Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مطالبة لندن بالتركيز على الأكبر سناً مع انتهاء الإجازات المدفوعة

العاملون المتقدمون في السن يواجهون خطر الخروج الكامل من سوق العمل مع وقف تطبيق البرنامج

بدأت الحكومة البريطانية طي إجراءات لجأت إليها في ذروة الجائحة من قبيل منح إجازات مدفوعة وتقديمات اجتماعية (رويترز)

أفاد تقرير جديد صادر عن معهد دراسات المالية العامة، وهو مؤسسة بحثية، بأن العاملين الأكبر سناً قد يخرجون تماماً من سوق العمل البريطانية مع انتهاء برنامج الإجازات المدفوعة [التسريح المؤقت].

وتوقف العمل قبل أيام بالبرنامج الحكومي البالغة قيمته 70 مليار جنيه استرليني (94 مليار دولار) الذي استهدف التخفيف من البطالة المفاجئة والحادة بسبب الإغلاقات التي فُرِضت خلال الجائحة. وسجلت الوظائف الشاغرة في المملكة المتحدة مستويات قياسية فاقت المليون وظيفة للمرة الأولى منذ رصدها وتسجيلها في سجلات. وفي يوليو (تموز)، كان 1.6 مليون شخص لا يزالون في إجازات مدفوعة بالكامل أو جزئياً.

والآن، يحاول الخبراء الاقتصاديون توقع ما سيحدث للعاملين الذين سيخسرون الدعم المتمثل في الإجازات المدفوعة. ويشير كثر من هؤلاء الخبراء إلى سوء تطابق بين مواقع الوظائف الجديدة والأماكن حيث يعيش العاملون، وكذلك إلى سوء تطابق بين الخبرة المهنية للعاملين والقطاعات التي تُولد فيها الأدوار الوظيفية.

وحذر معهد دراسات المالية العامة من أن العاملين الأكبر سناً الموضوعين في إجازات مدفوعة يمثلون "مجموعة مثيرة للقلق في شكل خاص".

فحوالى 400 ألف من العاملين الذين كانوا لا يزالون في إجازات مدفوعة في يونيو (حزيران) كانوا يبلغون 50 سنة أو أكثر. ويعاني هؤلاء العاملون صعوبة أكبر في العثور على وظائف جديدة بعد صرفهم من وظائفهم الحالية، وفق المعهد. فاحتمال عثور العاملين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و49 سنة على وظائف جديدة بعد صرفهم من وظائفهم الحالية خلال أزمة فيروس كورونا يبلغ 64 في المئة، مقارنة  مع 35 في المئة للبالغين ممن هم في سن فوق 50 سنة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولفت المعهد إلى أن فرص عثور العاملين الأكبر سناً من هؤلاء، أي البالغين 60 سنة أو أكثر، على عمل ليست ضعيفة فحسب، بل من المرجح أيضاً أن يتوقفوا عن البحث عن فرص جديدة فيخرجوا تماماً من سوق العمل، مشيراً إلى أن مثل هذا الأثر أصبح دائماً [راسخاً] في الولايات المتحدة بعد ركود عامي 2008 و2009.

وتعود نسبة كبيرة من العاملين الأكبر سناً المستفيدين من إجازات مدفوعة إلى قطاعات لم تكن الأكثر تأثراً بالإغلاقات على غرار الترفيه والضيافة. وهذا يعني أن عودتهم إلى وظائفهم القديمة فور انتهاء العمل بالبرنامج أقل احتمالاً. ومن المرجح أيضاً أن نسبة كبيرة منهم هم المعيلون الوحيدون لأسرهم.

ووفق معهد دراسات المالية العامة، "علينا أن نشعر بقلق مضاعف على هؤلاء العاملين، ليس مرجحاً صرفهم من عملهم فحسب بل يرجح أيضاً أن يعانوا من مستويات متدنية مستمرة على صعيد المعيشة في حال خسروا وظائفهم".

لكن الدعم المقدم من الحكومة منحرف [منحاز] أكثر لصالح عودة العاملين الأصغر سناً إلى العمل.

والمسار الأفضل للعاملين الأكبر سناً هو برنامج "ريستارت" ("إعادة البدء")، المتوفر للأشخاص المشاركين في برنامج "يونيفرسال كريديت" ("الائتمان الشامل") والعاطلين من العمل منذ 12 إلى 18 شهراً. لكن "إعادة البدء" لا يحل مشكلة العاملين الذين يصبحون خاملين ولا يعودون مؤهلين لـ"الائتمان الشامل" أو مخصصات الباحثين الجدد عن عمل.

ولو خرج العاملون الأكبر سناً فعلاً من برنامج الإجازات المدفوعة للحصول إثر ذلك على بعض الدعم من برنامج "الائتمان الشامل"، لن يتأهلوا لبرنامج "ريستارت" حتى أكتوبر (تشرين الأول) 2022 على الأقل، فيخاطرون بتراجع مهاراتهم وفقدان الثقة بهم. ويستطيع العاملون الأصغر سناً، الذين يحصلون الآن على وظائف بمعدل مماثل لما قبل الجائحة أن يستفيدوا من برنامج "كيكستارت" ("إطلاق") الذي يعرض تمويلاً على أصحاب العمل الذين يوظفون أشخاصاً يبلغون من العمر 16 إلى 24 سنة ويستفيدون من "الائتمان الشامل".

وقال جوناثان كريب، الاقتصادي الباحث البارز في معهد دراسات المالية العامة وأحد واضعي التقرير، "ينتجم عن حالات الركود دائماً مخاطر للعاملين الأكبر سناً، لا سيما أن هؤلاء إذا فقدوا وظائفهم قد يواجهون خطر عدم العمل مجدداً. وللأسف ثمة أدلة على أن هذا ما يحصل الآن.

"ففرص عثور البالغين 60 سنة أو أكثر على عمل جديد خلال ستة أشهر من صرفهم من وظائفهم تتراجع، وأغلبية العاملين الأكبر سناً هؤلاء الذين فقدوا وظائفهم خلال الجائحة لا يبحثون بنشاط عن عمل. وفي ضوء ذلك، على الحكومة النظر في إتاحة برنامج 'إعادة البدء' الخاص بها أمام جميع العاطلين من العمل، وليس فقط أولئك المستفيدين من برنامج 'الائتمان الشامل'".

وقال ناطق باسم الحكومة، إن عدد الأشخاص المتوقع أن يعانوا من البطالة يقل الآن بحوالى مليونين عما كان مرجحاً سابقاً.

وأضاف، أن الوقت مناسب الآن للتخفيف "الطبيعي" لبرنامج الإجازات المدفوعة وصولاً إلى وقفه، مشيراً إلى أن "عدد الأشخاص في سن بين الـ 50 و 64 عاماً العاملين الآن يزيد بواقع 194 ألف شخص عنه قبل سنة".

ولفت إلى أن الحكومة تقدم إلى العاملين الأكبر سناً نصيحة محددة، مضيفاً أنها "تزود الناس من الأعمار كلها بالمهارات والفرص التي يحتاجونها للعودة إلى العمل".

© The Independent