Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"تشوه" إيفانجليستا جراء عملية تجميل يثبت فشلنا بقبول أشكالنا

بالتزامن مع مزاعم عارضة الأزياء بأن عملية تجميد الدهون أصابتها "بتشوه دائم"، تتأمل أوليفيا بيتر في الدليل الذي تقدمه هذه الحالة على الثقل الملقى على كاهل النساء لمعايير الجمال المستحيلة

أود الاعتقاد بأنها ستستمر في الظهور على أغلفة المجلات وحملات الموضة بوجهها "المشوه" (غيتي/ إيفانجليستا)

فقط لو أنني أمتلك وجنتين بارزتين لكانت كل الأمور على ما يرام. هذا ما كنت أقوله لنفسي عندما كنت مراهقة أتبصر مستقبلي بقلق. كنت لسنوات عديدة أفكر في عظام خدودي المسطحة أكثر من تفكيري في نجاحي الأكاديمي أو المهني. مثلي مثل العديد من النساء في سني، كنت أبجل الوجوه النحيلة ذات العظام البارزة والملامح الكبيرة. كتلك التي نراها في فعاليات الموضة، وأفلام وينونا رايدر، ومجلة المراهقين "ميز" التي اندثرت الآن. كنت أنظر إلى وجهي في المرآة، وأضع راحتي يديّ على خدي وأشدهما إلى الوراء وأقول لنفسي "يبدوان أفضل هكذا"، ما زلت أفعل هذا في بعض الأحيان.

تعد ليندا إيفانجليستا واحدة من أجمل نساء العالم: وجمالها هو سبب شهرتها. لذلك عندما سمعتُ أن عارضة الأزياء الكندية البالغة من العمر 56 سنة قد أصيبت بـ"تشوه دائم" بسبب عملية تجميل لتجميد الدهون، كانت ردة فعلي الغريزية الأولى هي الإحباط، لأنه حتى امرأة مثلها لم تصمد في وجه معايير الجمال المستحيلة التي تشكل تحدياً للنساء. وردة فعلي الثانية كانت شد خدي إلى الوراء.

في عالم اليوم، يسهل على المرء الاعتقاد بأن الجمال لم يعد محدداً بنموذج واحد على الجميع تبنيه. أتاحت حركة النظرة الإيجابية للجسم مساحة للنساء الممتلئات للظهور في وسائل الإعلام الرئيسة، وسيطرت علامة "سافج إكس فينتي" التي أطلقتها المغنية الشهيرة ريهانا للملابس الداخلية التي تدعو إلى الثقة بالنفس وتقديم تصاميم تناسب الجميع على عروض فيكتوريا سيكريت للموضة، حتى إن هناك توجهاً على وسائل التواصل الاجتماعي مخصصاً للنساء اللائي لا يضعن مساحيق التجميل، ألم تتغن فرقة "ون دايركشن" بهذا في أغنية "جميلة" Beautiful؟

لكن الحقيقة، بالطبع، هي أنه بغض النظر عن التطورات الثقافية وما يغنيه هاري ستايلز ورفاقه، لا تزال مقاييس الجمال راسخة بعمق في المجتمع. على الأرجح أن النساء اللواتي يتمتعن بمواصفات يعتبرها المجتمع جذابة تقليدياً، سواء بشكل طبيعي أو غير طبيعي، ستكون حظوظهن الاجتماعية والمادية أكبر. أما اللواتي لا يمتلكن تلك الصفات فلن يحصلن على الامتيازات نفسها. هذا المفهوم متعارف عليه في وسائل التواصل الاجتماعي بمصطلح "امتياز الجمال" - ودارت حوله مناقشات حادة عبر منصة تيك توك الأسبوع الماضي، حتى إن برنامج "وومانز آور" على قناة "بي بي سي راديو 4" تناول الموضوع.

بصفتها عارضة أزياء تُعد إيفانجليستا مثالاً ممتازاً على آلية عمل "امتياز الجمال". لدينا هنا امرأة بُنيت حياتها المهنية بالكامل على مظهرها. امرأة تصدرت نحو 700 غلاف مجلة، وقالت ذات مرة إن "عارضات الأزياء لن يقبلن بذل جهد مقابل ما لا يقل عن عشرة آلاف دولار في اليوم". ومع ذلك، ظلت أيقونة عروض الأزياء هذه مختفية منذ خمس سنوات. والسبب؟ هو أن وجهها قد "تشوه بشكل بشع" بسبب عملية تجميد دهون تهدف إلى تعديل "التجمعات الدهنية المرئية" تحت ذقنها وحول فكها. لو تأملتم فيما سبق لأدركتم المعنى الخفي البائس وهو أن إيفانجليستا كانت تخشى أن تفقد "امتياز الجمال" الخاص بها ولا تعرف كيف تصمد في هذا العالم من دونه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ألقوا نظرة واحدة على منشورات عارضة الأزياء والأم لطفل واحد عبر صفحتها على "إنستغرام" وستجدون في الغالب نوبات حنين إلى إيفانجليستا عندما كانت في أوجها. كانت رسالة المعايدة التي أرسلتها لزميلتها عارضة الأزياء نعومي كامبل لمناسبة عيد ميلادها على هيئة صورة بالأبيض والأسود التقطت في التسعينيات، أما تحية التقدير التي وجهتها للمدير الإبداعي ألبير باز لعلامة لانفين الفرنسية للأزياء فكانت صورة من حفل للأزياء من عام 2005، حتى إن منشور عيد ميلادها الثالث والخمسين كان ضمن ميزة [الجمعة فرصة لاستعادة الذكريات] التي توفرها المنصة، وهو عبارة عن صورة لغلاف مجلة "فوغ إيطاليا" من عام 1994. تعيش إيفانجليستا في الماضي لأن رصيدها الجمالي كان في ذروته حينها، وعمل المجتمع على إقناعها بأن ثروتها تتضاءل باستمرار منذ ذلك الحين. لدينا جميعاً القناعة نفسها.

وفقاً لما أوردته الباحثة النسوية نعومي وولف في كتابها الأكثر مبيعاً "أسطورة الجمال" The Beauty Myth فإن الشباب هو نموذج الجمال. في حين أن التقدم في السن "غير جميل"، لأن قوة المرأة تزداد مع التقدم في العمر. وتتابع أن هذا المفهوم هو فقط أحد الطرق العديدة التي صُمم بها المجتمع لدعم النظام الأبوي. وعلى الرغم من أن كتاب وولف نُشر في عام 1990، فإن كل ما كتبته تقريباً يبدو سديداً بعد ثلاثة عقود تقريباً، ولا سيما فيما يتعلق بمسألة العمر.

لفترة من الوقت، كانت مجلة "فوغ" البريطانية تنشر عدداً تحت عنوان "أناقة لا تشيخ". لمرة واحدة في العام، كانت نساء فوق سن الخمسين يزين غلاف المطبوعة التي تعد بمثابة كتاب مقدس للأزياء، مما يسلط الضوء نوعاً ما، وللمفارقة، على أن المجلة لا تحتفي بتلك الشريحة من النساء في أعدادها الأحد عشر الأخرى الصادرة بقية العام. في عام 2019، تمت الإشادة بالمجلة على نطاق واسع لوضعها صورة جين فوندا عندما كانت في سن الحادية والثمانين على غلاف ملحق "غير شائخة"، الذي كان الهدف من ورائه تعزيز التنوع وتناول موضوع التمييز على أساس السن الذي تواجهه النساء في صناعة الأزياء وخارجها. وأشار قليلون إلى أن النسخة التي تصدرتها فوندا كانت هامشية مقارنة بعدد شهر مايو (أيار) الذي احتلت غلافه كيت موس التي تصغرها بـ37 سنة.

لو قدمت لنا إيفانجليستا أي درس هذا الأسبوع، فهو أن الوطأة التي تمارس على النساء ليبدون بطريقة معينة لم تخف. في الواقع، أقول إنها تزداد سوءاً. لقد جعلتنا وسائل التواصل الاجتماعي أكثر ظهوراً، وهذا لا يعني فقط أن أهمية معايير الجمال قد زادت، بل إنها باتت غير واقعية أكثر. لقد وصل الأمر حداً راحت منصات السوشيال ميديا تعمل على تيسير ذلك، من خلال الإطلاق المستمر لفلاتر جديدة تسمح للمستخدمين بتحسين مظهرهم، وقد تم تصميم بعضها لجعل المرء يبدو كما لو أنه خضع لجراحة تجميلية.

هناك أيضاً مصطلح "وجه إنستغرام" الذي صاغته الكاتبة جيا تولينتينو في مجلة "نيويوركر" لوصف الوجه "الأبيض ولكن مبهم العِرق" المرغوب عالمياً سواء عبر الإنترنت أو في الواقع (وغالباً ما يُنظر إليه على أنه مزيج بين وجه بيلا حديد وكيندال جينر). الفكرة هي أنكِ إن لم تتمتعي بمظهر كهذا، فهناك الآن أدوات تجعلك تبدين كذلك.

أود الاعتقاد بأن إيفانجليستا ستستمر في الظهور على أغلفة المجلات وحملات الموضة بوجهها "المشوه". لكنني أجد صعوبة في تصديق أنها ستُقدم كما كان الوضع في السابق. بدلاً من ذلك، سيُنظر إلى تصدرها الأغلفة على أنه خطوة تقدمية نوعاً ما، على غرار ظهور جين فوندا للتسويق لـ"الأناقة التي لا تشيخ". أستطيع فعلياً سماع رجال الأعمال الفاسدين المتأنقين وهم يقولون إن إيفانجليستا بعد عملية تجميد الدهون ستكون الوجه المثالي لتمثيل "النساء الحقيقيات" في آخر حملات الموضة الخاصة بهم.

إذن، ربما لا يتعلق الأمر بمعرفة إيفانجليستا كيفية العيش تحت أنظار الجمهور من دون "امتياز الجمال" الخاص بها، لكنها ببساطة لا تريد ذلك. بصراحة تامة، مع وجود ضغوط كهذه، من يستطيع لومها؟

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات