أقل من يوم، فإن السياسة الأميركية تجاه إيران لها بالفعل معايير محددة".

وأضافت "تسعى الإدارة الأميركية إلى تجنّب المواجهة التقليدية بين القوات العسكرية الأميركية والإيرانية، بينما ترسل رسالة تنطوي على عدم السماح بأي هجوم على قواتها أو أهدافها الدبلوماسية أو غيرها، وأن ممارسة الضغط من خلال التصريح يعد جزءاً من هذه الاستراتيجية".

كما علّقت المحامية تسكورمان على ما أسمته ببيان "الشرطي الصالح" الذي "يرسل لإيران رسالة مفادها أن الولايات المتحدة منفتحة على مفاوضات بحسن نية لتزيل ما يبدو أنه توتر متنامٍ، وبما أن إيران كان ينبغي أن تكون مهتمة بالأمر وبنفس القدر إلا أنها لم تردّ بسرعة على هذه التصريحات، لذا أراد الرئيس ترمب إرسال رسالة قوية فحواها يؤكد أنه إذا كانت إيران تستغل هذا الوقت للاستفادة من حسن نيته وتحاول التخطيط لشيء ضد الولايات المتحدة، فمن الأفضل أن تعيد النظر وألا سيكون الرد الأميركي سريعاً وفورياً".

ولم تلحظ تسكورمان بتصريحات الرئيس ترمب أي تناقض قائلة "لم يكن هناك تناقض في السياسة بقدر ما يظهر أن الولايات المتحدة ترى حجم الألاعيب الإيرانية، وأن إيران تحاول كسب الوقت من أجل خلق المشاكل، كما فعل وكلاء إيران مراراً وتكراراً ولا سيما حركة حماس".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وحول سلوك إيران في المنطقة، أكدت تسكورمان أن "إيران تواصل تزويد لبنان بالأسلحة المتقدمة على الرغم من أن وكيلها حزب الله أصبح جزءا من الحكومة في لبنان. أما في العراق، فقد سمحت الولايات المتحدة لقاسم سليماني، المدرج على قائمة الإرهابيين الأميركية، بشكل فردي وكجزء من الحرس الثوري الإيراني، بالسفر وتنفيذ أجندته العسكرية. حيث لم تحاول الولايات المتحدة أبداً منع الميليشيات العراقية ذات الولاء الإيراني من التقدم والاستحواذ على السلطة، لم تفعل أي شيء يمكن تفسيره على أنه عدواني تجاه إيران، باستثناء تحذير إيران من مغبة مهاجمة القوات الأميركية".

أما فيما يتعلق بملف اليمن، فقد أوضحت تسكورمان أن "التدخل الأميركي ضد إيران كان ولا يزال مقتصرا على توفير الدعم الاستخباراتي واللوجستي المحدود للتحالف العربي، وأن الولايات المتحدة تعمل على وجه التحديد منذ عهد أوباما ضد داعش والقاعدة، ورفضت إعادة تقييم الوضع ضد العدوان الحوثي المدعوم من إيران على اليمن، إيران التي تزوّد الحوثيين بالأسلحة المتقدمة على أوسع نطاق ومشاركة ميليشيات حزب الله هناك أيضا".

وتعليقاً على آخر تصريحات الرئيس الأميركي، أوضحت تسكورمان "الرسالة التي ترسلها هذه الإدارة إلى إيران تتمحور حول (نحن لا نحب ما تفعله إيران في المنطقة، لكننا لا نريد حرباً وسنفعل ما هو معقول)، نعم قد لا تكون هذه الرسالة عظيمة، لأنها لا تهدف إلى وقف النفوذ والعدوان الإيرانيين في المنطقة".

واختتمت تصريحاتها بالقول "على العكس من هستيريا الإعلام و(الخبراء) الذين يحاولون بث الذعر بشأن نوايا الرئيس ترمب بشأن الحرب، فأنا أجزم بأنه لن تكون هناك حرب إلا إذا عبرت إيران الخط الأحمر".

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات