Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الجنوب الليبي بوابة داعش نحو أفريقيا؟

تحطم حلم تنظيم "داعش" لجعل مدينة سرت إمارة إسلامية دائمة له

يحاول تنظيم "داعش" استغلال انشغال جيشي حفتر وحكومة الوفاق بمعركة طرابلس لينفذ إلى الجنوب الليبي (رويترز)

يحاول تنظيم "داعش" استغلال الصراع العسكريّ بين الجيش الوطني الليبي بقيادة اللواء خليفة حفتر، وقوات حكومة الوفاق المعترف بها دولياً والمتموقعة في العاصمة الليبية طرابلس. وتدور المعارك منذ أكثر من شهر ونصف الشهر للتمركز في الجنوب الليبي الذي تنتشر فيه حقول الهلال النفطي.

إعادة تنظيم الصفوف

يقول الناشط السياسي خالد الغويل لـ"اندبندنت عربية" إن تنظيم "داعش" يسعي إلى اكتساح مساحة جغرافية جديدة في جنوب ليبيا مستغلاً انشغال القوات العسكرية في حرب طرابلس لإحكام السيطرة على الثروات المنجمية والمائية التي تعد ضرورية له لضمان البقاء.

وينبّه الغويل إلى أن دحر التنظيم من بعض المدن الليبية لا يعني نهايته لا سيما أن هذه المجموعات عُرفت بسرعة الظهور من جديد، فتحرّكها في هذه الفترة الزمنية نحو الجنوب ليس اعتباطياً بل قصدياً، الهدفُ منه السيطرة على صمّام الأمانِ المالي للاقتصاد الليبي، كي تضمن تمويل نفسها وتتمكّن من جلب المقاتلين الأجانب للتوجه إلى العاصمة طرابلس. والجديد ذكره أن التنظيمَ فشل في السيطرة على العاصمة على الرغم من شنّه أكثرَ من عملية إرهابية طاولت مؤسساتٍ سياديةً كان آخرها وزارة الخارجية والمؤسسة الوطنية للنفط والهيئة العليا للانتخابات كمحاولة منه لاختراق النظام السياسيّ الذي سيسهل في مرحلة تالية التلاعبَ بأهمّ مؤسستين اقتصاديتين تمثلان شريان الحياة للدولة الليبية ومصدر قوتها (المؤسسة الوطنية للنفط والبنك المركزي).

ويشير الغويل إلى أن اختيار الجنوب الليبي وجهة لتنظيم "داعش" تم لاعتبارات عدة، منها المساحة الشاسعة والفراغ الأمنيّ والمؤسساتيّ، إذ لم تنجح أي حكومة من الحكومات المتعاقبة منذ العام 2011 في سدّ هذه الفجوة التي تحولت إلى حاضنة مكتملة الشروط للعناصر الإرهابية التي تعتمد على عنصر الترويع والترهيب لتخويف الأهالي. وقد شهدت هذه المناطق أكثرّ من عملية إرهابية كان أقربها زمنياً هجومٌ على بوابة زلة الأمنية التي تبعد عن الحقول النفطية حوالي 20 كيلومتراً سبقتها منطقتا غدوة والفقهاء. وفي الثانية خطف التنظيم عدداً من الأهالي وذبحهم، على الرغم من تصدّي القبائل له ومنعه من السيطرة على بعض مدن الجنوب.

سياسة الإلهاء 

أشعلَ اعتداء تنظيم "داعش" على بوابة الحقول النفطية في مدينة زلة الجنوبية حرب تصريحاتٍ واتهاماتٍ بين القوى. فقد سارعت الحكومة المؤقتة إلى اتهام حكومة الوفاق في طرابلس بضلوعها في الهجوم. وردّت حكومة الوفاق بأن تنظيم "داعش" يتحرّك في بنغازي، مستندةً في كلامها إلى مكالمات هاتفية تؤكد وجوده في شرق ليبيا الخاضع لسيطرة قوات اللواء خليفة حفتر.

ويؤكد الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية جمال عبد المطلب أن تنظيم "داعش" يمارس سياسة الإلهاء في ليبيا. ويعتبر أن التنظيم دأب على بثّ الفرقة بين أبناء الشعب الليبي وتحويل نظر أجهزة مكافحة الإرهاب عن هدفها الأساسي، لتهتم في ما هو مختلقٌ من قبل هذه المجموعات وتنشغل بحرب التصريحاتِ عوض التصدّي لتمدّد ظاهرة الإرهاب.

وينبّه عبد المطلب إلى استغلال التنظيم الضعف الأمنيّ وغيابَ التنسيق المعلوماتي بين أجهزة الاستخبارات في شرق البلاد وغربها ليحقق أهدافه التوسعية في اتجاه المنشآت النفطية. ويذكر بأن خسائر ليبيا نحو 30 مليون دولار، بسبب فقدانها خزانَي نفطٍ جراء هجوم قوات إبراهيم جضران المتحالفة مع قوات المعارضة التشادية على الهلال النفطي في عام 2018.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

قاعدة أفريقية

تحطّم حلمُ تنظيم "داعش" لجعل مدينة سرت إمارة إسلامية دائمة له إثر نجاح قوات البنيان المرصوص في عام 2016 في إخراجه من سرت.

ومن أبرز أسباب اختيار التنظيم هذه المدينة إطلالتها على حوض البحر الأبيض المتوسط وامتلاك مصارفها ودائع مالية تابعة للنظام السابق ووجود أضخم قاعدة جوية في أفريقيا، وهي قاعدة القرضابية، إضافة إلى أضخم حوض نفطي، وفق الرائد السابق في قوات حفتر محمد الحجازي.

يضيف الحجازي "طرد تنظيم "داعش" من مدينة ما، لا يعني نهايته، فهو يعتمد على مجموعات هربت من بنغازي وتتحرك الآن بكل حرية في جنوب البلد الذي يعد بيئة ممتازة لهذه العناصر لتعيد ترتيب بيتها من جديد لتأسيس إمارة إسلامية تكون في ما بعد بوابة للانتشار في القارة الأفريقية.

ويلفت إلى أن الجنوب الليبي يحتوي على خصائص طبيعية وموارد منجمية تساعد المجموعات الإرهابية على الاستمرار في تغطية نفقاتها وضمان التوسع نحو بلدان المغرب العربي وأفريقيا.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات