Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رولا حمادة: الادوار الجانبية يمكن ان تصبح أهم من ادوار النجوم

رافقت انطلاقة مسلسل "خمسة ونص" إشادة كبيرة بأداء الممثلة اللبنانية التي تلعب دور الأم

لا تقارن رولا حمادة بين دوريها في "خمسة ونص" و"العاصفة تهب مرتين" (حسن فخر الدين)

رافقت انطلاقة مسلسل "خمسة ونص" إشادة كبيرة بأداء الممثلة اللبنانية رولا حمادة، التي تلعب دور الأم التي تُفجَع بموت ابنها، في الوقت الذي كان يتحضر فيه لوراثة الزعامة السياسية عن أبيه، فتسعى إلى الانتقام من ابن زوجها الذي يأخذ مكانه.

وتحدثت حمادة عن سبب اختيارها لهذا الدور وموقفها من رد فعل الناس على أدائها منذ الحلقة الأولى، قائلةً "أنا أحببت الدور لأنه متعدد الأوجه. في مشهد أكون حزينة وفي مشهد آخر أخطط للانتقام، فيتعاطف المشاهد في الأول، ويلومني ويكرهني في الثاني. أنا أحب هذه الأدوار وأستمتع بها لأنها تتطلب "لعباً" مني كممثلة. والإشادة بالدور بدأت منذ الحلقة الأولى، ربما لأن سيرين عبد النور كانت أول من غرّد وعبّر عن إعجابه به، وهي لديها كثير من "الفانز" الذي تفاعلوا مع تغريداتها، ما أحدث ضجة على "السوشال ميديا"، مع أنني لست معتادة على هذه الأمور، خصوصاً أنني أطّل خلال شهر رمضان منذ سنتين فقط".

شخصية متأرجحة

وأوضحت حمادة أن الناس يمكن أن يحبوا الممثل أو يكرهوه انطلاقاً من الدور الذي يلعبه، "أنا كنت أطمح لأن يحصل مثل هذا الالتباس عند الناس، وهذا الأمر تحقق. في الحياة، لا يوجد إجماع حول شيء بما فيها الدراما، والشخصية التي ألعبها متأرجحة، لأننا متأرجحون كبشر. حتى كراهية الناس لي بسبب بعض المشاهد أفرحتني، لأن هذا يعني أنها وصلت الى الناس وهذا يُعدّ نجاحاً".

"العاصفة تهب مرتين"

وعمّا إذا كان نجاحها في "خمسة ونص" يذكرها بنجاحها بمسلسل "العاصفة تهب مرتين"، أوضحت أنه لا يمكن المقارنة بين التجربتين "في ذاك الوقت لم يكن هناك "سوشيال ميديا"، ولذلك لا تجوز المقارنة بين النجاحًين. ما حققته في مسلسل "العاصفة تهب مرتين" كان كبيراً جداً وقتها، أما مسلسل "خمسة ونص" فهو عمل ناجح جداً، ويضم نخبةً من النجوم الذين يحبهم الناس ويتابعون أعمالهم".

اختلاف في الأداء

ونفت حمادة انزعاجها من بعض الآراء التي اعتبرت أن الممثلة ختام اللحام  في مسلسل "الهيبة" برعت أكثر منها في أداء دور الأم المفجوعة "لا شك في أن ختام اللحام ممثلة رائعة وكذلك المشهد الذي لعبته، لكن كل ممثلة منا قدمت الدور بطريقة مختلفة، ولا يمكن المقارنة بين أدائي لمشهدي وبين أدائها لمشهدها، لأن خلفية الشخصية التي تجسدها ختام اللحام في مسلسل "الهيبة" تختلف عن خلفية شخصيتي في مسلسل "خمسة ونص"، حتى المكان مختلف وكذلك طريقة التفكير، إلا أن البعض لا يعرفون مثل هذه التفاصيل. وأنا أشعر بالفخر عندما يتم تقدير أي فنان".

حب وخلافات

رولا حمادة التي أشارت إلى أنها تحب الموسم الرمضاني لأن المنتجين يكونون أكثر سخاءً في الإنتاجات، كما أن الممثلين يعطون أفضل ما عندهم والمخرجين أيضاً، أكدت أن الكتابة الدرامية تشهد في المرحلة الحالية قفزة نحو الأمام "هي لم تعد سطحية كما كانت عليه في السابق، بل تطورت وصارت أكثر عمقاً ووعياً، وإن كنا نطمح إلى مزيد. وهذا التطور يشمل كتابة تفاصيل الشخصيات، وليس تفاصيل القصة فحسب، ولم تعد الأدوار الجانبية مجرد أدوار سطحية، بل في مرحلة ما يمكن أن تصبح أهم من أدوار النجوم التي تتمحور عادةً حول الحب والخلافات، ولذلك يكون الاعتماد الأساسي على الممثلين الذين يحيطون بهم، لأنهم يعكسون الحياة الحقيقية. حتى النجوم صاروا يحملون قضايا في أدوارهم ولم يعد النجم مجرّد شكل وحب وحلم".

إنتاج وحصاد

وتُظهر حمادة بعضاً من الرضا على الدراما اللبنانية وتؤكد أنها تسير في الاتجاه الصحيح. وتقول "لطالما رددت هذا الكلام في الوقت الذي فقد فيه كثيرون الأمل في نهضتها، وتبيّن أنني كنت محقة. اليوم، المنتج الذي لا يستطيع أن يقدم إنتاجاً عالياً، تنحى جانباً، أما الشركتان أو الشركات الثلاث التي تُنتج فهي تسير في الاتجاه الصحيح. المال هو العنصر الأساسي في أي عمل، وبقدر ما يدفع المنتجون بقدر ما يحصدون".

فخر الدراما اللبنانية

في المقابل، لا تترد رولا حمادة بالاعتراف بأن الدراما اللبنانية ينقصها الكثير "ينقصنا منتجون يؤمنون بالممثلين الشباب ويمنحونهم الفرص التي يستحقونها، كما حصل في مسلسليّ "بروفا" و"الكاتب"، لأنه لا يمكن الاستمرار بالتعامل مع الوجوه نفسها، عدا عن أن التجديد يساعد الكتّاب في مهمتهم. والأمر نفسه ينسحب على الممثلين الذين هم من شرائح عمرية مختلفة، لأن التنوّع ضروري في الدراما، التي تحتاج أيضاً إلى عدد أكبر من الكتّاب يعبرون عن وجهات نظر مختلفة. مَن يكتبون حالياً، لا يتجاوز عددهم الثلاثة كتّاب، حتى أننا نعرف اسم الكاتب عند متابعتنا للمسلسل. كذلك، تحتاج الدراما إلى مخرجين جدد، ومن الجيل الجديد لا يوجد سوى فيليب أسمر الذي أعتبره فخر الدراما اللبنانية، طبعاً إلى جانب كبار المخرجين الذين تكرّسوا وفرضوا أنفسهم. لكن فيليب أسمر صاحب تجربة مختلفة تشبه تجربتي كممثلة، فكما أنا أحرص على عدم تكرار نفسي كممثلة في كل شخصية أقدمها، فهو يحرص أيضاً على تقديم الجديد في كل عمل يخرجه. في "خمسة ونص"، هو استخدم كاميرا متحركة، وكأنها عين المشاهد، ولم يسبق لأي مخرج قبله أن فعل ذلك في مسلسل من 30 حلقة. نحن في حالة تطور، نولَد ونتوالد، وهذا الأمر يتطلب بعض الوقت ولكننا نسير في الطريق الصحيح".

نجم لا يغادر الشاشة

واعتبرت رولا حمادة أن الدراما اللبنانية تتمثّل بالنموذج المصري وليس بالنموذج السوري، لناحية تعامل المنتجين مع الوجوه نفسها لتسويق أعمالهم. وتقول "الجمهور المصري يتابع نجوماً معينين، ولذلك يتم إنتاج أعمال لهم، أما الدراما السورية فلا تعتمد على النجم الواحد الذي لا يغادر الشاشة، بل على الدراما المتكاملة، التي تقوم على النص الجيد والمخرج المتمكّن ونجوم كثر، فيتابع الجمهور الأعمال، ثم يختار من بينها، أي أنهم لا يفصّلون المسلسل على مقاس الممثل. من حيث المبدأ، أنا أفضل النموذج السوري، وهذا لا يمنع من أن تتمثل الدراما اللبنانية بالنموذج المصري شرط ألا يكون هو النموذج الطاغي".

