Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل ستشارك قطر في قمتي مكة الطارئتين؟

الدوحة تنفي تلقيها دعوة للمشاركة... والجامعة العربية ترد: عُممت لكل الدول العربية... ودبلوماسي عربي لـ"إندبندنت عربية": تجاوزت أي توتر عربي قائم

أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح خلال استقباله أمير قطر تميم بن حمد في زيارة أمس إلى الكويت (أ.ف.ب)

فيما تتواصل في مكة الاستعدادات لاستضافة قمتين طارئتين، إحداهما عربية والأخرى خليجية، لبحث مواجهة "الاستفزازات الإيرانية"، إثر ضربات طائرات بدون طيار، على منشآت نفطية في السعودية، تبناها الحوثيون المدعومون من طهران، وقبلها هجمات على أربع سفن، اثنتان منها مملوكتان للسعودية قبالة سواحل الفجيرة الإماراتية، يعتقد أن إيران تقف وراءها، مطلع الأسبوع الماضي، لا تزال مشاركة قطر وأميرها، محل تساؤل، وذلك وسط تضارب الأنباء الصادرة عن الدوحة، بشأن حضور الأمير تميم بن حمد القمتين.

وبينما يشتد التوتر في منطقة الخليج العربي، على وقع حرب كلامية واستعدادات عسكرية متبادلة، منذ أيام، بين واشنطن وطهران، تبدو الدوحة بروابطها الأميركية الإيرانية "المتضادة"، كمن "يرقص على حبال" بدأت تتمزق، وفق حديث دبلوماسي مصري رفيع المستوى لـ"اندبندنت عربية"، إذ تحرص الإمارة الغنية بالغاز على دعم نشاط الدول الداعمة الإسلام السياسي، وذهبت إلى حد التحالف مع إيران، على حساب مصالح دول الخليج، ليزداد الغموض بشأن الموقف القطري من التصعيد الدائر في المنطقة في الوقت الحالي، فضلاً عن التساؤل بشأن إلى أي حد يمكن لقطر أن تنحاز إلى إيران، وأن تمضي في التصعيد.

تضارب بشأن دعوة الدوحة إلى قمتي مكة
بعد ساعات من إعلان وزير الدولة للشؤون الخارجية في قطر، سلطان بن سعد المريخي، أن "بلاده معزولة عن جيرانها، ولم تتلق دعوة لحضور قمتي مكة الطارئتين"، أصدرت الجامعة العربية بياناً، قالت فيه إنها "عممت دعوة العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز لعقد قمة طارئة في مكة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وحسب الجامعة العربية، فإن الهدف من انعقاد القمة هو "التباحث بشأن الهجمات التي استهدفت 4 سفن تجارية في المياه الاقتصادية الإماراتية". وأكدت الجامعة العربية، بعد تثمينها المبادرة السعودية، أن "القمة ستتطرق أيضاً إلى الهجمات التي شنتها (ميليشيات الحوثي الإرهابية)، المدعومة من إيران، على محطتي ضخ أنبوب خط (شرق – غرب) في السعودية الأسبوع الماضي، لما لذلك من تداعيات خطيرة على السلم والأمن الإقليمي والدولي، وعلى إمدادات واستقرار أسواق النفط العالمية".

وقبيل بيان الجامعة العربية، نشر مدير المكتب الإعلامي في وزارة الخارجية القطرية، أحمد بن سعيد الرميحي، تصريحات لوزير الدولة للشؤون الخارجية في قطر، قال فيها إن "الدوحة لم تتلق دعوة لحضور القمة".

كما تطرق الوزير القطري إلى التصعيد القائم في الخليج بين الولايات المتحدة وإيران وتصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأن "واشنطن لا تسعى إلى الحرب"، مشيراً إلى أن "الدوحة لا تعتقد أن إيران من جانبها تريد الحرب أو عدم استقرار المنطقة".

 

وفي الوقت ذاته، قال سعد المريخي، إن "بلاده تدرس إمكانية المشاركة في القمة الإسلامية المقبلة بمكة، المقرر عقدها في 31 مايو (أيار) الجاري"، موضحاً "وصلتنا دعوة من الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، وندرس المشاركة في القمة".

وقبل يومين، دعا العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، إلى عقد اجتماع طارئ لقادة الخليج والعرب في 30 مايو (أيار) الجاري. وقالت وزارة الخارجية السعودية "إن العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، دعا إلى الاجتماع لمناقشة الهجمات الأخيرة في السعودية والإمارات العربية المتحدة".

وحسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس"، فإن "العاهل السعودي، يحرص على التشاور والتنسيق مع الدول الشقيقة في مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجامعة الدول العربية في كل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وأنه في ظل الهجوم على سفن تجارية في المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وما قامت به ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران من الهجوم على محطتي ضخ نفط بالسعودية، ولما لذلك من تداعيات خطيرة على السلم والأمن الإقليمي والدولي وعلى إمدادات واستقرار أسواق النفط العالمية، فإن الملك سلمان بن عبد العزيز يوجه الدعوة لأشقائه قادة دول مجلس التعاون وقادة الدول العربية لعقد قمتين خليجية وعربية طارئة في مكة المكرمة يوم الخميس 30 مايو (أيار) 2019 لبحث هذه الاعتداءات وتداعياتها على المنطقة". وهو ما لاقى ترحيباً سريعاً من قبل عدد من الدول العربية.

هل يحضر أمير قطر؟
وفق دبلوماسية رفيعة المستوى في الجامعة العربية، فإن قطر، تلقت الدعوة عبر الجامعة لحضور القمة العربية الطارئة في مكة. وقالت الدبلوماسية، إن "دعوة الدوحة لحضور القمة جاءت انطلاقاً من عضويتها في الجامعة العربية، وإن الأمر لا يتعلق بأي توتر قائم بين قطر وجيرانها الخليجيين".

من جانبه أوضح دبلوماسي آخر، في الجامعة العربية، أنه ووفقاً للبروتوكول المعمول به في الجامعة، فإنه ونظرا لعقد القمة العربية الطارئة تحت مظلة الجامعة العربية، فإن "دعوة الدول تتم من قبل الجامعة لجميع أعضائها، وبشكل إلزامي، وذلك مع التنويه إلى أن السعودية هي دولة استضافة القمة".

 

وذكر الدبلوماسي، "لو كانت المبادرة السعودية لعقد القمتين الطارئتين لبعض من الدول العربية فقط المعنية، لكانت الدعوة خرجت باسم السعودية إلى الدول التي ترغب في دعوتها لحضور القمة".

في غضون ذلك، ووسط تكهنات وترجيح مراقبين لحضور أمير قطر، تميم بن حمد، لقمتي الرياض، لا سيما مع تنويه وزير الدولة للشؤون الخارجية، سعد المريخي، أن بلده تدرس حضور القمة الإسلامية المقبلة بمكة، بالتزامن مع زيارة تميم الكويت، رجح السفير المصري السابق، في الدوحة، محمد المنيسي، "عدم حضور تميم القمة العربية الطارئة".

وقال المنيسي، في حديثه، إن "قطر من الدول التي يصعب التنبؤ بتوجهاتها، إذ يحكمها عقد نفسية تدفعها إلى التحالف مع إيران، واستضافة قواعد عسكرية أميركية، في الوقت ذاته"، موضحاً "هذه السياسة المزدوجة لدى الدوحة ليست بجديدة، ودائماً ما كانت مواقفها داخل مجلس التعاون الخليجي، ضد الإجماع والمصلحة الخليجية".

وبشأن التصعيد بين واشنطن وطهران، وقدرة الدوحة على "ازدواجيتها" بين تحالفها مع إيران، واستضافتها قواعد أميركية، أوضح المنيسي، "مسألة القواعد الأميركية ومقرات القيادة في قطر لا ترتبط بالموقف السياسي للإمارة، فدولة قطر لا تستطيع أن تمنع استخدام القواعد، نظراً للمواثيق بينها وبين الولايات المتحدة، وحسب نظام القدرة الأميركي، فهذه القواعد مخصصة لعمليات أعالي البحار، لكن وقوع هذا الاحتمال لا يغير من موقف قطر السياسي".

"غياب وحضور على استحياء" آخر مشاركات تميم العربية
منذ قطعت السعودية، إلى جانب الإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر، علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، في يونيو (حزيران) 2017، متهمة إياها بدعم الإرهاب والتدخل في شؤونها الداخلية، تراوحت مشاركة أمير قطر في القمم الخليجية والعربية، بين الغياب، وضعف التمثيل القطري حيناً، والمشاركة على استحياء حيناً آخر، كما حدث في القمة العربية الأخيرة بتونس، أواخر مارس (آذار) الماضي.

 

ففي قمة تونس، لم يشارك أمير قطر سوى في الجلسة الافتتاحية للقمة، ثم غادر القمة عائداً إلى بلاده، وقبيل القمة العربية، غاب الأمير تميم بن حمد، عن القمة الخليجية الـ39 التي استضافتها الرياض، في ديسمبر (كانون الأول) 2018، وترأس وزير الدولة للشؤون الخارجية بقطر، سلطان المريخي وفد بلاده بالقمة الخليجية.

كما تغيَّب الأمير تميم، عن القمة العربية الـ29، التي استضافتها مدينة الظهران السعودية، في أبريل (نيسان) من العام الماضي، ومثَّل الدوحة مندوبها الدائم لدى الجامعة العربية.

وكان آخر حضور لتميم، في قمة مجلس التعاون الخليجي في دورتها الـ38، التي استضافتها الكويت، في ديسمبر (كانون الأول) 2017.

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط