Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

التطعيم المتزامن ضد "كورونا" والإنفلونزا آمن

تبين أيضاً أن الجمع بين اللقاحين لا يؤثر سلباً في الاستجابتين المناعيتين اللتين يولدهما الجسم

بعد الانشغال بلقاح كورونا بدأت بريطانيا حملات تطعيم متزامنة ضد فيروسي كورونا والإنفلونزا. وفي الصورة حملة تلقيح للاجئين في جاكارتا الاندونيسية (رويترز)

كشف بحث حديث عن أن أخذ اللقاحين المضادين لـ"كوفيد-19" والإنفلونزا الموسمية في وقت متزامن يعتبر إجراءً طبياً آمناً، وأنه أيضاً لا يترك أي تأثير سلبي في الاستجابتين المناعيتين الناتجتين عنهما في الجسم.

ذكر علماء تولوا دراسة تنظر في إمكانية الجمع بين لقاحي الإنفلونزا الموسمية و"كوفيد-19" (اختصاراً "كوم فلو كوف" ComFluCov) أن نتائج بحثهم تدعم خطط الحكومة البريطانية التي ترمي إلى طرح جرعات تحصينية معززة ضد "كورونا" إلى جانب لقاحات الإنفلونزا، على اعتبار أن هذا التوجه أكثر كفاءة من الناحية العملية.

وأظهرت تجربة تولى الإشراف عليها فريق من الباحثين في "جامعة بريستول"University of Bristol البريطانية أن الآثار الجانبية التي أبلغ عنها المطعمون باللقاحين المضادين لفيروس "كورونا" والإنفلونزا في وقت متزامن تراوحت في معظمها بين الخفيفة والمعتدلة الشدة، وخلصت إلى أن "التطعيم المصحوب مع تطعيم آخر مختلف لا يثير مخاوف تتعلق بالسلامة الصحية، بالإضافة إلى أنه يحافظ على الاستجابتين المناعيتين للقاحين".

الدكتورة راجيكا لازاروس، استشارية في الأمراض المعدية والأحياء الدقيقة، وكبيرة الباحثين في دراسة "كوم فلو كوف"، قالت إن البحث كشف عن أن "في مقدور الناس أن يأخذوا لقاحي (كوفيد-19) والإنفلونزا كليهما في الموعد نفسه".

وفق الدكتورة لازاروس، "هذه خطوة إيجابية حقاً، إذ قد تترجم عدداً أقل من المواعيد بالنسبة إلى الأشخاص الذين يلزمهم أخذ اللقاحين، ما يقلل العبء على من يعانون مشكلات صحية مزمنة، ويحتاجون عادة إلى التطعيم ضد الإنفلونزا".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

قدمت نتائج الدراسة، التي لم تخضع بعد لتقييم من جانب علماء نظراء، إلى "اللجنة المشتركة للتطعيم والتحصين" في بريطانيا وهيئة تنظيم الأدوية في المملكة المتحدة من أجل النظر فيها.

وقد استعين بالنتائج المستخلصة للمساعدة في وضع الاستعدادات لخطة الحكومة البريطانية الخاصة بالخريف والشتاء (لمواجهة عودة متوقعة في حالات "كوفيد-19" وإصابات الإنفلونزا الموسمية وغيرها من التهابات الجهاز التنفسي). بمقتضى ذلك، سيوزع أكثر من 50 مليون جرعة معززة من لقاح "كوفيد-19"، ونحو 30 مليون جرعة ضد الإنفلونزا.

كجزء من تجربة "كوم فلو كوف"، اختبر العلماء لقاحين مضادين لـ"كوفيد-19" وثلاثة لقاحات ضد الإنفلونزا الموسمية، أي خمس تركيبات (لقاح ضد كوفيد والآخر ضد الإنفلونزا) في المجموع.

كان المشاركون في الدراسة تخطوا الـ18 سنة من العمر، وسبق أن تلقوا جرعة واحدة من اللقاحين "فايزر- بيونتيك" أو "أكسفورد- أسترازينيكا"، وينتظرون أخذ جرعتهم الثانية.

