Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ردود دولية حذرة بعد تكليف بودن رئاسة الحكومة التونسية

المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل تحدثت عن ضرورة العودة بالبلاد إلى الديمقراطية البرلمانية

لا تزال المواقف الرسمية الدولية تجاه تكليف نجلاء بودن رئاسة الحكومة التونسية الجديدة حذرة، نتيجة الوضع السياسي الدقيق الذي تعيشه البلاد، في ظل اتهام أحزاب ومنظمات وطنية الرئيس قيس سعيد بالتفرد بالحكم بعد قرارات 25 يوليو (تموز) الماضي، التي ثُبتت بعد التدابير الاستثنائية التي اتخذها في 22 سبتمبر (أيلول). لكن بعيداً عن المواقف الرسمية، بدت وسائل الإعلام العالمية مستبشرة بتعيين بودن كأول امرأة عربية تصل إلى هذا المنصب. 

وبعد تكليف بودن بساعات قليلة، جرى اتصال هاتفي بين سعيد والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، تطرق إلى العلاقات الثنائية القائمة بين البلدين واستعداد برلين لدعم تونس، وفق بيان رئاسة الجمهورية.

وأشار بيان صادر عن السفارة التونسية في ألمانيا إلى أن ميركل تحدثت في شأن "ضرورة العودة إلى الديمقراطية البرلمانية في حوار مع جميع الفاعلين السياسيين".

من جهته، شدد مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال لقائهما في القاهرة، على أهمية عودة النظام الدستوري في تونس.

صناعة بورقيبة 

يرى الدبلوماسي السابق عبدالله العبيدي أن "أطرافاً سياسية تتعامل مع الأطراف الخارجية وكأن تونس تحت الوصاية"، موضحاً أنه "لأول مرة في تاريخ تونس بعد الاستقلال، أصبح نائب في برلمان فرنسي أو أميركي يراسل رئيس بلده أو حكومته ليفرض على تونس ماذا تفعل ومن تنصب وبأي طريقة". 

ويقول العبيدي إن "تكليف امرأة قرار ممتاز، لكنه لا يعد أمراً منتظراً، نظراً لما تقلدته المرأة التونسية من مناصب عليا وما تتميز به من قدرات في جل الميادين". 

ويضيف "تزخر تونس بالكفاءات النسائية منذ زمن الراحل الحبيب بورقيبة، فحتى بودن هي من صناعة زمن بورقيبة".  

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويعتقد العبيدي أن "تكليف امرأة أو رجل على رأس الحكومة لن يغير شيئاً في علاقة تونس ببلدان أجنبية، فهذا الأمر شأن داخلي صرف". 

من جهة أخرى، أصدر السناتور الأميركي كريس مورفي، رئيس اللجنة الفرعية للعلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ للشرق الأدنى وجنوب آسيا وآسيا الوسطى، بياناً الأربعاء الماضي، اعتبر فيه "قرار الرئيس سعيد تعيين رئيس للوزراء خطوة أولى مهمة في إعادة تونس إلى المسار الديمقراطي"، مشيراً إلى ضرورة إشراف نواب منتخبين على هذه الحكومة الجديدة.

وكان مورفي كتب مقالاً يدعو فيه الولايات المتحدة إلى إعادة النظر في حزمة المساعدة الأمنية لتونس بعد الأنباء التي أفادت عن عزم سعيد تعليق العمل بأجزاء من الدستور.

وقف الشغب

من جانبه، يعتقد الناشط السياسي عدنان منصر أن تعيين سيدة على رأس الحكومة يحمل "إشارة ثقافية"، مفسراً أنه "تأكيد بأن الرئيس مؤمن بحقوق المرأة ومساواتها مع الرجل".

ويضيف "هذه الإشارة هي بالدرجة الأولى رسالة للنخب التي يهاجمها الرئيس ليلاً نهاراً"، مضيفاً "كثير من هذه النخب الشكلانية سقطت في الفخ في ردود فعلها الأولى المنبهرة باختيار السيدة بودن". 

ووفق منصر، "هناك بحث عن بناء تحالف ضمني مع الحداثيين يجعل الرئيس يقاتل على جبهة واحدة، هي جبهة حركة النهضة وأصدقائها".  

ويشير إلى أن هناك قناعة لدى سعيد بأن "هذه النخب تستطيع المساعدة في إقناع الجهات الخارجية الضاغطة، بمنح الرئيس مزيداً من الوقت وكف شغبها عنه".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات