اختتم مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط فعاليات دورته السابعة والثلاثين، بحفل كبير لإعلان الجوائز وتكريم بعض النجوم.
وافتُتح الحفل بالسلام الوطني، ثم بالأوبريت الغنائي "حلم في فيلم"، ثم تبعته فقرة غنائية استعراضية لإحدى الفرق الاستعراضية من شباب الإسكندرية، وعُرض فيلم قصير عن أهم فعاليات الدورة الـ37.
ووصف رئيس المهرجان الأمير أباظة، الدورة بـ "الصعبة". موضحاً، في حديثه إلى "اندبندنت عربية"، "واجهت تحديات كثيرة، أبرزها ارتفاع أعداد مصابي كورونا مع انتشار الموجة الرابعة في مصر". مستدركاً "لكن على الرغم من ذلك حضر النجوم من الوطن العربي ودول حوض البحر الأبيض المتوسط، وتعدت الأفلام المشاركة 80 فيلماً من أكثر من 20 دولة عربية وأجنبية".
تكريم دريد لحام
ووسط تصفيق حاد تسلم النجم السوري دريد لحام وسام عروس البحر المتوسط، تقديراً لدوره في الحركة السينمائية العربية، ووضع السينما السورية في مكانة متميزة في المنطقة. وأعرب دريد عن سعادته وامتنانه بهذا الدرع، الذي يعتبره من أهم الجوائز التي حصل عليها .
وحصل لحام على عديد من الأوسمة والجوائز وشهادات التقدير، منها الكوكب الأردني عام 1956، والاستحقاق السوري من الدرجة الأولى 1976، والاستحقاق الثقافي التونسي 1979، والوشاح الأخضر - ليبيا 1991، ووسام الأرز اللبناني من رتبة فارس عام 1999.
وحصد درع هيئة قصور الثقافة في مصر عام 2006، تقديراً لدوره في مساندة قضايا الأطفال من خلال أعماله السينمائية، التي توجها بفيلم "الآباء الصغار".
كما تسلّم المخرج التونسي عبد اللطيف بن عمار درع التكريم خلال حفل الختام.
مفاجآت الجوائز
وشهدت جوائز المهرجان مفاجآت عدة، حيث سيطرت السينما السورية والمغربية على أهم الجوائز في مسابقة نور الشريف، بينما حصلت البوسنة وسلوفانيا على أبرز جوائز المسابقة الرسمية.
وفي مسابقة نور الشريف للفيلم العربي فاز بجائزة أفضل فيلم "مرجانة" (المغرب)، ونال جائزة لجنة التحكيم "المطران" (سوريا)، وحصد إدريس الروخ جائزة أفضل إخراج عن فيلمه "جرادة مالحة" (المغرب)، واقتنص عبد اللطيف عبد الحميد جائزة وحيد حامد لأفضل سيناريو عن فيلمه "الإفطار الأخير" (سوريا).
وفي التمثيل، حصد أحمد الأحمد جائزة أحمد زكي لأفضل ممثل عن فيلمه "الظهر إلى الجدار" (سوريا)، ونالت نادية بوسطة جائزة نبيلة عبيد لأفضل ممثلة، عن فيلمها "الهربة" (تونس).
وذهبت جائزة محمود عبد العزيز إلى أحد العناصر الفنية غير المذكورة لمدير تصوير فيلم "أناطو" (المغرب) أيوب لحنود، وفاز كاظم فياض عن فيلمه "يوسف" (لبنان) بجائزة أحمد الحضري للعمل الأول أو الثاني.
وفي المسابقة الرسمية، ذهبت جائزة أفضل فيلم لـ"هذه الليالي المظلمة" (البوسنة)، في حين ذهبت جائزة لجنة التحكيم الخاصة لـ"الليل مكاننا" (فرنسا)، ونال فينكو مودرندورفر جائزة أفضل إخراج عن فيلمه "طريق مسدود" (سلوفينيا).
وذهب أفضل سيناريو لفرانسوا لونيل ونيفين سمردزيش عن فيلمهما "هذه الليالي المظلمة" (البوسنة). ونالت بيترا مارتينز جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم "هذه كانت الحياة" (إسبانيا). كما حصد الفيلم جائزة أفضل عمل أول أو ثان، وحصل "سباحة حرة إلى الجبل الأسود" على تنويه خاص.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
رجال ريفييرا
وفي مسابقة أفلام الطلبة، حصد جائزة الفيلم التسجيلي "آخر رجال ريفيرا"، ونال جائزة فيلم الرسوم المتحركة "مانيكان". وفي جوائز الفيلم الروائي، حصد "يمكن نسي" الجائزة الأولى، ونال "حب من طرف آلي" الجائزة الثانية، وكان فيلم "نيجاتيف" صاحب الجائزة الثالثة.
وفي مسابقة الأفلام الروائية والتسجيلية القصيرة، ذهبت جائزة أفضل فيلم روائي قصير لـ"القصر الشرقي" (لبنان)، وحصد فيلم "لا أحد" (رومانيا، إيطاليا) جائزة أفضل فيلم تسجيلي، وذهبت جائزة لجنة التحكيم مناصفة بين "وداعاً فيسنا"، (سلوفينيا)، و"أحب" (إيطاليا).
حضور سوري
يذكر أن السينما السورية شاركت بخمسة أعمال في عرضها العالمي الأول، منها فيلم "الإفطار الأخير" إخراج وتأليف عبد اللطيف عبد الحميد، وفيلم "الظهر إلى الجدار" للمخرج والمؤلف أوس محمد.
وحول الحرب السورية أيضاً دارت أحداث الفيلم القصير "فوتوغراف" للمخرج المهند كلثوم، وتطرق العمل إلى ويلات الحرب وما بعدها على الطفل السوري، وكذلك فيلم "حبل الغسيل"، الذي يتعرض لمعاناة الحرب السورية وآثار الحرب على الحياة العامة.
وكانت المشاركة الأبرز للسينما السورية في مهرجان الإسكندرية من خلال فيلم "المطران" بطولة رشيد عساف، ويحيى بيازي، وباسل حيدر، وترف التقي، وليا مباردي، وسامية جزائري، ونادين قدور، وآمال سعد الدين، وأحمد رافع، وحسن دوبا، ومحمود خليلي، وأميرة برازي، وهافال حمدي، ومحمود الويسي، وربيع جان، ومن إخراج باسل الخطيب.
تدور أحداث الفيلم عن بطولة المطران إيلاريون كبوجي، وهو السوري الأصل، الحلبي المولد، الذي أنهى دراسته اللاهوتية في معهد القديسة حنة في القدس أواخر أربعينيات القرن الماضي، وكان شاهداً على نكبة فلسطين ومأساة شعبها عام 1948.
ويشهد أيضاً بعد أن أصبح عام 1965 مطراناً للروم الملكيين الكاثوليك، على استمرار المأساة ونكسة يونيو (حزيران) 1967 وسقوط القدس كاملة بيد إسرائيل، وهنا يتحول لثائر، وتبدأ مرحلة مهمة من حياته بجانب كونه راعياً صالحاً لشؤون رعيته وكنيسته، حيث يتحول لمناضل في سبيل استعادة الشعب الفلسطيني حريته وحقوقه الإنسانية المشروعة.
ويصطدم المطران في رحلة نضاله بقوى الظلم، ويحكم عليه بأربع سنوات سجناً من قبل السلطات الإسرائيلية بتهمة نشاطه السياسي ودعمه للمقاومة، في محاكمة تاريخية تعد من أشهر محاكمات القرن العشرين.
وأبدى الفنان رشيد عساف، سعادته بتجسيد شخصية المطران، وأهدى الفيلم لمجموعة من النجوم، هم "الفنان فاروق الفيشاوي، حيث كان صديقي وأعلم بحلمه بتجسيد الشخصية، وكذلك النجم الراحل نور الشريف الذي كان مهتماً أيضاً بتجسيدها، إضافة إلى الكاتب محسن زايد الذي كان يأمل في خروج عمل عن شخصية المطران للنور".
وقال عساف، في حديثه إلى "اندبندنت عربية"، "وافقت على العمل بعد قراءة السيناريو بعدما عرضه علي المخرج باسل الخطيب فجر أحد الأيام، ما جعلني شغوفاً بدخول عالم المطران كابوتشي".
وتابع، "الدور كان صعباً جداً، لذا عقدت جلسات عمل كثيرة مع المخرج باسل الخطيب حتى أفهم كل تفاصيل الشخصية، وما حمسني للعمل هو أنه يتناول القضية الفلسطينية، التي هي قضية العرب، التي تربينا عليها".