فيروس التمثيل

كما أشادت رولا حمادة بتجارب النجمات اللبنانيات، "هن جميلات، يؤدين بشكل جيد ويجب أن نستمر بالاستمتاع بأدائهن، لكن يجب يكون إلى جانبهن وجوه جديدة. ستيفاني صليبا تعاني من ضعف في صوتها، وأنصحها بأن تلتفت إلى هذه الناحية. هي حققت نقلة في مسلسل "دقيقة صمت"، وأتمنى أن يكون أصابها فيروس التمثيل، لأنها امتهنت التمثيل. أما دانييلا رحمة فتتميز بالحضور ولكن عليها أن تركز على ادواتها التمثيلية. هما عملتا في "دقيقة صمت" و"الكاتب" تحت إدارة مخرجيْن مهميْن، أظهراهما بأفضل صورة، والمشكلة هي: هل ستكونان بالمستوى نفسه عندما تمثلان تحت إدارة مخرجين عاديين؟ عندها سيتم التأكد من قوتهما الحقيقية. كما لفتتني ماريان بو مصلح بدور ابنة عمار شلق في "إنتِ مين"، وسينتيا صموئيل بدور "يارا" في "خمسة ونص"، وهند صبرا بدورها في "الهيبة"، لكنها تستحق فرصة أكبر، كونها تجمع بين الجمال والموهبة، وكذلك الممثلون الجدد في "بروفا"،  فهم رائعون ويؤدون بعفوية، لأن المخرجة رشا شربتجي هي التي تديرهم".

دراما رمضان

وعن الأعمال التي تتابعها في رمضان ومستواها، أشارت إلى أنها تحاول قدر المستطاع متابعة المسلسلات التي تعرضها الشاشات اللبنانية "يمكن أن نفاضل بين الأجمل، ولا يمكن أن نصنفها بين عمل جيّد وآخر رديء. كل مسلسل يتميّز بشيء يجعله يستحق المتابعة. "بروفا" جيد، و"إنتِ مين" جميل جداً و"الهيبة" نجاحه مكرّس لكن وجود سيرين عبد النور فيه أعطاه زخماً جديداً، و"الكاتب" جيّد، ولكن الأجمل بينها هو "خمسة ونص" الذي أشارك فيه. كما أتابع بعض الحلقات من "دقيقة صمت" لانني أحب المخرج شوقي الماجري و"مسافة أمان" لأنني معجبة بأسلوب الليث حجو والممثلين المشاركين فيه. لكن العملين الأخيرين يحتاجان  إلى تركيز، لذلك أتفرغ لمتابعتهما بعد انتهاء رمضان".

"الهيبة" و"خمسة ونص"

وعلقت رولا حمادة على مشهد أثار الجدل في مسلسل "خمسة ونص" تضمن سخرية علنية من مسلسل "الهيبة"، مؤكدة أنها لم تنبه إليه إلا عند مشاهدته على "تويتر". وأضافت "صادق الصباح أوضح هذه النقطة وقال إنه تم عرض مشهد من "الهيبة" لأنه من إنتاجه لكي لا يُعرض مشهد آخر من مسلسل لشركة إنتاج أخرى. المسألة بسيطة جداً وتم تداولها كثيراً عبر "السوشيال ميديا" لإثارة حشرية الجمهور ولكي يؤكد نجوم كل مسلسل أن لديهم متابعين أكثر من متابعي المسلسل الآخر، لكن الكل سيهدأ بعد انتهاء رمضان".

صبحيات

وعما إذا كانت الإطلالات الرمضانية استهوتها، أوضحت أن النص هو الذي يهمها بالدرجة الأولى، بصرف النظر عن عرض المسلسل داخل الموسم الرمضاني أو خارجه. وتابعت "كما يهمني الدور وما أضيفه إليه ويضيف إليّ، وفريق العمل، واسم المخرج. حالياً، أنا أدرس عرضاً جديداً، كما أحضّر لعمل مسرحي. المسرح مهم جداً، لأنه "ينفض" (يشحذ) أدواتي كممثلة ويجددها ويجنّبني التكرار. عندما يكون الممثل بلا عمل، يفترض به ألا يكتفي بالجلوس في البيت واضعاً ساقاً فوق ساق، وأن يلتهي بالصبحيات. ومع أن هذا الأمر ضروري، لكن عليه أن يطوّر نفسه أيضاً".

اقرأ المزيد

المزيد من فنون