Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الغاز يغير قواعد اللعبة والأسعار تقفز إلى أعلى مستوى في 12 عاماً

أسباب عدة لعودة الطلب: تعافي الاقتصادات ونقص الإمدادات وعدم الاستثمار والتنقيب

صعود أسعار الغاز الطبيعي يعمّق أزمة الطاقة العالمية (أ ف ب)

عاد الغاز الطبيعي ليتصدر أخبار أسواق الطاقة بعد أن قفزت أسعاره إلى أعلى مستوياتها في 12 عاماً، حيث سجلت العقود الآجلة للغاز لشهر نوفمبر (تشرين الثاني) في بورصة نيويورك صعوداً قياسياً بنسبة 9.5 في المئة أمس الثلاثاء، لتغلق عند 6.312  دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، وهو أعلى إغلاق منذ ديسمبر (كانون الأول) 2008. وتدفع عوامل عدة في استمرار القفزات في أسعار الغاز، وهي قفزات شبيهة لما يجري في أسعار النفط، التي بدورها أغلقت أمس الثلاثاء عند مستويات قياسية جديدة لتتجاوز 82 دولاراً للبرميل الخام برنت، وهو بين أعلى المستويات منذ سنوات، مقابل صعود النفط الأميركي لمستويات 79 دولاراً وهو الأعلى منذ 2014.

أسباب القفزات

هناك إجماع لدى معظم المحللين في قطاع الطاقة أن السبب الرئيس وراء هذه القفزات هو الطلب القوي على النفط والغاز مع عودة الاقتصادات تدريجاً بعد نحو سنة ونصف السنة من الإغلاق بسبب جائحة كورونا، في وقت دخلت فيه الدول في أميركا وأوروبا موسم الشتاء الذي سيزيد الطلب على الغاز والنفط لأغراض التدفئة. وكانت حالة الإغلاق الطويلة للاقتصادات العالمية قد دفعت بشركات عاملة في قطاعات الطاقة إلى الخروج من السوق، في وقت عزفت شركات أخرى عن الاستثمار في القطاع، بانتظار عودة الطلب الذي انخفض بشكل كبير إبان أزمة كورونا. كما أن تراجع الأسعار في فترة الوباء، دفع بمنتجي النفط إلى تقليل عمليات التنقيب عنه، وأدى ذلك بدوره إلى انخفاض استخراج الغاز، حيث إن معظم آبار النفط تضخ النفط والغاز في آن معاً.

صدمة الأسواق

وترك ذلك كله ما يشبه الصدمة في أسواق الطاقة بسبب الهوة بين العرض والطلب التي ظهرت في الأيام الأخيرة، حيث أدت إلى زيادة أسعار الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة لأكثر من الضعف حالياً مقارنة مع العام الماضي، وفي أوروبا وآسيا، تجاوزت أسعار الجملة خمسة أضعاف ما كانت عليه قبل عام.

 

وبحسب مجموعة "ريستاد إنرجي" لأبحاث الطاقة، فقد ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا إلى ما يقارب 26 دولاراً لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، مقارنة مع 4 دولارات فقط في الوقت نفسه من العام الماضي، والأمر نفسه انسحب على الصين واليابان، حيث قفزت الأسعار إلى 29 دولاراً لكل مليون وحدة حرارية بريطانية من 5 دولارات في العام الماضي.

أزمة اقتصادية ومالية

وأدى ذلك إلى ظهور أزمة اقتصادية ومالية جديدة في الأسواق، حيث تكافح الشركات التي تعتمد على الغاز الطبيعي للبقاء، وهناك شركات أقفلت فعلياً لعدم تمكنها من مجاراة ارتفاع الأسعار، وتحدث وزير العمل البريطاني عن إمكانية التدخل الحكومي عبر إقراض الشركات لتجاوز المرحلة الصعبة. ومع أن إشارات صعود النفط والغاز أعطت انطباعاً إيجابياً بأن أزمة كورونا قد انتهت مع عودة الاقتصادات لنشاطها، إلا أن أزمة النقص في الغاز وصدمة صعود أسعار النفط، قد تؤثر على إمكانية التعافي السريع.وستكون فاتورة التدفئة في أوروبا وآسيا وحتى الولايات المتحدة مرتفعة جداً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبحسب جمعية مديري مساعدة الطاقة الوطنية الأميركية، فإن فواتير الغاز الطبيعي سترتفع بنسبة 30 في المئة للمستهلكين هذا الشتاء مع تكلفة تدفئة المنازل إلى 750 دولاراً من 572 دولاراً خلال أشهر الشتاء من العام الماضي.

توقعات مستقبلية

هناك توقعات لدى محللي أسواق الطاقة، أنه بسبب زيادة أسعار الغاز والنقص في الإمدادات والتخزين لهذه السلعة، فإن هناك احتمالاً كبيراً للتحول نحو توليد الطاقة من خلال حرق النفط، وهو بدوره سيؤدي إلى زيادة أسعار النفط.لكن التحول في أسعار الغاز قد يغير قواعد اللعبة في أسواق الطاقة، فبعد أن كانت أسعاره منخفضة جداً في السنوات الأخيرة، وكان هناك عزوف عن توقيع عقود طويلة الأجل من قبل المشترين، قد يعود الغاز ليتصدر المشهد عبر تدافع المشترين للحصول على عقود، وهو أمر قد يدفع إلى عودة الاستثمارات في القطاع، وتوسيع مرافق التصدير وبناء مرافق جديدة خصوصاً في الولايات المتحدة.  وكانت إدارة معلومات الطاقة الأميركية أعلنت أن صادرات الولايات المتحدة الأميركية من الغاز الطبيعي قد زادت بنسبة 42 في المئة في النصف الأول من هذه السنة لتبلغ 9.6 مليار قدم مكعبة يومياً، وأنها ستصعد إلى نحو 10 مليارات في السنة المقبلة. 

المزيد من البترول والغاز