شارك ما مجموعه 679 متطوعاً في الدراسة عبر 12 موقعاً من مؤسسات "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" (أن أتش أسNHS ) في إنجلترا وويلز.

تلقى المشاركون في إحدى المجموعات جرعتهم الثانية من لقاح "كوفيد-19" بالإضافة إلى لقاح الإنفلونزا في زيارتهم الأولى ضمن الدراسة، ثم أخذوا لقاحاً وهمياً في زيارتهم الثانية.

وتلقت مجموعة ثانية الجرعة الثانية من لقاح "كوفيد-19" ولقاحاً وهمياً في الزيارة الأولى، ثم لقاحاً ضد الإنفلونزا في الزيارة الثانية.

قام المشاركون أيضاً بزيارة ثالثة ضمن الدراسة لمناقشة أي آثار جانبية شعروا بها، وأخذ عينات دم منهم.

تبين أن الآثار الجانبية الأكثر شيوعاً بين المشاركين اقتصرت على ألم حول موضع الحقنة والشعور بالإرهاق.

ووجد الباحثون أن بعض حالات الجمع بين اللقاحين شهدت زيادة في عدد الأشخاص الذين أبلغوا عن تأثير جانبي واحد في أقل تقدير عند أخذ لقاحي الإنفلونزا و"كوفيد-19" في وقت واحد، لكن ردود الفعل كانت غالباً خفيفة أو معتدلة في حدتها.

ووفق الدراسة، ولد الجسم الاستجابتين المناعيتين المتوقعتين ضد لقاحي الإنفلونزا و"كوفيد-19" على الرغم من أخذهما في وقت متزامن، وقال 97 في المئة من المشاركين إنهم مستعدون للحصول على اللقاحين في الموعد نفسه في المستقبل.

في تعقيبه على نتائج الدراسة، قال البروفيسور أندرو أوستيانوفسكي، المسؤول الطبي في برنامج التطعيم ضد "كوفيد-19" في "المعهد الوطني للبحوث الصحية" (NIHR)، إن البحث قدم على نحو عاجل نتائج مهمة ومطمئنة يمكنها أن تعزز كفاءة التطعيم بالنسبة إلى المرضى و"هيئة الخدمات الصحية الوطنية" على حد سواء.

أشرف على الدراسة باحثون في "مركز بريستول للتجارب" في "جامعة بريستول"، و"مستشفيات بريستول الجامعية"، و"ويستون أن أتش أس فاونديشن ترست"، فيما تولت دعمها "شبكة البحوث السريرية غرب إنجلترا".

أما التمويل فجاء من "المعهد الوطني للبحوث الصحية"، ومن المقرر نشر النتائج في مجلة "ذا لانسيت" The Lancet الطبية.

تحدث في هذا الشأن أيضاً الدكتور بيتر إنغليش، وهو رئيس سابق لـ"لجنة طب الصحة العامة" التابعة لـ"الرابطة الطبية البريطانية" (BMA) فقال إن "التاريخ حافل بحالات من تلقيح الناس ضد أكثر من مرض في وقت متزامن".

وأضاف الدكتور إنغليش "لا يمكنني أن أجد أي أمثلة على أن الجمع بين أكثر من لقاح خطوة غير آمنة بأي شكل من الأشكال".

"لا نتوقع أن يؤدي التطعيم المتزامن بلقاحي الإنفلونزا و(كوفيد-19) إلى أي مشكلات صحية؛ ولكن من الحكمة ومن باب الوقاية لا بد من التحقق من أي مشكلات محتملة عبر تجارب سريرية قبل الإقدام على إجازة الجمع بين اللقاحات على نطاق واسع أو التوصية بهذا التوجه. وهذه الدراسة تفعل ذلك تحديداً"، ختم الدكتور إنغليش.

© The Independent

المزيد من صحة